مقالات

بروح نوروز ستنتصر مقاومة عفرين

شاهوز حسن

نوروز يوم ميلاد جديد في عموم المنطقة؛ تحتفل به كافة الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الكردي الذي أشعل نار الحرية ضد الظلم والطغيان والعبودية منذ فجر التاريخ، ونار الحقيقة التي أوقدها أجدادنا على ذرى جبال كردستان انتشرت في أرجاء المنطقة وأصبحت حقيقة للحياة.

التاريخ الكردي حافل بالمراحل البطولية والفداء ودائماَ استهدى الكرد ومعهم شعوب المنطقة بروح المقاومة والنضال ضد الظلم والعبودية بنار نوروز ومعاني الحرية المنبثقة منها، وهكذا كانت مقاومة كاوا العصر مظلوم دوغان في سجون الفاشية واليوم أيضاً يمثل نوروز يوم الخلاص وإحياء الروح الإنسانية العظيمة من خلال المقاومة البطولية التي تبديها شعوب المنطقة تحت راية الحرية المتمثلة بمقاومة العصر في عفرين.

حلَّ علينا نوروز هذا العام ونحن نمر بمرحلة هامة جداَ من تاريخ المنطقة، حيث أن شعوب المنطقة كلها تتوحد اليوم في مواجهة الفاشية التركية ومرتزقتها بقيادة وحدات حماية الشعب والمرأة، فالفاشية التركية التي لا مثيل لها في التدمير وارتكاب المجازر واتباع سياسات التغيير الديمغرافي والإبادة الجماعية ضد الشعوب، تريد اليوم تكرار تاريخها الأسود في المنطقة، لكن تتم مواجهتها بمقاومة بطولية من قبل كافة مكونات المنطقة في عفرين وتصبح هذه المقاومة رمزاً للحرية والحياة والنور وبداية حياة جديدة كما هي حقيقة نوروز، فبقدر ما يكون الظلام قاتماً والظلم كبيراً تكون المقاومة بطولية وتنير درب الحرية والنضال، فنوروز هذا العام لقى معانيه بأرقى أشكاله في كردستان حيث تتعاظم المقاومة وهذا ما تشهده جبهات القتال في عفرين، وكافة التطورات تشير إلى تعاظم حقيقة نضال الحرية والديمقراطية الذي يتمحور حول القضية الكردية ومن خلالها يتم إثبات أن حل قضايا المنطقة ممكن بتوحيد الجهود وتطوير روح النضال الديمقراطي الذي يحقق السلام والأخوة بين الشعوب.

من المؤكد بأن الأعلام التركية؛ أعلام نظام احتلال فاشي؛ المرفوعة في بعض مناطق عفرين تعتبر إشارة غزو طارئ من الاحتلال التركي؛ إنها حركة ضد الإنسانية وسقوط سوريا وتقسيمها في عفرين. بالرغم من ذلك فإنه لن يدوم. إنها مهمة شاقة أمام عفرين، لكنها دون شك سوف تنتهي لصالح المشروع الديمقراطي لمقاومة عفرين.

مشاهد التقهقر العثماني مرّت في العديد من الأماكن فمن حضرموت التي سميّت بمقبرة الأناضول. ومن عفرين بدأت نقطة الانكماش العثماني قبل مئة عام بالتمام والكمال. واليوم في عفرين الإقليم الفيدرالي من أقاليم الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا تنتهي ما يضمره العثمانية الجديدة ولن تقوم لها قائمة بعد اليوم؛ فالمقاومة مستمرة ولن تهدأ حتى يتحقق النصر في عفرين وكل المناطق التي قام النظام التركي باحتلالها؛ بخاصة إذا أدركنا بأن معركة الدفاع المشروع التي يخوض فيها شعبنا عن القيم الانسانية وحياتها نيابة عن العالم الحر فإننا نؤكد على ضرورة التكاتف والتضامن في درب النضال من أجل الحرية والديمقراطية والعمل معاَ في سبيل تحقيق سوريا ديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى