الأخبارمانشيت

النّزعة القوميّة التّركية والرّمزية الإسلاميّة في المركز الثّقافي للأطفال في عفرين

تحت هذا العنوان كتبت (ميغان بوديت) وهي مديرة التوعية في منظمة مساعدة كردستان لموقع (The Region) عن افتتاح مركز للأطفال الأيتام في عفرين باسم والدة رجب طيب أردوغان تم فيه إجبار الاحتلال التركي أطفال عفرين على ترديد الشعارات القوميّة التّركيّة، ورفع الأعلام التركيّة ولافتات ترمز للإخوان المسلمين.

ميغان بوديت التي تدرس السياسة الدولية في كلية الشؤون الخارجية بجامعة جورج تاون كتبت مقالتها كالآتي:

تمّ إجبار الأطفال في عفرين على ترديد الشعارات القوميّة التّركيّة عند افتتاح مركزٍ تربويٍّ وثقافيٍّ جديدٍ للأيتام، ووفقاً لمقاطع فيديو نشرها لواء (المنتصر بالله) وهو فصيلٌ تركمانيٌّ شارك في عملية احتلال عفرين.

وسُمّي المركز الّذي افتتحه الاحتلال التّركي ومرتزقته باسم والدة رجب طيب أردوغان (تنزيل), وتظهر في صور المركز لافتاتٌ باللغة التركيّة مع الأعلام التّركيّة والتركمانيّة بشكلٍ بارزٍ إلى جانب علم الجّيش السّوري الحرّ.

التعليم في المركز سيتمّ بالّلغتين التّركيّة والعربيّة, على الرغم من أنّ سكان عفرين أغلبيّتهم من الكرد في المقام الأول.

في الفيديو وكذلك في الصور الّتي وزعتها وسائل الإعلام الموالية لتركيا والمواقع الموالية للمرتزقة, يقف الأطفال حاملين أعلاماً ترمز إلى قبيلة (كاي) وهي مجموعة البدو من آسيا الوسطى التي يدّعي بعض القوميّون الأتراك بأنّ السلاطين العثمانيّون كانوا ينحدرون من هذه القبيلة, ويستخدم العلم الأزرق مع حروف (IYI) من قبل الحركات السياسيّة التّركيّة اليمينيّة المتطرّفة.

أنصار حزب (IYI) اليميني المتطرف في تركيا (الّذي انشقّ عن حزب الحركة القوميّة المتشدّد في وقت سابقٍ من هذا العام) حملوا أعلاماً مماثلةً في مناسبات الحزب, ويعتقد الكثيرون أن اسم الحزب مشتق من الأحرف الّتي على الرمز، والتي تبدو مثل الكلمة التركيّة IYI أوي “جيد”، مكتوبةً بحروفٍ كبيرة.

لقد نقلت تركيا أعداداً كبيرةً من النّاس إلى عفرين بعد أن احتلّتها في شهر مارس، في محاولةٍ لتغيير التّركيبة السّكانيّة المحليّة.

في صورٍ أخرى من افتتاح المركز يظهر الأطفال وهم يحملون أعلاماً تركيّةً ويرفعون لافتاتٍ ترمز للإخوان المسلمين، وهي منظّمةٌ إسلاميّةٌ متطرّفة, وتلقّى أردوغان الانتقادات من وسائل الإعلام الدّوليّة لأنّه رفع يده بنفس الإشارة عند وصوله إلى ألمانيا.

بذلت الفصائل المحتلّة لعفرين جهوداً كبيرةً لفرض اللغة والثّقافة التركيّتين والإيديولوجية الإسلامية المتشدّدة في عفرين (التي كانت قبل احتلالها معروفةً بالتعدّدية والحريّة التي وفرتها هياكلها السياسيّة للمرأة والأقليّات الدّينيّة, فعند احتلال مدينة عفرين دمّرت فصائل المرتزقة التّابعة لتركيا تمثال (كاوا الحداد) بطل قصة النوروز الكردي، وغيّرت تسمية الشّوارع التي سُميت بأسماء الرّموز الثّقافيّة الكرديّة, وشوهدت لوحات إعلانيّة تروج للباس الديني الصارم للنّساء والفتيات في عفرين، ولا تزال النّساء اللواتي يتحدين العادات الاجتماعية المحافظة والمتشدّدة يتعرّضن للمضايقة والاعتداء, وتُظهر مقاطع الفيديو الّتي نشرتها نفس الفصيل والّذي شارك في الفيديو الخاصّ بالمركز الثقافي إنشاء مدارس لتلاوة القرآن للأطفال الصغار.

زر الذهاب إلى الأعلى