PYDمانشيتمقالات

المرأة في روج آفا، النموذج الأمثل لكل نساء العالم

وإن خطاب المرأة لا تكتبه إلا المرأة، وحقيقتها لا ينطق بها سواها، وإرادتها لا يُعبّر عنها غيرها.

ريم محمد الربيع

وإن خطاب المرأة لا تكتبه إلا المرأة، وحقيقتها لا ينطق بها سواها، وإرادتها لا يُعبّر عنها غيرها.

من هذا المنطلق وَجَبَ علينا نحن كنساء على وجه العموم وسوريات على وجه الخصوص، أن نتحدث عن قضية المرأة التي هي قضيتنا بالدرجة الأولى.

تتعرض الكثير من النساء السوريات للعنف والتعذيب والقتل والاستغلال والتمييز وعدم المساواة، وهذه المفارقات تمارس على المرأة من سالف العصور؛ إلا أن الحرب فاقمت منها وأصبح العنف القائم على النوع الاجتماعي يُمارَس بشكل مباشر وعَلَنِي على المرأة، ولا يوجد لا حسيب ولا رقيب،

وخاصة ظاهرة تزويج القاصرات التي انتشرت بشكل مبالغ؛ حيث أن الأهالي ونتيجة الحرب يعتقدون أنهم بذلك يحمون بناتهم، إلا أنهم يدفعون بِهنَّ للهاوية دون معرفة،

ومن جهة أخرى كون المجتمع السوري هو مجتمع يعتبر الأعراف والتقاليد هي بمثابة قانون يجب العمل به، وهذا الأمر الذي زاد الطين بِلّة، وضاعف مأساة النساء أكثر وأكثر، لكن اليوم نحن في شمال وشرق سوريا وعلى خِلاف المناطق الأخرى نرى أن المرأة في مناطق الإدارة الذاتية وخلال العشر سنوات الماضية، خاضت تجربة نوعية وكبيرة على صعيد مشاركتها في الحياة السياسية والعسكرية والعامة، وأثبتت نفسها في كافة المجالات، ولا تزال تواصل نضالها حتى اليوم بالرغم من التمييز النسبي الحاصل إضافة إلى العوائق التي تَحُولُ دون لعب دورها المؤثر في المجتمع.

إلا أنها استطاعت بإرادتها القوية وعزيمتها النضالية أن تحرز تقدماً ملحوظاً يشكل أساساً قد يمكن التعويل عليه ويُعتبر بشكل أو بآخر إنجازاً بحد ذاته.

ومن جهة أخرى يجب نسف الفكرة المغلوطة عن حرية المرأة؛ فحرية المرأة لا تعني تحررها من الملابس والتقاليد والهوية الثقافية، بل أن حرية المرأة تعني حرية الاختيار وحرية الفكر وحرية الحياة.

فمنذ بدء الثورة في “روج آفا” اتخذت المرأة مكانة لها لا تقل أهمية عن مكانة الرجل وعلى كافة الصُعد، حيث شاركت في كافة المجالات، وبدأت بتنظيم نفسها في أُطرٍ نضالية، ووجهت حماسها وكافة خبراتها باتجاه يُمكّنها من نيل كافة حقوقها ومكتسباتها بعد سنين طويلة من طمس هويتها داخل مجتمع ذكوري متسلط.

ولا يمكن إنكار الدور الذي قام به حزب الاتحاد الديموقراطي pyd ونسب الفضل له في إعطاء مشاركة المرأة في الحياة السياسية أولوية جعلت منها شخصية قيادية، حيث بدأ الحزب بنظام الرئاسة المشتركة في عام ٢٠١٢، هذا النظام الذي أعطى للمرأة حقها بشكل كامل، وأعطى الثقة لها بإثبات ذاتها، ناهيك عن القوانين والتشريعات التي أقرّتها الإدارة الذاتية بخصوص حماية المرأة.

ومن الطبيعي أن نذكر أن هذا الفضل كله يعود إلى مبتكر فلسفة الأمة الديمقراطية “المرأة، الحياة، الحرية” القائد عبد الله أوجلان قائد الإنسانية، هذه الفلسفة التي بدأ ينتشر صداها كالنار بالهشيم والتي تراها كل الشعوب الحرة أنها هي الحل الأمثل للتحرر من العبودية والفكر القومجي والسلطوي، وكما قال القائد (لا تتحقق حرية المجتمع إلا من خلال حرية المرأة، فالمرأة الحرة هي من تستطيع بناء مجتمع حر)

وأختم أخيراً:

كوني امرأة في مجتمع شمال وشرق سوريا؛ أشعر بالفخر لنفسي ولكل نساء شمال وشرق سوريا كوننا جزء من هذا النموذج المثالي، ونحن مستمرات بالنضال لنشر فلسفة القائد فلسفة المرأة الحرة التي نرى أن كافة النساء بحاجة ماسة إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى