المجتمع

     المرأةُ …..اكسيرُ ثورة روج آفا

حقيقة المرأة:

المرأة هي الأم والأختُ والزوجة, وهي المدرسة التي تخرّج منها العظماء عبرَ التاريخ. المرأة روحٌ وجسد, مثلها مثل الرجل, لا فرق بينهما إلا بالصفات الظاهرية, بل وتتفوق على الرجل في مجالات كثيرة, كالإبداع والصبر والحنان والجمال.

واقع المرأة الشرق أوسطية:

طمست شعوبُ الشرق الأوسط حقوقَ المرأة, وجعلوها تحتَ سلطة الذهنية الذكورية السلطوية, مهمتها الطبخُ والتنظيف والإنجاب, كل هذا تحت عباءة الدين والعادات, وحُرمت من كثير من الحقوق, مثل التعليم واختيار الزوج, وحتى إن بعضَ الأنظمة حرمتها من قيادة السيارات, مع العلم أننا في القرن الواحد والعشرين.

 نساء عبر التاريخ:

إذا عدنا إلى التاريخ , نجد نساءً حكمنَ ممالكَ ودول, كنفرتيتي وشجرة الدرّ وزنوبيا والملكة بلقيس, هذا في حضارات الشرق الأوسط, فما بالك بحضارات الغرب, فمنهن المخترعات كالمدام كوري التي اكتشفت الراديوم, وملكات كالملكة إليزابيث , وفي الوقت الراهن سياسيات مبدعات كهيلاري كلينتون وكونداليزا رايس.

نظرة فصائل الثورة للمرأة:

في بداية الثورة السورية ظهرتِ الفصائلُ المقاتلة وبعض الفصائل الإسلامية المتشددة, هذه الفصائل عادت بالزمن إلى أيام الجاهلية وبداية الإسلام, حيث جعلوا المرأة وسيلة للمتعة والترويح عن النفس, و جعلوها جارية للخدمة وتلبية حاجات الرجل, وأجهضوا إنسانيتها , وتم تجنيدها من قبل داعش تحت مسمّى جهاد النكاح, وتم سبيها واغتصابها وبيعها في أسواق النخاسة, وكأننا عدنا إلى عهد أبي جهل. ظلموا المرأة ولم يستفيدوا منها في إنجاح ما يسمى ثورتهم المزعومة.

المرأة في ثورة روج آفا:

كانت المرأةُ عمادَ ثورة روج آفا وسرَّ نجاحها, حيث كان شعارُ الثورة ( حرية الشعوب تبدأ من حرية المرأة ), حيث نالتِ المرأةُ حقوقها, فأصبحت الأمّ والمعلمة والسياسية والقائدة, وخاضت في المجال العسكري فأبدعت, وسطرت ملاحمَ البطولة والتضحية.

فاسم آرين ميركان لمعَ في سماء العالم بتضحيتها من أجل شعبها, وزيلان وفيان أمارا وغيرهن كثيرات, صرن مشاعلَ وقدوة للمرأة, وجسّدت دورَها العسكري من خلال وحدات حماية المرأة YPJ, وأبدعت في محاربة الإرهاب وفي تحرير مناطق روج آفا من الدواعش وأخواتهم, كما وخاضت ثورة في كافة الميادين السياسية والتعليمية والثقافية, حيث نظمت ذاتها, وجسدت إرادتها الحرّة, وقادت الثورة بنفسها, ودعت إلى تنظيم كافة النساء السوريات من خلال تأسيس مبادرة المرأة السورية, فأصبحت بذلك مثالاً يقتدى به, وأثبتت للعالم أنها مبدعة في كل شيء, وقلبت المفاهيمَ المجتمعية الخاطئة من خلال الحملات التوعوية, لتخليص المجتمع وخاصةً المرأة من مخلفات الذهنية السلطوية والبعيدة عن الإنسانية, التي كانت تمارس بحق المرأة, حيث أخذت مكانها في مؤسسات الإدارة الذاتية الاجتماعية والتربوية والثقافية وشؤون المرأة, وأبدعت في المجال العسكري والسياسي, ووصلت إلى مرحلة القيادة الميدانية والسياسية, مما انعكسَ على نجاح ثورة روج آفا, وتجسد ذلك في نظام الرئاسة المشتركة, من خلال المساواة بين الرجل والمرأة, حيث ينتخب رئيسان مشتركان أحدهما رجل والأخرى امرأة.

ومازالت تكافح في المناطق التي تتحرر من خلال التوعية والدورات لكافة المكونات, لتخليص المجتمع من سيطرة الذهنية الذكورية, وشكلت تنظيماتٍ تدافع عن حقوق المرأة, وتمزق القيودَ الاجتماعية التي كُبلت بها, كما وأبدعت في المجال السياسي والفكري, وأظهرت للعالم أن إرادة المرأة الكردية أقوى من كل شيء. يبرز دورها الآن في حملة تحرير الرقة من خلال تأهيل وتوعية النساء الإيزيديات اللاتي كنّ مختطفات لدى داعش, وتم تحريرهن , حيث يتم إعادة تأهيلهن وتخليصهن من العقد النفسية التي زرعتها ممارسات داعش اللاإنسانية بحقهن, والآن هناك كتيبةٌ من النساء الإيزيديات تحارب في الرقة, لتحرير ما تبقى من أسيرات لدى داعش, والأخذ بالثأر منهم على المجازر والفظائع التي ارتكبوها بحق أهلهم في شنكال.

إذاً ثورة روج آفا أصبحت تسمى بثورة المرأة, فمن خلال حرية المرأة وإخراج طاقاتها الكامنة, وتكريسها في خدمة المجتمع والنضال من أجل الحرية, يأتي النصر, لأن قوة المجتمع تصبح ضعفين, إذا أضفنا إليها قوة المرأة.

عامر طحلو

زر الذهاب إلى الأعلى