المجتمع

المخدّرات آفة تضرب المجتمع الشاب

تقرير: حسينة عنتر

تشير إحصائيات حكومية وأخرى مدنية إلى تفاقم ظاهرة تعاطي وترويج المخدرات بعد عام2013، لا سيما بين الشباب، نتيجة الانفلات الأمني وعدم السيطرة على الحدود .

قلق يتنامى

اجتياحُ المخدرات لشريحة الشباب في عموم المحافظات السورية والحسكة على وجه الخصوص، مثيرٌ للقلق. يقول المختصّ النفسي نصّار السعيد لموقع (ولات إف إم) موضحاً: ” نتابع وبقلق شديد تنامي معدلات الإدمان في مقاطعة الجزيرة، في ظل الإمكانيات البسيطة والمتاحة أمام الحكومة أو الإدارة المحلية لمواجهة هذا الخطر”.

ويضيف السعيّد، مستنداً في حديثه إلى تقارير دولية ومحلية، إن ” نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب  بلغت 30%، ممن تنحصر أعمارهم بين 15-35 عاماً “.

وأضاف: إن الشريحة المستهدفة من عرض المخدرات تتمثل في الشباب الذى يمثل القوة في أي مجتمع. كما ويرجع الخبراء في شؤون علم النفس انتشار ظاهرة تعاطي (المخدرات) بين الطلبة الجامعيين إلى الحالة النفسية التي يمر بها الطالب أو الطالبة في هذه الاوقات، وإلى الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة للطلاب، وانعدام فرص العمل وغياب أي اهتمام بالوسط الطلابي. كل هذا يدفع بالطالب للجوء إلى المخدرات أو أعمال انحرافيه أخرى، كل ذلكَ من الضغط الأمني والكبت الاجتماعي والسياسي الممارس على  جميع شرائح المجتمع وخاصة الفئة الشابة ومنها الطالب.  فاليوم وأمام مرأى ومسمع الأغلبية يزداد عدد المتعاطين لهذا الوباء وذلك سهولة تعاطي تلك الآفة شماً وحرقاً وحقناً في أي مكان وفي أي وقت مع عدم وجود رائحة أو آثار تدل على تعاطيه، مع غياب السيطرة الأمنية وظروف الأزمة و الحروب واضطراب الأوضاع  وغياب الرقابة الأسرية. كما وأكد:  بأن هناك عوامل كثيرة تساعد على تفشي وانتشار المخدرات منها مجالس السوء وتأثير الشبان بعضهم على بعض، كما تؤدي الخلافات الزوجية بين الأبويين إهمالهم لأطفالهم والهروب بعيداً، كما وإن عجز وضعف الشخصية في هذه المرحلة بالذات في مواجهة ظروف الحياة القاسية وتسلل اليأس والخضوع والبطالة كانت من الأسباب والعوامل المباشرة التي تدفع بالمرء إلى الانحراف والتوجه للمخدرات بغرض الهروب من الواقع، وبالتالي يكون هذا الشخص عبئاً على نفسه وأسرته وعلى مجتمعة بالتأكيد. وهكذا تصبح ظاهرة المخدرات منتشرة بشكل  يطارد الشباب  لشل عقولهم التي هي الميزة التي فضلها الخالق بها الإنسان عن المخلوقات .

“لا حياة مع المخدرات”

هذا هو الشعار الذي علينا أن نرفعه جميعاً  بهدف نشر ثقافة التصدي لظاهرة بيع وترويج المخدرات وكيفية التخلص منها، من خلال التعريف بمخاطر هذه الآفة وتداعياتها على المجتمعات.

يقول الناشط المدني سليم علي: ” رصدنا اتساعاً ملحوظاً لحالات إدمان على المواد المخدرة والمسكنة بين الشباب خصوصاً العاطلين عن العمل، ووضعنا العديد من البرامج المدنية لمواجهة خطر اتساعها بين الشباب، لكن المحاولات المدنية وحدها لا تكفي، فهي بحاجة إلى الدعم الحكومي وتدخل المنظمات الدولية، فالقضية أكبر مما كنا نتوقع، وأعداد المدمنين في تزايد، والبرامج الحكومية تكاد تكون معدومة “

يسرى السيّد باحثةٌ اجتماعية: تشيرُ أغلب الدراسات والبحوث العلمية لمتعاطي المخدرات وتفشي هذا الوباء بأنه نتيجة ضغوط في الحياة الحالية أو التأثر بالحضارة الجديدة، مما يدفع البعض إلى تعاطي المخدر  بغرض الاسترخاء، أو يرجع البعض سبب انتشار ظاهرة إدمان ‹المخدرات› بين الطلاب والتلاميذ إلى ظروف الحرب التي تعيشها سوريا والتفكك الاجتماعي الناتج عن هذه الحرب، بالإضافة إلى أن انعدام الأمن والظروف المتهيئة هي التي ساهمت في تحرك تجار (المخدرات) دون خوف، مع غياب الأخلاق أو عدم وجود مراقبة. فيما يرى بعض الاخصائيين النفسيين أن ظاهرة تفشي المخدرات  في مناطقنا هي جزء من الحرب الخاصة التي تستهدف المنطقة بعدما فشلوا في محاولاتهم السابقة، لذا فهي تستهدف في معظم الحالات فئة الشباب وصغار السن أكثر من غيرهم، و هذه الظاهرة تفاقمت في الآونة الأخيرة لتشمل النساء وخاصة الطالبات منهن، لذا فهي من الظواهر المضرة لأي مجتمع لأنها تشل قدرات الفتيات واللاتي ستصبحن أمهات في المستقبل، ولذلك يصبحن عاجزات عن المساهمة الفاعلة في بناء مجتمعهن، فالمرأة نصف المجتمع الأمر الذي يجعلها تدمر وتذهب بذلك المجتمع إلى التخلف الاجتماعي والاقتصادي.

زر الذهاب إلى الأعلى