الأخبارمقالات

الماء سلاح حرب صامت تستخدمه تركيا في شمال وشرق سوريا

نظم المعهد الكردي في باريس بفرنسا ندوة حول الوضع الإنساني والبيئي في المناطق الكردية السورية التي تحتلها تركيا وعصاباتها الجهادية, وخلال المؤتمر قدم ثلاثة من القانونيين السوريين أدلة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مثل التطهير العرقي بحق الكرد والاغتصاب الممنهج والاختطاف والقتل والمصادرة والتدمير والنهب التي ارتكبتها القوات التركية والجهاديون التابعون لها في عفرين وكري سبي (تل أبيض) وسري كانيه (رأس العين)

وصرحت (كارولين أليبيرت ديليستراس) المحامية المتخصصة في الجرائم الجنسية المرتكبة أثناء النزاعات المسلحة بأن هناك انتهاكات جسيمة يمارسها النظام التركي على الأراضي الكردية في سوريا من خلال الجرائم الجنسية المرتكبة ضد النساء والأطفال والرجال, وأشارت إلى أن هذه الجرائم الجنسية غالباً ما يتم تجاهلها على الساحة الدولية.

 وبدوره ذكَّر الطبيب والناشط (آزاد عفريني) بأعداد جميع الجرائم التي ارتكبتها تركيا وعصاباتها في عفرين، فيما شرح رئيس منظمة Roja Sor الإنسانية الطبيب (ألكسندر كوروغلو) الوضع الصحي في روج آفا, حيث تسبب فيروس Covid19 في سقوط العديد من الضحايا, بينما يُحرم السكان من المساعدات الطبية الخاضعة للحظر التركي السوري.

و حول ما يمكن أن تفعله فرنسا والاتحاد الأوروبي إزاء هذه الأوضاع, قال السناتور الفرنسي (ريمي فيرو):

إن إيمانويل ماكرون تحدث كثيراً عن وضع الكرد في روج آفا, لكنه لم يفعل شيئاً ملموساً, والرئيس الألماني المستقبلي هو الذي سيحدد السياسة الألمانية بشأن روج آفا وتركيا.

وأوضح “ريمي فريو” بأن الصمت الأوروبي إزاء الجرائم التي ارتكبتها تركيا في روج آفا سببه المصالح الاقتصادية التي تربط الدول الأوروبية بتركيا, واقترح فريو بأن يتحدى المواطنون الفرنسيون السياسيين الفرنسيين بشأن القضية الكردية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

ومن جهة أخرى فقد أكد الخبير الجيوسياسي (جيرار شالياند) بأن إغلاق تركيا لمحطة علوك في سري كانيه التي تزود منطقة الحسكة بمياه الشرب تسبب في هجرات كبيرة. مشيراً إلى أن مشكلة المياه لا تقتصر على روج آفا وحدها، حيث أن تركيا تسيطر على نهري دجلة والفرات، وهما نهران رئيسيان في الشرق الأوسط ويعتمد عليهما عشرات الملايين من الناس في العراق وسوريا.

كما نوّه جيرار شالياند أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا لا تتصرفان لصالح الشعب السوري، وأن الدولتان متواطئتان مع تركيا في احتلال عفرين (روسيا) واحتلال سري كانيه (الولايات المتحدة), مشدداً على أنه يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لمنع تركيا من تعطيش روج آفا, وتحويل المنطقة في نهاية المطاف إلى مكان خالٍ من السكان, حيث سيضطر سكان روج آفا المحرومون من الماء إلى الهجرة لمناطق أخرى دون أن يضطر الجيش التركي لإطلاق رصاصة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى