الأخبار

المؤتمر الثاني للإعلام الحر، خطوة نحو إعلام ديمقراطي

في يوم ماراثوني طويل عقد اتحاد الإعلام الحر في روج آفا مؤتمره الثاني في مركز محمد شيخو لثقافة والفن بقامشلو بحضور 154 عضواً من المقاطعات الثلاثة / الجزيرة، كوباني، عفرين/ وحشد سياسي وإعلامي لافت، امتدت أعمال المؤتمر حتى ساعات متأخرة من الليل، أبدى حاملي القلم حرصهم وغيرتهم على اتحادهم فأغنوا التقرير المقدم من الهيئة الإدارية السابقة المنتهية ولايتها، بمداخلاتهم واقتراحاتهم، التي ركزت على الواقع الإعلامي في روج آفا وضرورة الارتقاء بالخطاب الإعلامي وخاصة في هذه المرحلة الحساسة مما يتطلب من الإعلاميين ووسائل الإعلام كافة وبجميع توجهاتها وأشكالها المرئية والمكتوبة والمسموعة اليقظة ومواكبة الحدث وتفاعلاته، وكذلك المساهمة في رفع سوية المجتمع ومنظومته الفكرية والمعرفية، وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً من الوجوه الإعلامية الشابة والتي ما زالت تسعى إلى بلوّرة مشروعها الصحفي والإعلامي رغم قلة مشاركة هذه الوجوه في النقاشات والسجالات التي أتسمت بها جلسات المؤتمر.
فيما أستحوذ النظام الداخلي للاتحاد على أغلب الوقت والاهتمام الإعلاميين فامتدت النقاشات بشأنه والتعديلات المقترحة عليه لأكثر من أربع ساعات حيث خضع كل بند من بنوده لنقاش واقتراحات كما طرحت جميع التعديلات والاقتراحات لتصويت المباشر لإقراره، وفي خطوة جديدة وتماشياً مع مفهوم الأمة الديمقراطية وكون اتحاد الإعلام الحر جزءً من الإدارة الذاتية الديمقراطية أضيف بند (الرئاسة المشتركة للاتحاد).
ثم انتقل المؤتمر إلى النقطة الأخيرة في جدول أعماله، وهي الانتخابات وعلى مرحلتين (الرئاسة المشتركة) وبعدها الهيئة الإدارية والتي جرت بجو ديمقراطي.
في انتخابات الرئاسة المشتركة قدم ستة أعضاء ترشيحاتهم، وبنتيجة التصويت فازت كلاً من الإعلامية شهناز عثمان والإعلامي أكرم بركات.
ثم بدأ انتخاب الهيئة العامة للاتحاد والمكوّنة من 21 عضواً موزعة بين المقاطعات الثلاثة (13 جزيرة، 5 عفرين، 3 كوباني)، تقدم لترشيح أكثر من 50 مرشحاً أفرزت الانتخابات هيئة إدارية جديدة، رغم كل الملاحظات والالتباسات إلا أن أعضاء المؤتمر صوتوا بالموافقة وبالإجماع على مسار المؤتمر والنتائج التي تمخضت عنه، فأُعلن اختتام المؤتمر بروح رفاقية ومسؤولية عالية.
صحيفة – الاتحاد الديمقراطي– واكبت المؤتمر وأعماله من بدايته وحتى اختتامه وأجريت عدة لقاءات بعد انتهاء أعمال المؤتمر وأولى اللقاءات كانت مع الرئاسة المشتركة للاتحاد.
كونكم الرئاسة المشتركة للاتحاد ما قراءتكم لمسار المؤتمر وما تمخض عنه من نتائج؟
بحضور 154 عضو من وسائل الإعلام المختلفة في روج آفا وسوريا وبأجواء سادت فيها الشفافية والديمقراطية عقد مؤتمرنا الثاني واستطاع الجميع فيه تقييم عمل الاتحاد خلال الفترة الماضية ونقد بعض النقاط وطرح أفكار ورؤية مستقبلية لتكون ضمن خطة وبرنامج عمل الاتحاد، كما تم النقاش على جميع مواد النظام الداخلي بند بند كإضافة نقاط وحذف أخرى ودمج بعض البنود وطبعاً كل ذلك بمشاركة الأعضاء المشاركين ليتم التصويت على إدراجها ضمن النظام الداخلي للاتحاد، لم يكن المؤتمر بالمستوى المطلوب بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها سوريا وبشكل خاص روج آفا وعدم تمكن الكثير من الأعضاء بمقاطعة عفرين من حضور المؤتمر، ولكن لنخطو خطوة نحو الأمام عقد المؤتمر وتمخض عنه العديد من القرارات الهامة أهمها الوقوف بشكل عملي على شؤون الصحفيين وتسهيل أمورهم الصحفية والحقوقية والتنظيمية من أجل ممارسة مهامهم الصحفية بحرية، الارتقاء بأداء الصحفيين والإعلاميين المهني بشكل يحقق مساهمة فاعلة في مرحلة الثورة وزيادة فرص تطوير الصحفيين والإعلاميين وذلك بإقامة دورات تدريبية مهنية لرفع سوية أداء العمل الإعلامي في روج آفا وفق أسس المجتمع الأخلاقي والسياسي، حماية حقوق الصحفيين والإعلاميين والدفاع عنهم وفق أطر قانونية ضمن حرية الرأي.
– ما رؤيتكم المستقبلية للاتحاد والصحافة الكردية في روج آفا ككل؟
عمل الاتحاد منذ تأسيسه قبل ثلاثة سنوات على تطوير العمل الإعلامي ومساندة الإعلاميين وتقديم التسهيلات لهم لمزاولة العمل الإعلامي بـ روج آفا بشكل حر ومستقل وعليه فإن عملنا سيكون استمراراً لما بدأناه الاتحاد، وبناءً على ذلك سنحاول من خلال الاتحاد تكثيف الدورات الإعلامية وتبادل الخبرات بين أعضاء الاتحاد في مجال التحرير الخبري وكذلك التصوير الفوتوغرافي والمونتاج وكل ذلك بغية تطوير العمل الصحفي المهني لنرتقي بإعلام روج آفا. كما سيكون لنا الكثير من اللقاءات على مستوى إدارات المقاطعات الثلاث (الجزيرة– كوباني – عفرين) ومنظمات المجتمع المدني العاملة بـ روج آفا وكذلك الأحزاب والتنظيمات السياسية لتأمين الدعم اللازم للمؤسسات الإعلامية والإعلاميين المستقلين من خلال تأمين الحماية وتوفير الأجواء المناسبة للحصول على المعلومة دون قيود.
أما العضو السابق في الهيئة الإدارية للاتحاد الإعلامي مسعود محمد قال:
انعقاد مؤتمر اتحاد الإعلام الحر جاء في وقت كان الإعلام والإعلاميين ف روج آفا بحاجة إلى من يحتضنهم ويحميهم ويدافع عن الحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير, وخاصة بعد الإشكالات الإعلامية التي واجهها العديد من الإعلاميين في روج آفا من قبل بعد المؤسسات القائمة في روج آفا, وفي ظل حاجة الواقع الإعلامي إلى مؤسسة إعلامية مدنية مهنية رادعة للجهات الإعلامية الرسمية العائدة لحكومة الإدارة الذاتية الديمقراطية وتجر في نفس الوقت المسار الإعلامي في روج آفا إلى المزيد من الحرية والديمقراطية، المؤتمر خرج بقرارات هامة فيما يخص حماية الإعلاميين وحقوقهم والدفع بإعلام روج آفا إلى مزيد من التقدم والتحرر, ويبقى الأهم هو التطبيق العملي لهذه النتائج على الأرض بمهينة وبعيدا عن أية انحياز أو توجهات سياسية.
أما الإعلامي حسن ظاظا فصرّح:
المؤتمر الثاني للاتحاد نجح تنظيمياً كما نجح في استقطاب وجوه شابة جديدة في العمل الإعلامي، وسار المؤتمر بجو ديمقراطي إيماناً بالأمة الديمقراطية التي هي ركيزة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي وصحافة حرة تحترم الرأي الآخر.
علماً أن الإعلام في روج آفا ما زالت يحبو نحو التقدم والازدهار بشكل بطيء جداً وذلك لعدم وجود الخبرات الأكاديمية، ولكن حماسة هؤلاء الشباب وحيويتهم كفيل بارتقاء بالعمل الإعلامي، رغم أن هذا العمل مبعثرة الجهود بحكم بعض الأحزاب السياسية التي أمضت من عمرها السياسي أكثر من نصف قرن أفرزت ثقافة مليئة بالفساد وبالشخصانية الانتهازية أندست تحت شعار الإعلام، لأبعاد أصحاب الأقلام المتمرسة والخبيرة وذلك للهيمنة والتخريب والتعصب الحزبوي والإساءة إلى مؤسسات الإعلامية التي تعمل في روج آفا والتي هي منبر للإدارة الذاتية الديمقراطية، وهؤلاء المندسون في الإعلام يريدون النيل من الإدارة الذاتية التي لاقت استحسانا وتأييداً من الدوّل الأوروبية والعالم الحر.
فالبرلمان الإيطالي أشاد بهذه التجربة وكرّم المجلس التشريعي للإدارة الذاتية بـ لوغو البرلمان الإيطالي التي يمثل قبة البرلمان، كما أن الاتحاد الأوروبي أشاد بهذه التجربة البرلمانية والديمقراطية في روج آفا كل هذا جاء ترجمة لانتصارات التي تحققت في كوباني وروج آفا، وعلى ضوء هذا الواقع نتمنى من الإدارة الجديدة للاتحاد العمل الجاد نحو تأطير العمل المؤسساتي للإعلاميين، وخاصة فيما يتعلق برعاية الصحفيين مهنياً واجتماعياً، بأحداث الضمان الصحي والاجتماعي لأعضاء الاتحاد.
أخيراً نحن في صحيفة الاتحاد الديمقراطي بدورنا نتمنى النجاح والتوفيق لرئاسة المشتركة ولأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة للارتقاء بالعمل الإعلامي في روج آفا، لتكون للكلمة الحرة مساحتها ومفعولها

زر الذهاب إلى الأعلى