المجتمع

الكومين وعمله والتجهيز لانتخابات المجالس

إذا تأملنا قليلاً, وسألنا أنفسنا ؟ ما هذا النظام الذي يسيّر الحياة, وكيف نشأ الكون؟

وما هو النظام الذي يجعل المخلوقات التي تعيش على الأرض, تتكيف مع الحياة؟

إنها الفطرة وغريزة البقاء, ولكن يبقى هناك شيء يشكل الأساس لقدرة المخلوقات على الاستمرار في الحياة, والتكيف مع المتغيرات الطبيعية والصناعية التي تمر على كوكب الأرض.

كلنا يعلم أن الإنسان هو أساس الحياة على هذا الكوكب, هذا ما اكتشفه العلماء, وهذا ما أظهرته الديانات السماوية في رسائلها على مر تاريخ البشرية.

لكل جسم حي أساس, ترتبط صحة هذا الجسم بصحة هذا الأساس, الذي هو الخلية, فالجسم الحي مكون من ملايين الخلايا التي تشكل هذا الكائن, وكلنا نعلم بعد التطور العلمي والاكتشافات الطبية أن الخلية إذا أصابها خلل أو مرض, يؤدي ذلك إلى اختلال في وظائف الجسم وبالتالي المرض, نستنتج من هذا أن أساس الحياة هو الخلية.

وهذا ينطبق على كل الأمور في الحياة, فقد دعا القائد والفيلسوف عبد الله أوجلان إلى تطبيق هذه النظرية على المجتمع, وذلك بتشكيل مؤسسات صغيرة جداً لا يتعدى عدد أعضائها العشرات في الشارع الواحد أو الحي الواحد, لتنظيم حياة وأمور سكان هذا الشارع وذاك الحي, إنه الكومين, فمن خلال فلسفة الأمة الديمقراطية, وأخوة الشعوب والعيش المشترك, يعتبر الكومين أساس بناء المجتمع الصحيح الخالي من الشوائب, وقد طبقنا نحن شعوب شمال سوريا, وفي ظل الفوضى العارمة التي تمر بها سوريا على مدى سبع سنوات, هذه الفلسفة التي حققت نجاحاً باهراً على مستوى مناطقنا, وقدمنا من خلالها نموذجاً للديمقراطية والأخوة والعيش المشترك بين كافة المكونات العرقية في الشمال السوري.

 ديمقراطيةً تفتقدها حتى بعض الدول الكبرى والمتقدمة في العالم, وبعد أن تم طرح النظام الفدرالي للحكم في سوريا, وطبقناه في مناطقنا- روج آفا والشمال السوري, وأثبت هذا الطرح أنه الحل الوحيد للأزمة السورية, وبعد أن نجحت انتخابات الكومينات, ونحن على الطريق لإجراء انتخابات المجالس المحلية, قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإلقاء الضوء على آلية عمل الكومينات, والتحضيرات التي يتم القيام بها من أجل انتخابات المجالس المحلية, وأجرت لقاءات مع بعض المعنيين بهذا الأمر, وأخذت آراء بعض المواطنين, وكانت الردود على النحو التالي:

 غايتنا هي خدمة الشعب

عبد الرحمن عمر عضو لجنة المتابعة في مجلس الانتخابات والرئيس المشترك لكومين الشهيد فرهاد جودي التابع لحي جودي في مقاطعة قامشلو قال: “شكَّلَ مجلس الانتخابات لجان متابعة للعملية الانتخابية, وتتألف لجنة متابعة حي جودي من ثمانية أشخاص, مهمتنا متابعة عمل الكومينات في الحي, حيث يبلغ عددها 28 كومين تابع لحي جودي, وكل عضو من لجنة المتابعة أوكلت إليه مهمة متابعة 4 كومينات, حيث نقوم بإعطاء أعضاء كل كومين التعليمات اللازمة لإنجاح عملية انتخابات المجالس المحلية, والإيعاز إليهم بتشكيل لجان الكومين, حيث يتألف كل كومين من عدد من  اللجان وهي:

  • لجنة الحماية- لجنة الاقتصاد – لجنة الصلح – لجنة الخدمات – لجنة التدريب

وتتألف كل لجنة من 4 إلى 8 أشخاص, وكَلَّفَ أعضاء كل كومين بزيارة الأهالي ضمن كومينهم, من أجل تقوية الروابط الاجتماعية والاستماع إلى مشاكلهم, وتعريفهم بأهمية المجالس المحلية لخدمة المواطنين, وحثهم على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات, واختيار الشخص الذي يرونه مناسباً لتمثيلهم في هذه المجالس دون غصب أو تهديد, غايتنا هي خدمة الشعب, وعدم التفرقة والتمييز بين المكونات, فمشروعنا الفدرالي أساسه أخوة الشعوب.

لا نفرق بين كردي أو عربي أو مسيحي

بدورها أوضحت رشا محمد الرئيسة المشتركة لكومين الشهيد باسل التابع لحي الآشورية في مقاطعة  قامشلو بالقول: “جرت انتخابات الكومينات بشكل ديمقراطي, وسط مشاركة شعبية واسعة, ونحن في كوميننا قمنا بتشكيل اللجان المطلوبة باكراً, من أجل خدمة الأهالي, ونعمل دون كلل أو ملل من أجل هذا الشعب الذي تمسك بأرضه في وقت تخلى عنها الكثير من أبنائه وهاجروا إلى دول أخرى, ومستعدون للتضحية في سبيل مشروعنا الديمقراطي الفدرالي, الذي هو ثمرة لتضحيات أبنائنا الشهداء, نقدم كافة الخدمات إلى الأهالي في كوميننا وحسب الإمكانيات, ولا نفرق بين أحد, سواءً كان كردياً أو عربياً أو مسيحياً, فكلنا أخوة ونعيش على هذه الأرض, وتجمعنا الأفراح والأحزان, وفي الفترة المقبلة سنقوم بزيارة الأهالي في الكومين, من أجل تعريفهم بالمجالس المحلية, وأهميتها في خدمة المواطن, وسنشجع الأهالي على الإدلاء بأصواتهم, وانتخاب من يرونه مناسباً لكي يمثلهم في هذه المجالس.

ونحن كأعضاء الكومينات نعاهد الشعب والقائد آبو بأننا سنقوم بواجباتنا بكل إخلاص وتفاني, لكي ننال حقوقنا كشعوب في شمال سوريا, وسنناضل من أجل حرية القائد آبو, ومن أجل شهدائنا الذين هم قدوتنا.

هدفنا هو ترسيخ نظامنا الفدرالي

كما ألتقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بـ زوزان عبد المجيد عضو مجلس حي الآشورية في مقاطعة قامشلو التي قالت: “هدفنا هو خدمة الشعب, وفي هذه الفترة التي تسبق انتخابات المجالس المحلية, نقوم بجولات في كل بيت وكل شارع وكل حي, وأيضاً نزور الكومينات لكي نُنجح العملية الانتخابية, ونقوم بتجهيز البطاقات الانتخابية لمن لم تسمح له ظروفه بالحصول عليها, هدفنا هو ترسيخ نظامنا الفدرالي, من أجل مصلحة كافة المكونات, وكل شخص حر بإدلاء صوته لمن يراه مناسباً لتمثيله.

نتمنى الحرية للقائد عبد الله أوجلان, والمجد والخلود للشهداء.

يجب أن تشارك كل المكونات بالانتخابات

وأوضح لنا محمود علي وهو من المكون العربي مايلي:

– إن الأمان الذي ننعم به الآن هو بفضل تضحيات الشهداء, وبفضل فلسفة القائد آبو, وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي رسم لنا مشروعاً ديمقراطياً يساوي بين جميع مكونات منطقتنا, وأساس هذا المشروع هو الكومين, فتطور المجتمع يبدأ من تطور الفرد, ومهمة الكومين هي توجيه الفرد والأسرة, وتنظيمها وتقديم الخدمات الضرورية إليها, ويجب أن نساهم كلنا, كشعوب الشمال السوري في إنجاح هذه الانتخابات, فسوريا ملك لأهلها ومكوناتها, فإذا نظمنا أنفسنا وحياتنا, وأنشأنا مؤسساتنا المدنية والعسكرية, وساهم كل شخص في القيام بواجباته ضمن كومينه, صدقوني سنقطع الطريق على كل من يحاول احتلال أرضنا, وسنصبح قوةً لن تقهر, لذلك يجب أن نشارك جميعنا كشعوب الشمال السوري في هذه الانتخابات, لأن مصيرنا واحد, وأنا أرى أن الفدرالية هي الحل الوحيد للأزمة السورية.

كلمة المحرر

من خلال ما لمسناه من تأييد وحماس للشعوب في الشمال السوري, على اختلافهم الثقافي والاجتماعي والديني لانتخابات الفدرالية, وكرأي شخصي نرى أن الفدرالية هي أساس الوحدة, وهي ليست تقسيماً لسوريا كما يروج لها الأعداء, وهي مساواة في الحقوق والواجبات بين مكونات الدولة الواحدة, فهي لا تقصي أحداً, ولا تميز طائفةً عن الأخرى, هو نظام أساسه الحرية والديمقراطية والأخوة والعيش المشترك, تضمن المساواة بين كل السوريين, وتحفظ لهم حريتهم وحقوقهم وكرامتهم, فبادروا بالإدلاء بأصواتكم, لأن أبناءكم سوف يسألونكم عما فعلتموه من أجل هذه الأرض, لكي تستطيعوا إجابتهم وتقولوا: إننا ساهمنا في بناء سوريا الديمقراطية التعددية الفدرالية, التي تضمن المستقبل لأبنائكم وأحفادكم, ولكي نقوم معاً بإنهاء الحرب الشعواء التي تمر على سوريا.

إعداد: عامر طحلو

زر الذهاب إلى الأعلى