المجتمع

المزارعون … في واقعٍ لا حولَ لهم ولا قوة

تقرير: مصطفى عبدو

 صحيفة الاتحاد الديمقراطي: كمزارع في روج آفا ما الذي يشغلك، ما الذي ينكد عليك عملك كمزارع؟

المزارع: الذي ينكد عليَّ كمزارع أولاً الإمكانيات وعدم التمويل والدعم للمُزارع الذي أصبح عاجزاً عن تشغيل هذه الأرض. ما نلتمسه أن الإدارة الذاتية الديمقراطية وكأنها تحارب المزارع. نُريد اهتماماً أكثر من الإدارة الذاتية بشأن الزراعة وتوفير مقومات الزراعة. هل كُتب على قطاع الزراعة في روج آفا أن ينهار من حيث بدأ؟؟.

لا نستطيع أن نعمل شيئاً إذا لم يكن هناك دعم يساعد المُزارع وتساعد المنطقة للخروج مما نحن فيه من مُشكلة حقيقيةً.

لا أحد يساعد المزارع الذي يتعب، المازوت غالي، قطع الغيار غالية، المحروقات كلها غالية، و العمالة وأجورها أغلى، وفي الآخر المحصول لا يجد طريقه إلى الأسوق بالشكل المناسب، الأمر الذي يؤكد أن تعب وشقاء وخسارة المزارع لا تساوي مردود المحصول.

في حالة إذا توفرت الظروف المناسبة للمزارع في روج آفا؛ والمعروف عنه أنه مزارع مثالي من الطراز الأول في الزارعة؛ لأنه يملك خبرة لا تقل عن خبرة المهندسين الزراعيين، فأن الآلات والمعدات الزراعية والبذور الجيدة والآلات الحديثة سترفع من الإنتاج ولكن هل يتوفر كل ذلك بشكل كاف للمزارع؟

صحيفة الاتحاد الديمقراطي: ما رأيناه وما سمعناه من المُزارعين والفلاحين وهم من أكبر المنتجين الزراعيين في روج آفا يقولون: “إن لا وجود للإدارة الذاتية الديمقراطية وهيئة الزراعة في الجهد الزراعي الذي يقومون به هل أنتم بالفعل غائبون لهذه الدرجة؟

ممثل الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية أحمد سليمان: ربما يعتقد بعض المزارعين عن وجود فجوة بين هيئة الزراعة والمزارعين لأنهم لا يدركون مدى المعاناة التي نعانيها من أجل توفير كل ما يلزم المزارع سواء من البذار أو الأسمدة أو غيرها من مستلزمات الزراعة. يجب أن لا يغيب عن بال المزارع أننا نسعى جاهدين لتوفير أفضل السبل لمساعدة الفلاح للحصول على إنتاج وفير وجيد، بدءً من توفير البذار الجيد والذي يعطي إنتاجاً وفيراً إلى جانب السماد الجيد، مع توفير المحروقات. أما بالنسبة لتسويق المحاصيل أعتقد جازماً بأن المزارع لم يلقى أي صعوبة فيها  ولا ننسى هنا أننا أغلقنا كل الأبواب أمام التجاوزات التي كانت تحصل في السابق أثناء تسويق المحاصيل.

صحيفة الاتحاد الديمقراطي:  حسب التعميم الصادر من قبلكم لم ألاحظ وجود أسعار للأدوية والمبيدات الحشرية؟

أحمد حسين ممثل إدارة الزراعة: كثفت الإدارة العامة خلال الفترة الماضية من إجراءاتها الرقابية على تداول المبيدات من خلال حملات الرقابة والتفتيش الدورية والمفاجئة التي استهدفت محلات ومخازن تداول المبيدات في كافة مدن إقليم الجزيرة، إلى جانب إعداد قائمة بالمبيدات المحظور تداولها في روج آفا. ونحن الآن بصدد التعاقد مع شركات عالمية ليتم توزيعها بعد ذلك على المزارعين، ونحرص على عدم دخول المبيدات الغير مطابقة للمواصفات إلى مناطقنا، وليكن المزارع مطمئناً سوف نوفر له كل ما يلزم في حينه.

وفي ختام حديثه؛ ممثل الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية أحمد سليمان وجه رسالة عبر صحيفتنا إلى المزارع قائلاً:

“اخوتنا المزارعين يتم توزيع الحصص من البذار الجيد والأسمدة ومن أصناف معتمدة ولها جودة ممتازة وبسعر التكلفة، نكرر بسعر التكلفة، ويتم الموافقة على التوزيع حسب الرخص الزراعية.

 وأضاف: “نتأمل منكم التقيد والالتزام بالخطة الزراعية لأنها السبيل الأفضل للتخلص من المشاكل الزراعية التي تعترضكم وستوفر عليكم السماد وتكاليفه الباهظة، وكذلك لن تحتاجوا إلى المبيدات الحشرية حتى.

صحيفة الاتحاد الديمقراطي: هل أنت راض عن دور الإدارة الذاتية الديمقراطية تجاه الزراعة؟

جكر حسين المسؤول الإعلامي في إدارة الزراعة والذي قَدَّمَ لي مشكوراً التعميم الصادر عن الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية بخصوص الأسعار تحدث لصحيفتنا منوهاً:  الإدارة الذاتية الديمقراطية عمرها سنوات قصيرة وتجربتها جديدة، وبالتالي هي تقضي جل اهتمامها في الجوانب السياسية والعسكرية، وهي لا تنسى هموم المواطن وبالأخص المزارع.

نص التعميم

تعميم

إلى الأخوة المزارعين في كانتون الجزيرة

عملاً بالخطة الزراعية للموسم الزراعي 2017/2018 والمتعمدة من قبل الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية، يبدأ العمل بالترخيص الزراعي وتوزيع بذار القمح والأسمدة على الأخوة المزارعين ويكون على الشكل التالي:

1- بذار القمح توزع وفق الكميات التالية:

– القمح الطري: بالنسبة للسقي 30 كغ للدونم الواحد

                   بالنسبة للبعل 25 كغ للدونم الواحد

– القمح القاسي: بالنسبة للسقي 32 كغ للدونم الواحد

                  بالنسبة للبعل 27 كغ للدونم الواحد

2- الأسمدة وتوزع وفق الكميات التالية:

– سماد سوبر فوسفات (الترابي): بالنسبة للسقي 10 كغ للدونم الواحد , بالنسبة للبعل 10 كغ للدونم الواحد

– السماد الآزوتي: بالنسبة للسقي 20 كغ للدونم الواحد         بالنسبة للبعل 10 كغ للدونم الواحد

3- بالنسبة للأسعار:

– بذار القمح: سعر الكيلو غرام الواحد (160) ل.س

– سماد سوبر فوسفات: سعر الكيلو غرام الواحد (250) ل.س

– السماد الآزوتي: سعر الكيلو غرام الواحد (225) ل.س

ننوه إلى الأخوة المواطنين بضرورة مراجعة اللجان الزراعية في المدن للحصول على الترخيص الزراعي ليتمكنوا من الحصول على البذار والأسمدة اللازمة.

الإدارة العام للزراعة والثروة الحيوانية

صحيفة الاتحاد الديمقراطي: أنت مهندس زراعي ومن أكثر الناس احتكاكاً بالفلاحين هل تعتقد أن المزارع تُرك وحيداً بلا أي غطاء من الإدارة الذاتية أو من أي دعم؟

المهندس: لا شك أن هناك قصور من قبل البحوث الزراعية ومن قبل الإرشاد الزراعي، خصوصاً أن المزارع الآن يريد مواكبة التكنولوجيا، وهذا يحتاج إلى دعم قوي جداً من جهات الإرشاد الزراعي، وهُناك ضعف في هذا المجال إلى حدٍ ما.

قطاع الزراعة في روج آفا يُعْتَبَرُ من أهم القطاعات الكبيرة ويحتاج إلى دعم ومواكبة كل جديد، خصوصاً فيما يتعلق بالمبيدات وإشكالات المياه والمحروقات، وتحديث طرق الزراعة التي تُستخدم بطريقة تقليدية وتعمل على هدر المياه، إضافة إلى إدخال المُحسنات وبعض الأسمدة مع الرقابة القوية جداً فيما يتعلق بالمبيدات.

تتصف الزراعة في روج آفا بتفاوت الخصائص المناخية الناتجة عن تفاوت معدلات الأمطار ودراجات الحرارة واختلاف الظروف، مما أدى إلى توجه المزارعين إلى تنوع الإنتاج، إلا أن اعتماد العديد من المناطق على الزراعة المطرية يؤثر على استدامة الإنتاج الزراعي.

كلمة أخيرة للمحرر

يتميز القطاع الزراعي في روج آفا بسيطرة الحبوب على معظم المساحات المزروعة، وتعتمد زراعة الحبوب وبدرجة رئيسية على مياه الأمطار، مما يؤدي إلى تذبذب مستوى الإنتاج من سنة لأخرى، ويعود ذلك لأسباب متعددة أهمها: عدم اتباع خطة زراعية شاملة، كما أن من الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض إنتاجية هذه المحاصيل ارتفاع تكاليف الإنتاج الناتجة عن ارتفاع تكاليف العمالة والمستلزمات والآلات الزراعية دون تغيير مماثل في الأسعار لهذه المنتجات، وكذلك زيادة الاتجاه إلى استبدال الحبوب بمحاصيل أخرى تُدِرُّ ربحاً أكثر والطلب عليها مرن مثل: الحبة السوداء والكزبرة والحلبة والكمون وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى