الأخبارمانشيت

القيادية هزدا شنكال: المجتمع الإيزيدي بات يدرك حقيقته

في الذكرى السنوية الخامسة لمأساة شنكال أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي لقاءً مع القيادية في وحدات حماية المرأة في شنكال (yjş ) هيزدا شنكال، حيث رحبت في بداية حديثها بصحيفة الاتحاد الديمقراطي، وتابعت:

كما هو معلوم يصادف الثالث من آب الذكرى السنوية الخامسة لمأساة وإبادة شنكال، نستذكر شهداءنا الأبرار وننحني بإجلال أمام تضحياتهم، حقيقة عندما نستحضر المأساة التي ألمت بشعبنا الكردي في شنكال فعلينا أن نقول: إن تلك القوى التي كانت تدعي حماية شنكال قبل حدوث الإبادة بحق شعبنا بشنكال وخاصة البرزاني وحزبه كانت شكلية ولم تقم بحماية شنكال وأهلها من حملات الإبادة التي قامت بها مرتزقة داعش وعلى العكس فقد عمدت هذا الحزب إلى سد جميع الأبواب أمام شعب شنكال للدفاع عن نفسه وأن يمتلك ارادة حرة تؤهله لتشكيل قواه الذاتية لحمايته من الارهاب العابر للحدود كما أن الشعب في شنكال كان يأمل منهم ان يقوموا بحمايتهم وخاصة وهم يمتلكون السلاح والعتاد ولكن الذي حدث أن هذه القوة التي كانت من المفترض ان تدافع عن شنكال تركت شنكال لمصيرها وهربت من الميدان وجعلت من شنكال وأهلها وحدهم يواجهون الارهاب والقتل و السبي والنحر دون أدنى رادع أخلاقي، لذلك شنكال وأهلها فقدت الثقة تماماً بحزب البرزاني وبشمركته التي لم تطلق رصاصة واحدة تجاه داعش.

كما نوَّهت هيزدا شنكالي في حديثها:

إن استهداف شنكال وقاطنيها لم يأتِ من فراغ بل هو نابع من حقيقة تاريخية  ذكرها القائد أوجلان في الكثير من كتاباته إن الكردايتية الأصيلة هي منبعها الايزدايتي لذلك نجدها تعرضت لنحو 47 فرماناً وقتل عام فالايزدايتي هي المنبع الحقيقي للحضارة والاخلاق والثقافة الكردية وهم باستهدافهم للايزدايتي وشنكال  إنما يستهدفون الذكرى الجمعية للشعب الكردي وتاريخه وثقافته الاصيلة التي تمتد لآلاف السنين حيث تشكل الايزدايتي منهلها الذي لايزال يحتفظ بهذه الثقافة والحضارة الممتدة من فلسفة زرادشت إلى يومنا الراهن

كما أشارت هيزاد شنكال إلى أن استهداف شنكال من قبل الارهاب الممول كان هدفه بالدرجة الأساسية هو إبادة الكرد ومحو ثقافتهم ولغتهم لذلك كان الاستهداف الأول للمرأة في شنكال حيث تعتبر المرأة هي نواة الحضارة والثقافة واللغة الكردية، وبقتل وسبي وخطف وبيع المرأة الأيزيدية إنما يتم فصل البنية والتكوين الكردي الأصيل عن ذاكرته وثقافته التي يرضعها منذ نعومة أظفاره من أمهاتهم وهذه السياسة لاتزال متبعة لدى جميع النظم التي تحتل وتتقاسم جغرافية كردستان حيث يقول القائد أوجلان بهذا الصدد إن الكرد بين فكي كماشة من الإبادة الثقافية بحيث يمكنا القول إن الشعب الكردي وخاصة الايزديتي لم يخف يوماً من الموت المسلط عليه ولكن السياسات الممنهجة في استهداف التاريخ والثقافة واللغة هي التي تجعل من الشعوب أمام موت وإبادة وانحلال حتمي، وهذا هو السبب الأساسي لاستهداف المرأة لأنها تحمي وتحفظ هذه القيم والاخلاق المجتمعية.

وأكدت هيزدا شنكال في لقائنا معها:

إن ما يمكن التأكيد عليه هو أن المجتمع في شنكال كان بحاجة ماسة لقوة ذاتية تدافع عنه، وهذا ما لم يحصل سابقاً ولكن مع تعرض الشعب الكردي اليزيدي  للإبادة والفرمانات وخاصة المأساة الأخيرة منذ خمسة أعوام كانت الحاجة الى تشكيل قوات حماية ذاتية لشنكال من الأولويات وخاصة بعد أن قامت الكريلا ووحدات حماية الشعب والمرأة ypg- ypj  بمؤازرة أهل شنكال وحمايتهم والمشاركة في تحريرها من مرتزقة داعش وقد تم الإعلان عن تشكيل وحدات حماية شنكال ووحدات حمية المرأة في شنكال YPJ-YBş  التي تستند في فكرها على فلسفة القائد أوجلان ومن هنا نجد الآلاف من شباب وفتيات شنكال قد انخرطوا في صفوف وحدات حماية شنكال وخاصة المرأة التي كانت الضحية الأولى للإرهاب الداعشي حيث أصبحت الآن المرأة في شنكال تقوم بحماية نفسها ومجتمعها وفق فلسفة الحياة الحرة التي استلهمتها من قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) الذين كرسوا حياتهم لحماية شنكال وتشكيل قواهم الذاتية وتدريبهم كما أن المقاومة البطولية التي سطرَّها الكريلا على تراب شنكال وتضحياتهم العظيمة كانت دافعا لالتحاق الآلاف من أبناء شنكال بوحدات حماية شنكال لتشكيل قواهم الذاتية (YPş- YBJ) ) الذين أقسموا على متابعة نهج الشهداء وقادتنا العظام من أمثال مام زكي شنكالي

وفي السياق ذاته أضافت هيزدا: هناك تغيير حقيقي في شنكال وخاصة بعد إعلان الإدارة الذاتية فيها وتشكيل مؤسساتها المدنية وقواها العسكرية، وبتبنيها فلسفة الحرية للقائد عبد الله أوجلان أصبح المجتمع الأيزيدي يدرك حقيقته وجوهره وبات رقماً صعباً في المعادلة العراقية والاقليمية فالآن كونه يمتلك إرادة حرة يدير نفسه بنفسه ومن هنا نحن نوجه دعوتنا لجميع أبناء شعبنا للانخراط في مسيرة البناء والحرية التي دخلتها شنكال بفضل تضحيات شهدائنا ومسيرتهم الخالدة والتي من الواجب أن نكمل نهجهم ودربهم حتى يتحقق لشعبنا حريته ويتمتع بكرامته.

كما تطرقت هيزدا شنكال إلى التهديدات التركية لكل من روج آفا وشنكال وقنديل قائلة: إنما هي نابع من خوفها من التجربة الديمقراطية في كل من روج آفا وشنكال وقد حاولت سابقاً عبر مرتزقتها  للنيل من إرادة شعبنا لكنها فشلت بسبب بسالة ومقاومة أبناء شعبنا لذلك لجأت إلى التدخل والتهديد المباشر للحيلولة دون انتشار فلسفة الحرية والمقاومة ومشروعها الديمقراطي التي تستند إلى فكر وفلسفة القائد أوجلان لذلك نجدها تجند جميع القِوى الإرهابية والعميلة والمرتزقة للقضاء على الإرادة الحرَّة ليس للشعب الكردي فحسب إنما لكافة شعوب المنطقة التي انخرطت في التجربة الديمقراطية للإدارة الذاتية سواء في روج آفا أو شنكال.

زر الذهاب إلى الأعلى