حواراتمانشيت

الحسيني: هنا إدارةً حقيقية فعلية تُدير الواقع بشكلٍ يتناسب مع القيم الإنسانية للثورة

جذبت ثورة روج آفا العديد من النشطاء والشخصيات العالمية الإنسانية الحرة، والتي لا تنتسب لأي بقعة سياسية أو مذهبية، واستلهمت أفكار العديد منهم، هم ينتمون للإنسانية تراهم في أي مكان ينبع فيه الحياة بكل كينونتها، يتركون خلفهم بصمات تدمغ بها تاريخ ذاك المكان، عباس جعفر الحسيني كاتب وباحث لبناني، زار روج آفا وشمال سوريا، وهو صديقٌ ومناصرٌ للثوار وللثورة، فيها  له العديد من الأبحاث والمؤلفات، روايته  ” أفيندار” التي صدرت حديثًاً ونُشِرَتْ في روج، كانت هدية الحسيني للشعب الكردي الطيب كما يقول في كل لقاءٍ أو حديثٍ له متعلق بالشعب الكردي، لقائنا معه نحن في صحيفة الاتحاد الديمقراطي على هامش معرض الكتاب الأول في روج آفا كان شيقاً وطويلاً تطرق إلى الإدارة في روج آفا أثناء سؤالها له حيث قال عنها: “بداية أنا ابن حربٍ أهلية والتي عانت منها لبنان طيلة 15سنة، وهي إلى حدٍ ما وكما لاحظتُ خلال جولتي في روج آفا وشمال سوريا مشابهة لها، ولو بغير مصيرٍ ومسار وبالمحصلة ما يحدث في سوريا ليس بغريب عليّ كشخص .

أود القول كمتابع للثورة في روج آفا وأحد المناصرين لهذه الثورة منذ انطلاقتها وإلى الآن وكمتابع تعايشَ مع هذه الثورة لحظة بلحظة وارتبطَ بها فكرياً ومعنوياً، أستطيع القول إن ما يحدث في روج آفا من ثورة تتعايش فيها الثقافة والمقاومة والأفراح  جنباً إلى جانب الحرب والثورة يشبه لبنانَ إلى حدٍ ما.

ومن الطبيعي أن يكون هناك انبعاثٌ أو ثورة ثقافية واجتماعية لإعادة نبض الحياة إلى هذا الواقع، ونجاح أي ثورة مرتبط بمدى نجاح وموائمة الحالة الثقافية والفكرية والاجتماعية لواقع تلك الثورة.

هناك أمرٌ آخر أود أن أشير إليه وهو إن كل الأحزاب اللبنانية فشلت في إدارة الفراغ الذي حدث بعد انهيار الدولة اللبنانية خلال فترة الحرب الأهلية، حتى تلك الإدارات التي تأسست في تلك الفترة لم يُكتب لها النجاح  وتحولت تلك الأحزاب إلى مجموعات للفساد واللصوصية و النهب. الأمر في روج آفا وشمال سوريا مختلف تماماً، حقيقةً نرى هنا إن إدارةً حقيقية فعلية تُدير الواقع بشكلٍ يتناسب مع القيم الإنسانية لهذه الثورة رغم الإمكانات البسيطة والحصار المفروض عليها وما عانته المنطقة من تهميش وإهمال خلال السنوات البعيدة الماضية، حقيقة وكما أتابع وألاحظ  أن الوقائع على الأرض يشير إلى أن هناك نبضٌ للحياة يعاش وينمو على هذا الأرض  وصمود وثورة هذا الشعب قد أعطى معنىً لهذه الحياة ولهذه الثورة.

في الختام أود القول وهذه ليست بمجاملة “إن الخليقة كلها لن تشهد أطيب وأحنَّ من الإنسان الكردي”.

زر الذهاب إلى الأعلى