مانشيتمقالات

الحداثة الرأسمالية والمؤامرة على القائد أوجلان

حميدة داود عيسو ــ

بعد الحرب العالمية الثانية دخلت القوى التي ربحت الحرب في صراع سمي بالحرب الباردة، فأدى هذا الصراع الى دخول جميع القوى إلى أزمة اقتصادية وأزمة السلطة لان تلك القوى وضعت جميع امكانياتها في صناعة الأسلحة، فبدأت بالبحث عن مكان في العالم لخوض الحروب وذلك لتصريف صناعاتها؛ لأنه بدون وجود حرب ستتكدس أسلحتهم في المستودعات؛ فكان الشرق الأوسط المكان الأكثر ملائمة لإعلان الحرب، والسبب لأنهم نجحوا في سياسة الكل ضد الكل والمكان غني جداً، ولكن كان عليهم قبل الدخول إلى المنطقة خططوا لإخراج القائد عبد الله اوجلان من الشرق الاوسط، والسبب في ذلك هو أنهم بعد اتفاقية سايكس بيكو جعلوا من الشرق الاوسط دويلات قومية وقسموا كردستان إلى أربعة أجزاء، ولكن عبد الله اوجلان كان قد وحد شعوب المنطقة  وبدأ ثورة عامة في الأجزاء الأربع، وانتشرت الثورة بالشرق الاوسط، وتأسست قوة من شعوب المنطقة على أساس الكونفدرالية الديمقراطية الشرق أوسطية، فبدأت المؤامرة على القائد APO في أعوام تسعينات القرن العشرين، وعندما لم يستطيعوا إخراجه عن طريق عملائهم؛ تدخلوا مباشرة وذلك من خلال عملية اغتيال فاشلة في دمشق عام ١٩٩٦، ومن ثم تحشدت القوات التركية بدعم امريكي واسرائيلي لتدخل سوريا لإنهاء القائد “عبد الله اوجلان” نهائياً، فكان للقائد APO رأي آخر، واختار أن يكون أوروبا والغرب المكان الملائم لنشر فكر الحركة ونشر القضية الكردية وجعلها قضية عالمية ــ وسط تحضيرات القوى الكبرى لحرب عالمية ثالثة ــ لكي لا يكون الشعب الكردي جنود لقضايا أخرى وجنود لفتوحات الآخرين، فكانت ردة فعل القُوى العالمية التي تحرك الأزمة الاتفاق على أن يتم القبض على عبد الله اوجلان بمكان خارج المنطقة وتسليمه الى الدولة التركية ليكون هو سبب حرب طويلة الأمد بين شعوب المنطقة، ولكن القائد APO  جعل من إمرالي أكاديمية وطريق الحل لجميع الأزمات، وكتب تلك الحلول على شكل مرافعات وتعليمات للشعب الكردي أولاً ولشعوب المنطقة ثانياً، وانتشرت افكاره والحلول التي وضعها قيد التنفيذ وآمن بها الشعب الكردي والشعوب الأخرى، وهذه الحلول توقف الحرب والصراعات ويصبح الجميع ذات حقوق ورأي وفكر، ولكن كل هذا يقضي على برامجهم التي تقول: “بناء شرق أوسط كبير” أي تقسيم ما تم تقسيمه في سايكس بيكو بأعوام ١٩١٦، فما كان عليهم إلا الاتفاق على عزل القائد APO عن الشعب الكردي والعالم لبقاء القضية الكردية كما هي واستخدام الكرد جنود لفتوحاتهم، فمثلاً لولا نداء القائد APO من داخل امرالي بحماية كوباني، ولبَّى الشعب الكردي نداءه بأن وضع جميع امكانياته لتحرير كوباني، لكان الآن جميع الشعب الكردي جنوداً لداعش وأصبحوا جنود فتوحات لأردوغان، وهذا يؤكد أن استمرار التجريد في امرالي يعني استمرار التجريد على القضية الكردية وأن القضية الكردية هي مفتاح الحل لجميع القضايا.

زر الذهاب إلى الأعلى