المجتمع

الترافيك… كمؤسسة أمنية – أهلية

trafikهل تقوم بما يقع على عاتقها؟

الإنسان في بحث مستمر عما يوفر له سبل السلامة من خطر الانزلاق في المطبات التي قد تواجهه لذلك نجده دائماً يحاول التعرف على قواعد الحياة مجدداً بذلك دورته الحياتية المتعاقبة للعيش بسلام بعيداً عن التصادمات سواء المرنة أو القاسية، وعلى هذه الوتيرة يعتبر المرور ذو أهمية كبيرة في تنظيم حركة السير وقواعده وإيجاد الحلول وإزالة العقبات أمام الشعب وضبط المخالفين بغية تصحيح الخلل، والحفاظ على سلامة السائقين والمشاة والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة. وبهذا الصدد قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بهذا التحقيق حول المؤسسة الأمنية – الأهلية (ترافيك) والتي أٌعلنت عنها رسمياً في الـ 1شباط 2014 وخرجت بما يلي:

الترافيك مؤسسة أمنية – أهلية

شيندا أوسو إدارية في مركز بوليس ترافيك روج آفا والتي أفادتنا: مفهوم الترافيك هي كلمة لاتينية وتعني المرور الذي يعتبر مفهوماً عالمياً.

بدأنا بعمل الترافيك منذ أربع سنوات وبصفة الأمن الأهلي وبعد سنتين بدأ عمل الترافيك بشكل رسمي وباعتبارها مؤسسة لتنظيم السير والمرور لذا فهي موجودة في كل مقاطعة على حدا.

وبسبب الهجمات البربرية على روج آفا التي فصلت بين المقاطعات الثلاث وصعوبة التواصل فيما بينها وبالرغم من ذلك كله يتم التنسيق بينها ولكن بالنسبة لترافيك عفرين يتم التواصل عبر وسائل التواصل والانترنت. التوجيهات التي تصدر عن الترافيك يجب أن تطبق بجدية باعتبارها تصدر من جهة أمنية وتعميمها على عامة الشعب والسائقين لذا فالتوافق بين هذه التوجهات وكيفية تطبيقها يتم عبر توظيف أشخاص ذوي أرضية متمكنة قادرة على التعامل مع كل من الطرفين، فالتعامل مع عامة الشعب يتوجب أن يكون بكل مرونة مع تطبيق الصارم للقرار العسكري في آن معاً.

وهنالك شروط أخرى يجب أن تتوفر في الشخص عضو الترافيك؛ فعليه أن  يكون ذو مكانة اجتماعية مقبولة ولا يكون صغير السن.

أما بالنسبة للمرأة وانضمامها إلى بوليس الترافيك جاء في الدورة التخرجية الثالثة؛ وهي تمتلك حضوراً واضحاً في هذه المؤسسة بسبب أسلوبها اللبق  والمرن وتعاملها السلس والتقبل الذي حصلت عليه المرأة في الترافيك يعود الفضل فيه إلى نضال YPJواسايش المرأة.

وفي نهاية حديثها قالت شيندا أوسو أنها تأمل من وسائل الإعلام تسليط المزيد من الضوء على بوليس ترافيك باعتبارها مؤسسة أمنية – أهلية.

بات الشعب على يقين بماهية وأهمية هذا العمل الإنساني

فيصل عثمان إداري في بوليس ترافيك (المرور) بمدينة قامشلو تحدث عن الترافيك وآلية عملها قائلاً: يتألف كل مركز ترافيك من عدة مكاتب ولجان وهي (مكتب الضبط، المالية، الديوان، الأرشيف، المخالفات) فمثلاً من يريد الحصول على شهادة تعريف يتوجه إلى مكتب الديوان وفي حالات السرقة يتوجه المواطن إلى مكتب الضبط للإبلاغ عن السرقة وكتابة ضبط فيها، أما عمل مكتب المالية يقوم بجمع ما ينتج عن المخالفات من مال.

وأفادنا عثمان أن لديهم أربعة فرق في المركز: “شرقية، غربية، وسط المدينة (في كل دوار للمدينة) ودوريات متحركة للتنظيم ضمن المدينة وضبط المخالفين.

يظهر بوليس الترافيك في الشوارع الرئيسية للمدينة وعند كل دوار وفي مركز سوق المدينة والأسواق الشعبية (المتنقلة) التي تتواجد بشكل عشوائي فوضوي لتنظيم الشارع وسهولة المرور وتجنب الحوادث وحالات السرقة، ويتميز لباس الترافيك بهندام خاص يغلب عليه اللون الكحلي مندمجاً مع الفوسفوري وذلك للضرورات المهنية.

وأضاف عثمان في كيفية تسجيل المركبة لدى بوليس الترافيك حيث يتم فحصها أولاً وإرسالها إلى لجنة فحص المواصلات ومنها إلى الجمارك والعودة إلى بوليس الترافيك لإعطائها شهادة التعريف وإعادتها الى المواصلات وفي حال كانت السيارة من المحافظات الأخرى يتم إعطاء براءة ذمة لصاحبها وتعطى له رخصة مؤقتة يتم تجديدها كل سنتين.

وتابع عثمان: في حال وجود تزوير في الأوراق (سكورد السيارة) وخاصة السيارات الواردة من المحافظات الأخرى في حال التلاعب بأرقام الشاخصة (نمرة السيارة الأصلية) يتم أقتيادها إلى الحجز في حال كانت المركبة نظامية يتم تسجيلها وإعطائها نمرة المدينة المتواجدة فيها.

وأكمل عثمان: هناك كراج يتم فيه حجز الدراجات النارية والسيارات المخالفة ففي حال حصول أي حادث يتم الحوار من قبل الطرفين ونقل أداة الحادث إلى مركز الحجز ويتم التراضي بين الطرفين عند سلامة الأشخاص، أما إذا رافق الحادث فاجعة مؤلمة وحدوث أضرار كبيرة يتم التوجه إلى مكان الحادث للاطلاع عن قرب على حيثياته وإبلاغ الجهات المعنية بالحادث.

ومن أكثر المعوقات التي اعترضت بوليس الترافيك قال عثمان: أكثر ما اعترض طريقنا هو عدم تقبل السكان لنا كمؤسسة جديدة تعنى بشؤون السير وأكثرها كانت كان في بدايات إزالة الفيمه ( والفيمه: هي النافذة المزودة بمادة غير كاشفة بحيث لا يكشف ما بداخل المركبة)، لكنهم فيما بعد أدركوا حقيقة هذا العمل ومدى تضحية أعضاء الترافيك وتحملهم شدة حرارة الصيف وبرودة الشتاء ومدى فعالية تنظيمهم سير المركبات منعاً للازدحام والضوضاء وتفادياً للحوادث حتى بات الشعب على يقين بماهية وأهمية هذا العمل الإنساني.

مشاركة المرأة لبوليس الترافيك تجربة أولى من نوعها في سوريا

جاندا رشاد إدارية في بوليس ترافيك قامشلو: مشاركة المرأة لبوليس الترافيك تجربة أولى من نوعها في سوريا عامة وفي روج آفا خاصة في الحقيقة دور المرأة في الترافيك يعادل دور الرجل حيث لنا دوريات ونقاط ضمن المدينة ففي البداية لم يكن هناك تقبل من الشعب لنا ولكننا أثبتنا جدارتنا بوقوفنا على الحواجز والنقاط ومتابعة أعمال الضبط أثناء الحوادث إضافة إلى كل ما يقع على عاتقنا، وجميع مَن يرغب الالتحاق بصفوف الترافيك ندعوه بعدم التردد والتوجه فوراً إلى مراكزنا.

زر الذهاب إلى الأعلى