الأخبارمانشيت

البيضاني: الكُرد يعيشونَ في سوريا قبل أن تستقر بها القوميات الأخرى

في هذه المعمعة السياسية والعسكرية التي تمر بها المنطقة ابتداء من العراق وليس انتهاء بسوريا.

المعادلات تتغير والمواقف تتبدل بما يتوافق مع مصالح الدول المهيمنة وللأسف مازالت الأنظمة الحاكمة في بلادنا تتمسك بالذهنية ذاتها ولم تستفد من دروس التاريخ القديم والحديث فأبَت على شعوبها أبسط الحقوق، وتنمَّرَت أكثر فأكثر حتى بلغت بها الجحود درجة إنكار وجود مكونات مهمة على أرض آبائهم وأجدادهم.

بهذا الصدد راسلت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية الدكتور جواد كاظم البيضاني للتعليق على التصريحات الأخيرة لرأٍس القيادة السورية وتحديداً تلك المتعلقة بالقضية الكردية في سوريا والتنكر لوجودهم وتضحياتهم على الأرض السورية. وجواباً على سؤال الصحيفة

ـــ كيف قرأ الدكتور جواد هذا التنكر للوجود الكردي؟

وهل هذا الحديث (إنكار الوجود الكردي) يحمل إشارات أو رسائل تقارب أو تودد للدولة التركية؟

قال الدكتور جواد البيضاني: لا يخفى على أحد أن مواقف الكرد في سوريا كانت مشرفة، وقتالهم ضدَّ تنظيم داعش الإرهابي مثَّلَ صفحة تُضاف إلى مواقفهم تلك، وحيث أن سوريا في هذا الوقت تتعرض إلى تحديات خارجية معلنة، وتصريحات الرئيس التركي شاهدٌ على ذلك، ولعل التحدي الداخلي هو الأخطر في قاموس الأخطار التي يتعرض لها هذا البلد؛ فالاستقرار والانسجام وتوحيد الخطاب عوامل تدفع دول الجوار إلى رسم صورة الأوضاع وقدرتها على النفاذ منها.

فمتى ما كانت الأوضاع الداخلية قاتمة كانت هناك فرصة للتدخل، وحيث أن الكرد هم مُكوِّن مهم في خارطة سوريا فلا بد أن تُحترم هويته، وخصوصيته؛ وأن يُعامَلَ أبناءه بكل انتماءاتهم على قدرٍ من المسؤولية.

وأضاف: لقد عاش الكرد في سوريا قبل أن تستقر بها قوميات أخرى، والحقيقة أن هوية سوريا هي هوية مكونات فلا يمكن إغفال هوية على حساب أخرى، والتفريط بهذا النسيج يؤثر سلباً على الأوضاع الداخلية ويتيح المجال للتدخل الخارجي.

 وأشار البيضاني إلى أن الكرد وقفوا موقفاً مشرفاً في شمال سوريا ليس دفاعاً عن قُراهم ومدنهم فقط بل دفاعاً عن شركائهم من باقي القوميات، ولم يفرضوا هويتهم على أحد بل احترموا خصوصية الآخرين وانتمائهم؛ فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان؟

واعتبر الدكتور جواد كاظم البيضاني تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد غير متماشية ولا تناسب حجم التهديدات والمخاطر الخارجية، ولا تتفق مع الضرورة التي تفرضها المرحلة.

وفي السياق قال: إذا كان الأسد رئيساً لكل سوريا فعليه أن يتحدث عن تضحيات الكُرد وجذورهم الراسخة في عمق التراب السوري، وأن يَشدَّ مِن أزرِهِم ولا يحبط عزائمهم.

ورأى بأنه على الرئيس الأسد أن يستذكر وصية رئيس أرمينيا له:” أن يحذر من الأتراك ولا يأمنهم”؛ فهؤلاء قومٌ لنا معهم تجارب وتاريخنا شاهد على ذلك.

واختتم البيضاني حديثه بالقول: إن استرضاء تركيا يجب أن لا يكون على حساب مكون أصيل من مكونات سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى