ثقافةمانشيت

الباحث والمترجم الكردي محمد علي عوني

محمد علي بن عبد القادر أفندي عوني السويركي مترجم وباحث. ولد في مدينة ” سويرك ” التابعة لمحافظة آمد في شمال كردستان. كان أحد أجداده محمد علي آغا زعيم الزازاء ــ الدنبلي. أما والده عبد القادر أفندي فكان مفتي لمدينة سويرك . أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في معاهد تركيا، ثم قصد مصر لإكمال دراسته الدينية في الأزهر، فنال أعلى الشهادات في زمن قصير حيث حصل عليها خلال ست سنوات بدلاً من اثنتي عشرة سنة وهي المدة المقررة عادة لطلاب الأزهر. واصل كفاحه من أجل القضية الكردية أثناء دراسته ,وعندما حاول العودة إلى تركيا بعد أن أكمل دراسته العالية في القاهرة وقفت السلطات التركية دون دخوله الأراضي التركية بسبب أفكاره القومية ومناصرته للقضية الكردية ولاعتقادها بأنها ستحارب بذلك العقيدة الكردية التي كان يناضل من أجلها، اضطر محمد علي عوني إلى البقاء في القاهرة ليعمل كمترجم للغات الشرقية في الديوان الملكي هناك، و الإشراف على مكتبة القصر الملكي في القاهرة بالإضافة إلى المسؤولية الكبرى التي ألقيت على عاتقه في حفظ الفرمانات والوثائق التاريخية الرسمية التي يرجع تاريخها إلى عهد محمد علي. وبحكم وظيفته واطلاعه الواسع أصبح حجة في تاريخ الكرد وقضيتهم. فكان أحد مؤسسي جمعية ( خويبون ) الكردية في القاهرة وسورية بالاشتراك مع أبناء بدرخان. وكانت داره في القاهرة محجاً للطلبة الكرد يتزودوا منه العون والإرشاد والمعرفة.

كان يجيد اللغات الكردية والفارسية والتركية والعربية، ويحسن الفرنسية. وكان حجة في فك رموز الخطوط التاريخية . لتضلعه الواسع في اللغات القديمة والحديثة. وضع مؤلفات عدة ونشر مقالات كثيرة في حقل القضية الكردية والترجمة فكان اهتمامه الكبير هو ترجمة الشرفنامة لشرف خان البدليسي من الفارسية إلى العربية التي ترجمها لاحقاً كما ترجم كتاب (خلاصة تاريخ الكرد و كردستان)إلى اللغة العربية وتم نشره عام 1939. وكتاب ” تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي ”  من تقديم أبنه الأستاذ نجم الدين عوني.

كما وضع رسالة عن ” العائلة التيمورية ” وهي عائلة كردية كان مركزها الاجتماعي والسياسي والأدبي في مصر. توفى ودفن بالقاهرة عام 1952 عن عمر يناهز الخامسة و الخمسين. وفقد الشعب الكردي برحيله أحد أبنائه البررة العظام المناضلين بصمت وتواضع في سبيل تحقيق ما يصبوا إليه من حياة حرة كريمة .

زر الذهاب إلى الأعلى