تقاريرمانشيت

البؤس والشقاء، لسان حال النازحين بسبب الغزو التركي لشمال سوريا

غزت تركيا العضو في الناتو الشهر الماضي مناطق شمال وشرق سوريا، وقامت مع الجماعات الإرهابية التابعة لها بتطهير عرقي في تلك المناطق، حيث نزح إلى الآن ما لا يقل عن 300000 مدني، بينما قُتل 250 شخصاً على الأقل، إضافة إلى أكثر من 2400 مدني مصاب.

في هذه الأثناء، كان حلفاء تركيا في حكومة المملكة المتحدة صامتين تجاه ما تقوم به من جرائم، على الرغم من أن قوات الدفاع عن روج افا “قوات سوريا الديمقراطية”، كانت أساسية في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، حيث قدمت أكثر من 11000 شهيد في تلك الحرب، وفي الوقت نفسه سمح الغزو التركي للمئات من أنصار داعش بالهرب من السجون، وهذا ما أعاق بشكل خطير المعركة ضد داعش، وأدى إلى زيادة بنسبة 48٪ في هجمات الخلايا النائمة من داعش، وتراجع في الغارات المحلية ضد داعش بنسبة 75٪.

وبهذا الصدد أجرت “RIC” مؤخراً عدداً من المقابلات ونقلتها إلى “The Canary”، لتسليط الضوء على التأثير المدمر لغزو تركيا.

هذا وقالت دجلة حسن محمد الإدارية في مخيم نوروز للاجئين الذي أسسته الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا للاجئين الإيزيديين بعد الإبادة الجماعية التي قام بها تنظيم داعش في شنكال، والآن يسكن فيه المدنيون الذين أجبرهم الغزو التركي على ترك منازلهم.

“لقد أجبر المدنيين على ترك منازلهم، ولأن الكثير منهم كانوا ينامون في الشوارع والمدارس، فقد رأينا الحاجة إلى فتح مخيم نوروز لهم، حيث استقبلنا حتى الآن 35 أسرة، تضم 164 شخصاً”.

وتابعت: “تكمن الصعوبة الرئيسية لهذا المخيم في أن المنظمات غير الحكومية لا تساعد الناس، وهناك عجز كبير في الخيام والملابس والأحذية، إلا إنه يحصل الناس على الدعم الذي يحتاجونه، رغم أنه لا أحد يتحمل مسؤولية هؤلاء الناس، وبصفتنا إدارة المخيم نحن الوحيدون الذين يدعمون هؤلاء الأشخاص ويلبون احتياجاتهم، وهنا بعض العائلات ممن قتل أطفالهم جراء الهجوم الوحشي لتركيا والجماعات الإرهابية التابعة لها”.

وبدورها تحدثت رمزية خليل التي اضطرت إلى الفرار من منزلها في مدينة سري كانيه، عن اللحظة التي شنت فيها تركيا غزوها، قائلة: “بدأ كل شيء بينما كنا في المنزل، رأينا الدبابات والصواريخ والطائرات الحربية تضرب عدة أماكن، لقد غادرنا جميعاً، كنا 7 أشخاص ولم يكن هناك سوى دراجة نارية، لذلك اضطررنا إلى المشي. بعد ذلك بدأت الضربات الجوية واستخدام المواد الكيميائية أيضاً، ضربتنا الطائرات لتُدْخِل تركيا الجماعات الإرهابية التابعة لها في المدينة، كان يقول أردوغان أنه يريد تأمين الحدود، إلا إنه لم يجلب سوى القتل والنهب والدمار، وأصبحت الحدود غير آمنة، والكثير من عائلاتنا الآن يعيشون في الشارع”.

وتابعت رمزية خليل حديثها: “في عام 2018، قامت تركيا مع الجماعات الإرهابية التابعة لها باحتلال مدينة عفرين، وقامت بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، والتطهير العرقي وجرائم الحرب؛ وكان بين صفوفهم جماعات متطرفة مشابهة لتنظيم القاعدة، هناك أيضاً أدلة كثيرة على التعاون التركي مع داعش.

وأكدت بالقول: “هذه أرض أجدادنا ولن نتخلى عنها، لا أحد يدعمنا سوى شعبنا وقواتنا – YPG ، YPJ و SDF – وشبابنا. نحن لن نتخلى عن أرضنا لأردوغان، لأنه لا يملك الشرف، وأسوأ من دونالد ترامب، صرح بأنه لم يضرب المدنيين ولم يحضر الإرهابيين إلى داخل سوريا، فهل خرج هؤلاء الإرهابيون من الأرض؟

الغزو “ضرب المدنيين أكثر” الكثير من الناس يلقون باللوم على دونالد ترامب لإعطاء تركيا الضوء الأخضر لغزوها، والتخلي عن السكان المحليين في روج آفا الذين قادوا المعركة ضد داعش. وفي حديثها عن الأنشطة الأمريكية في سوريا، سألت خليل: ما الذي سيجعل ترامب يعيدنا؟ إنه يتخذ التدابير اللازمة لأمنه، لكنه لم يفعل أي شيء من أجلنا، لم يدعمنا على الإطلاق … لقد قُتلنا ونهبنا. قُتِلَ الكثير من المدنيين. بسبب أردوغان، لم نتمكن من دفن موتانا. ربما يكون هناك المزيد من القتلى على الأرض ما زلنا لا نعرف شيئاً عن ذلك. في منزل واحد تم حرق جميع الأطفال.

قال أردوغان إنه لم يضرب المدنيين، لكنه في الحقيقة ضرب المدنيين أكثر… وقال إنهم لم ينهبوا. الآن نرى أن وطننا هو في أيدي الإرهابيين… نريد من المجتمع الدولي أن يدعمنا لإنهاء هذا القتال… وأضافت: “ترامب مثل أردوغان وأردوغان مثل ترامب. صدام حسين، أردوغان، كلهم ​​متماثلون.. المتطرفين المدعومين من تركيا “يدمرون كل شيء” قال أحد النازحين في قرية مسيحية تابعة لتل تمر بروج آفا: “هنا أشخاص نازحون من كل مكان، لقد رحب بنا الشعب الآشوري واستقبلونا نحن قرابة  5 أسر، لكننا لا نفهم حقاً ما يحدث، لقد وصلنا للتو، الإرهابيون الأتراك يدمرون كل شيء، طردوا المسنين والأطفال من منازلهم. لقد ناشدنا المنظمات لدولية، لكن لا أحد يجيب. هذه الأزمة مخزية، نحن نبقى عطشى وجياع في منزل بلا أبواب، ولكن الآن العودة أكثر صعوبة. لقد تم نهب الكثير من المنازل وتدميرها. آمل ألا يكون منزلنا قد تدمر، نود فقط العودة إلى مكاننا.

“عندما لا يكون الشخص في منزله، يصبح بائساً”.

وأخيراً أوضح حميد صوامع من سري كانية: “غادرنا في اليوم الأخير عندما ضربت الطائرات الحربية المدينة، ضربوا كل مكان لم تهمهم البنية التحتية أو المستشفيات أو الكهرباء،  مشينا عبر الأرض إلى الحسكة. ذهبنا إلى المدرسة حيث نحن الآن. يجب على الدول والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان أن تأتي وترى وضعنا. أين حقوقنا؟ تعرضت منازلنا للنهب والدمار وأحرق بعضها أيضاً. الدول الغربية تتحدث عن حقوق الإنسان. لكننا لا نراهم الآن حتى المنظمات غير الحكومية لا تساعدنا. نشعر وكأن العالم يتآمر علينا. وضعنا سيء حقاً. عندما لا يكون الشخص في منزله يصبح بائساً… هناك نقص في المستلزمات مثل البطانيات، والمواد الغذائية. نحن ندعو المنظمات والمجتمع الدولي إذا كانوا حقاً يدافعون عن حقوق الإنسان، فعليهم أن يأتوا ليروا الموقف، ويساعدوننا على إيجاد حل والعودة إلى مدينتنا. نريد العودة بحماية دولية. إذا عدنا الآن، فسنعتقل مقابل فدية.

زر الذهاب إلى الأعلى