مانشيتنشاطات

الاجتماع الدوري الموسع لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطيPYD في أوروبا

بحضور غالبية أعضاء مجلس الإدارة، عقد حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة أوروبا في مدينة دورتموند الألمانية الاجتماع الدوري الموسع، وبعد انتخاب أعضاء الديوان والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تم البدء بجدول الأعمال وفتح باب النقاش أمام الأعضاء لعرض وجهات النظر فيما يتعلق بالوضع السياسي حيث تم الاستماع إلى العديد من المداخلات من الحضور.
واستأنف الاجتماع أعماله بالتقرير السياسي للحزب، وقرأه عبد السلام مصطفى مسؤول الحزب عن منظمة أوروبا تناول فيها قراءة شاملة للوضع السياسي في المنطقة عامة وروج آفا بشكل خاص، حيث تناول ثوابت الحزب منذ بداية الأزمة السورية وثورة روج آفا، هذا وبدأ عبد السلام مصطفى بالقول: “نتذكر جميعاً بداية الأحداث في سوريا وكيف حاولت العديد من الأطراف جر الحزب وجماهيره إليها تارة بالترغيب وأُخرى بالترهيب، قرائتنا لمجريات الأحداث كانت مختلفة تماماً عن قراءة طرفي النزاع واستندت في الأساس على ما نؤمن به من عيش مشترك وسوريا موحدة لكل شعوبها وعليه اخترنا طريقنا بنفسنا عبر الخط الثالث المستند أساساً على مبدأ أخوة الشعوب وبدأنا النضال السلمي وأسسنا بعدها وحدات حماية الشعب والمرأة والتي حملت على عاتقها حماية كافة مكونات المنطقة دون تمييز وقدمت هذه الوحدات الألاف من أبنائها في سبيل هذه القضية”.
وتطرق التقرير لخريطة التحالفات في المنطقة، والأجندات المشبوهة التي ما زالت تحاول أن تفرض نفسها في سوريا وفي هذا السياق قال مصطفى: “منطقة الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة أصبحت ساحة لحرب عالمية ثالثة وتصفية حسابات على حساب الدم السوري، وأصبح من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل أن تمارس السياسة وسط قطيع من الذئاب، كنا نعلم أن سوريا ستصبح ساحة للتحالفات الدولية هذه التحالفات تبنى على أساس المصالح المشتركة وهنا تكمن الخطورة والصعوبة، فإن طرقت باب الحليف الخطأ فستدفع الثمن غالياً وهذا ما حصل تماماً مع معظم فصائل ما يسمى بـ “الجيش الحر” عندما تحالفوا مع أردوغان حيث تحولوا إلى قتلة وأداة بيد أردوغان ليحقق بهم غايته على الأرض السورية، أستراتيجيتنا اتخذت ومنذ اليوم الأول مبدأ الاعتماد على الذات وخلق واقع على الأرض، وبفضل تضحيات شعبنا لفت هذا الواقع انتباه العديد من القوى العالمية وتبلورت نتائجها في مقاومة كوباني، حيث بدأ التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة ودعم قواتنا، ولنصبح ضمن هذا التحالف بعد أن باءت كل محاولات هذا التحالف بالفشل بايجاد شريك حقيقي على الأرض، حيث دعمت أمريكا سواء في الشمال أو الجنوب العديد من هذه الفصائل ولكنها فشلت”.
كما وتطرق التقرير إلى الاتفاقات بين القوى العظمى والمؤثرة في الملف السوري بما فيها الاتفاقات التي أدت إلى احتلال عفرين، حيث جاء فيه: “بعد أول لقاء جمع الرئيسين بوتين وترامب وضعت العديد من الاتفاقيات غير المعلنة بين الطرفين تحت مسمى قواعد الاشتباك ليتم عملياً تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، وليطفو على السطح مصطلح جديد وهو شرق وغرب الفرات، ولأن هدفنا كان تحرير كافة الشمال السوري من الإرهاب الأمر الذي كان من شأنه توصيل كانتون عفرين بباقي الجزيرة، فإن تحرك قواتنا لتحرير مدينة منبج من إرهاب داعش كان كسراً لهذه القواعد وبدون موافقة قوات التحالف، وبعد البدء بحملة تحرير مدينة منبج وعلى مدار أسبوعين لم تقدم هذه القوات أي دعم أو اسناد، ولكن أمام اصرارنا على تحريرها أُجبرت قوات التحالف على مساندة العملية، لتتلقى تركيا بعدها الضوء الأخضر باحتلال مدينتي جرابلس والباب بمسرحية هزلية بالتنسيق مع داعش بهدف قطع الطريق أمام قواتنا لتحرير كامل الشمال السوري ولكي تبقى مدينة عفرين خارج حماية قوات التحالف”.
وفي سياق التحالفات والاتفاقات التي اعتمدت مبدأ المصالح وتقاسم الكعكة في مختلف المناطق السورية والتي دفعت بعفرين لتكون ضحية الاحتلال التركي قال مصطفى: “في عفرين التي كانت وطوال سنوات الحرب تحت حصار المرتزقة، اتخذنا استراتيجية الاعتماد على الذات والتنسيق مع الطرف الروسي، والذي كان ينظر بعين الرضى نوعاً ما إلى مشروعنا، حيث أثمر هذا التنسيق عن إنشاء العديد من نقاط التواجد العسكري الروسي، ولكن بالنهاية روسيا دولة والدول مصالح”، وأضاف مصطفى في سياق التقرير: “خلال ليلة وضحاها فتحت روسيا الباب أمام أردوغان ومرتزقته، ورغم كل التسهيلات التي قدمناها للجانب الروسي الا أنهم قالوا” ما حصلنا عليه من تنازلات من أردوغان يفوق مئات المرات ما قد نكسبه من التفاوض معكم”، لتبدأ بعدها ملحمة المقاومة وعلى مدار 58 يوماً من المقاومة التاريخية ومن التضحية والمظاهرات، ولكن مع الأسف الصمت الدولي المشين الذي كان بمثابة مؤامرة دولية، وتقنيات الحرب الحديثة التي حصلت عليها تركيا من حلف الناتو قلبت موازين القوة، وكانت النتيجة احتلال عفرين وتهجير شعبها، وحاول أردوغان استغلال هذا الاحتلال بطرق مختلفة كان أكثرها خبثاً الحرب النفسية بالتعاون مع طابوره الخامس لضرب روح المقاومة والانتصار لدينا، وأضاف “طبعاً من الطبيعي أن يلقي هذا الاحتلال بثقله علينا، ولكننا ومن خلال سنوات النضال تلقينا العديد من الضربات واستطعنا النهوض مجدداً وبقوة، عفرين سنحررها بأيدينا اليوم أو غداً وكل تحركاتنا الآن تحت عنوان “عفرين في مقدمة مطالبنا”، ونوه مصطفى الى الأزمة التركية بالقول: “بقاء أردوغان في سوريا مرتبط ببعض المرتزقة في ادلب، وهو قد تخلى أصلاً عنهم لصالح روسيا في سوتشي، وأردوغان وحزبه يعيشون الآن أسوء أيامهم، وما دليل اعتقال الآلاف من الأبرياء و الصحفيين والضباط والبرلمانيين إلا دليل على ذلك” .
وانتهى التقرير بمسألة المفاوضات مع دمشق حيث قال مصطفى: “الحوار بالنسبة لنا هو أساس الحل على أن يضمن هذا التفاوض حقوق شعوب المنطقة” وأردف بالقول: “طبعاً نحن نأخذ بعين الاعتبار أن وجود روسيا وإيران على الأرض يلعب دوراً مهماً سواء بالسلب أوالإيجاب، ولكن الحوار هو الأساس للوصول بالشعب السوري إلى الخلاص من هذه المقتلة”.
كما وأكمل الاجتماع أعماله بمناقشة الوضع التنظيمي وقراءة التقارير من المسؤولين، والصعوبات التي تواجه العمل وسبل التغلب عليها، كما تم وضع خطة عمل للمرحلة القادمة من النشاطات والتي من المتوقع أن تحدث تغييراً كبيراً في شكل ومضمون العمل تحت عنوان عفرين في مقدمة مطالبنا.

إعداد: شايش حج منصور

زر الذهاب إلى الأعلى