بياناتمانشيت

الاتحاد الديمقراطي يدين العدوان التركي على قنديل ويؤكد ضرورة انعقاد المؤتمر الوطني الكردستاني

أصدر المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD بياناً إلى الرأي العام يدين فيه العدوان التركي على الشعب الكردستاني في قنديل، وتعتبره عدواناً صريحاً على عموم العراق وكردستان، ويؤكد على ضرورة عقد المؤتمر الوطني الكردستاني الذي يجب أن يعقد كي نستحق ثقة شعبنا ونمثّل تطلعاته المشروعة ونكون على قدر المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الآلاف من خيرة شهيداتنا وشهدائنا البررة في كل شبر من أجزاء كردستان.

نص البيان:

العدوان التركي الغاشم الأخير على مناطق من إقليم كردستان العراق/ باشوري كردستان واصرار مسؤولي النظام التركي على البقاء فيها يعتبر قبل كل شيء جريمة واضحة وتعديٍّ صريح على سيادة بلد، ويتعارض وقوانين الأمم المتحدة المتعلقة بمنع اعتداء دولة على أخرى؛ فكيف في حال النظام الفاشيِّ التركي وهو بين الفينة والأخرى يجتاح من خلال آلته العسكرية البلد تلو الآخر ويخلِّف ورائه القتل وتدمير العمرانين البشري والمدني؟ منتهجاً في ذلك سياسة الإبادة والأرض المحروقة التي تذكِّر باجتياحات التتار والمغول ولاحقاً النازية.

تركيا اليوم من خلال نظامها وسياساتها في الإبادة والإنكار بحق الشعب الكردي بشكل خاص باتت ضمن دائرة كل الأزمات؛ وليست المشاكل فقط مع بلدان الشرق الأوسط باستثناء قلة تتشبه بها وتشبهها تركيا. ولأنها كذلك فهي في أزمة خانقة؛ عصيّة عليها أن تتجاوزها. لا بل تعيش في أتونها ومن مختلف الجوانب العميقة للأزمة التركية المتفاقمة؛ أزمة سياسية ونظام يفرض حالة طوارئ ستدخل عامها الثالث، وباتت حالات الاعتقال بعشرات الألوف ومن مختلف الفئات المجتمعية نساء وشبيبة وأكاديميين وعسكريين وقضاة ومعلمين وصحفيين وإعلاميين ودعاة حقوق الإنسان واقتصاديين. فكل من يخالف تعاليم أو فرمانات (السلطان) المستحدث يُصَنَّف في خانة الإرهاب ويهدد (أمن) البلاد القومي. وفي الحقيقة فإن تركيا تحوّلت اليوم إلى سجن كبير في مشهد مجتمعي منقسم في شطريه العمودي والأفقي. وحينما بات النظام التركي يتحسس أنه في ورطة حقيقية وبالأخص من بعد احتلال عفرين المقاطعة التي كانت تدار من أهلها ومكوناتها بنموذج مدني ديمقراطي؛ وأن حظوظ بقائه في السلطة ضئيلة حتى موعد الانتخابات الاعتيادية في تركيا فقرر بشكل مباغت –لم نسمع بأن رئيس شرعي ما يباغت شعبه- أن يُبَكِّر الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ولأن أزمة النظام التركي السياسية أُثْقِلت بأزمة اقتصادية هبطت فيها تصنيف تركيا درجتين في فترة زمنية قياسية وبعجز اقتصادي ضخم يفوق عشرات المرات ميزانيتها السنوية. ولأن النظام التركي في فكره العثماني الأسود أكثر من يمثِّل بنيوية داعش وبنيته الإرهابية فها هو يقتفي أثر التنظيم الإرهابي وشق طموحات أردوغان التوسعية بحد القتل والنهب واللصوصية والتدمير؛ فأراد من عدوانه الغاشم تحت حجج واهية وذرائع لا علاقة لها بأية حقيقة على باشوري كردستان توجيه أنظار الشعوب في تركيا إلى خارج تركيا وتصدير أزمتها؛ محاولة منه القفز فوق الأزمة التي يعيشها وضمان نتيجة الانتخابات المزمع عقدها في 24 حزيران الجاري، وفي الوقت نفسه احتلال مناطق من إقليم كردستان العراق ولاحقاً مناطق عراقية. ولا ننسى أنه الذي يقف اليوم وراء الجفاف والعطش الذي يلحق بأكثر من نصف المجتمع العراقي جرّاء إقامة ما يسمى بسد أليسو في جناية أخرى تستوجب المحاسبة الدولية الفورية.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الوقت الذي ندين فيه العدوان التركي على الشعب الكردستاني في باشوري كردستان ونعتبره عدواناً صريحاً على عموم العراق وكردستان؛ فإن مقصد النظام التركي ليس فقط قنديل العز والصمود؛ قنديل اليوم التي تمثل الثورة والقيم والعيش المشترك وحقيقة الشعب الكردي الحر إنما يتعدى ذلك إلى احتلال لزاخو ودهوك وهولير ولاحقاً سنجار ونينوى وتأسيس لمعسكرات استعمارية عثمانية جديدة علاوة على الموجودة منها، وأن العدوان على قنديل يعني العدوان على كل الشعب الكردستاني.

 إننا نهيب بداية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يتحركوا لوقف هذا العدوان انطلاقاً من مسؤولياتهم لكل كلمة منصوصة في بنود أنظمتهم ذات الصلة. ونتوجه إلى عموم الأحزاب الكردستانية والكردية في سوريا والعراق وتركيا وإيران إلى العمل من أجل عقد المؤتمر الوطني الكردستاني الذي يجب أن يعقد كي نستحق ثقة شعبنا ونمثّل تطلعاته المشروعة ونكون على قدر المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الآلاف من خيرة شهيداتنا وشهدائنا البررة في كل شبر من أجزاء كردستان. كما نتوجه إلى كافة القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية في العراق وسوريا والمنطقة برمتها أن تصد الاحتلالات التركية وتقول كفى للعدوان التركي وأن وقت السلام والحرية والكرامة قد حان. ولا مبرر لأي تقاعس فلا قيمة لأية حجة أو مبرر ينحو خلاف ذلك. فترك العدوان دون محاسبة يشجعه في اقتراف الجريمة تلو الأخرى؛ فمن يأخذ الذئب مثالاً له فكل دماء العالم لا تكفيه.

13 حزيران 2018

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى