تقاريرمانشيت

الاتحاد الديمقراطي: المرأة الحرَّة نواة المجتمع الحر والديمقراطية

لم ترَ مكونات وشعوب الشرق الأوسط بما فيها من طوائف ومذاهب مختلفة بصيص أمل في الحياة الحرة الكريمة بفعل ممارسات هيمنة السلطة التي عملت على تعميق الشرخ والتصدع بين هذه المكونات وعملت على الفرز الطائفي والمذهبي في المدن والبلدات، وحاربت بكل قواها المشاريع التي تناقض وترفض تلك الممارسات التي تفضي إلى التجزئة والتفرقة وسلب الحقوق الطبيعية.

أثبتت التجارب التاريخية على مر الزمن أن الذهنية السلطوية لا يمكنها جلب الديمقراطية والحرية للشعوب ولا يمكن التعويل على القبضة الحديدية في الاستمرار بالحكم والتفرد به

وهذا الواقع المأساوي أنتج أحزاب وقوى سياسية عملت على أخذ الحقوق على أساس القومية الشعبية بما يشبه العقلية السلطوية وإن بوتيرة أقل، وكانت نتيجة هذه المحاولات هو الفشل لأسباب عديدة منها أخطاء عملية وسياسية وأخرى تكمن في تقاطع المصالح بين الدول والتي يصحُّ أن نسميها المؤامرات.

وفي سياق المعادلات الخاطئة الناتجة من ممارسة فعل العنف والإنكار ورد الفعل الموازي له في القوة والشدة؛ كان لابد من ظهور نهج ومشروع يرتكز في أساسيات نضاله على التسامح ومن أولى أولوياته العيش المشترك وإحقاق الحقوق للجميع دون استثناء أو إقصاء والذي سمي فيما بعد مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب المنبثق من فكر وفلسفة المفكر والفيلسوف الأممي عبدالله أوجلان.

وكان حزب الاتحاد الديمقراطيPYD رائداً في ممارسة هذا النهج الفريد والمشروع الديمقراطي الذي يعتبر خلاصة حلول الأزمات المستعصية في الشرق الأوسط ويعتبر ركيزة أساسية قابلة للتطبيق بين شعوب المنطقة بعيداً عن تقوقع طائفي أو قومي، ولم يكن حالها في هذا النضال بأفضل من حال غيرها من الأحزاب التي مورست ضدها مختلف أشكال العنف من الاعتقالات والإخفاء والإبعاد.

إلا أن الإرادة الحرة والقوية للحزب تمكنت من التغلب على العقبات التي اعترضته في نضاله بهذا المسار الديمقراطي الذي مرَّ بمحطات مفصلية وصلت في بعض المراحل إلى التضحية بالروح بسجون النظام السوري في سبيل المبادئ التي ينادي بها منذ نشأته عام 2003 وما زال مستمراً حتى انعقاد مؤتمره الثامن في العام  2020 إذ ورد في المبادئ الأساسية للحزب: ــ يضع الانسان في مركز اهتمامه ويتخذ من الفرد ذو الإرادة أساساً ــ يتخذ من المفهوم الديمقراطي والسلوك الديمقراطي أساساً في الحياة ــ يتخذ من حرية المرأة والحياة الندية بين الجنسين أساساً ــ يحترم كل الأديان والمعتقدات ــ يتخذ من اسلوب الحوار والسلم أساساً في حل القضايا ــ يتخذ من مبدأ الدفاع المشروع عن الذات والأرض والوطن أساساً ــ يناهض كل أنواع التمييز العنصري والقومي والجنسوي والعقائدي ــ يتخذ من مفهوم حماية البيئة والطبيعة أساساً ــ يتخذ من أخوَّة الشعوب والتعايش السلمي بين المكونات أساساً.

ويرى الكثير من الحقوقيين ومراكز الدراسات والسياسيين أن مشروع الأمة الديمقراطية يشكل جذر الحل لمشكلات وتعقيدات الشرق الأوسط المستعصية لإحقاق الحقوق لكل المكونات وبهذا الصدد قال الرئيس المشترك للحزب شاهوز حسن في افتتاحية فعاليات وأعمال المؤتمر الثامن للحزب: إن جهود الحزب لم تكن يوماً خارج إطار الوحدة الوطنية السورية، وأنهم سيستمرون بنضالهم السياسي والمجتمعي حتى تحقيق هدفهم في الحرية والديمقراطية وإيصال سوريا إلى برِّ الأمان.

وأشار حسن إلى الدور الضامن للحزب كجهة سياسية ضمن الإدارة الذاتية في الحفاظ على النسيج السوري، وذلك من خلال عملهم في توعية المجتمع سياسياً وثقافياً.

ولفت  إلى الدور الذي لعبه العديد من الاطراف التي سعت إلى تخريب سوريا وتدميرها، ويعملون على تعميق الأزمة. في الوقت الذي يعمل فيه الحزب بأصعب المراحل على بناء النسيج الاجتماعي الحر والوقوف بوجه الارهاب، وتوحيد المكونات السورية.

وفي السياق ذاته قالت الرئيسة المشتركة عائشة حسو:  كان حزبنا سباقاً في الفداء والتضحية ولم يبخل  بالعطاء واستطاع أن يكوِّن الموزاييك الحي للتلاحم بين الشعوب والمكونات التي حاول الأنظمة السائدة ضربها، واستهداف المرأة والشبيبة بالدرجة الأولى”.

واعتبرت حسو في حديثها: إن نظام الرئاسة المشتركة الذي ينتهجه الحزب أساس التغيير انطلاقاً من المبدأ الديمقراطي الذي يقول حرية المرأة يعني حرية المجتمع وتحريره من العبودية والعيش بكرامة.

يُذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عقد مؤتمره الثامن على مدار يومين بتاريخ 24/25 / شباط 2020 في بلدة رميلان التابعة لمقاطعة قامشلو وذلك لمراجعة سياسته وردم الثغرات القائمة وانتخاب رئاسة مشتركة جديدة للحزب ومجلساً عاماً وذلك ضمن النهج الديمقراطي الذي ينتهجه الحزب منذ ولادته.

زر الذهاب إلى الأعلى