الأخبارمانشيت

الأربعاء الأحمر طقوس ومناسك برغم الاحتلال

حديثاً حول الأربعاء الأحمر عيد الكرد الإيزيديين الذين يحتفلون به في الأربعاء الأول من نيسان كل سنة حسب التوقيت الشرقي التقى مراسلنا علي استرفان في حلب مع روشين موسى إدارية الـPYD ذات الديانة الإيزيدية لتتحدث لنا عن الأربعاء الأحمر .

روشين موسى أمسكت أطراف حديثها عن الأربعاء الأحمر بالقول: “ننتظر العيد بكل لهفة واحترام وحب لما فيه من أجواء تبعث الفرح والسرور بقلب كل إنسان، نحن نحتفل بالعيد وقلوبنا تغص بالحزن على عفرين التي تتعرض لأبشع جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته البعيدين كل البعد عن القيم الأخلاقية والوجدان الإنساني، وعليه نسأل مَن يدعون أنفسهم أنهم حماة الحقوق والحريات الإنسانية لكن عن أي حقوق وحريات يتحدثون حينما نرى اليوم ممارسات الارهاب المنظم على المدنيين الايزيدين وإجبارهم على ترك دينهم ومعتقداتهم الدينية, فالتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى والكرد الايزيديون يتعرضون للفرمان الـ (74).

وأضافت موسى: عيد الأربعاء الأحمر هو الأربعاء الأول من نيسان يمثل بداية التكوين وبدء الحياة على هذا الكوكب ويعتبر رأس السنة الكونية وفيه ينزل طاووس الملك على الأرض وتتبارك كافة المخلوقات، ويعتبر الأربعاء الأحمر انتصار النور على الظلام بعد تساوي الليل والنهار في الانقلاب الربيعي وبدء الخصوبة وإنماءها, احتفل القدماء بالعيد واعتبروه يوما جديداً لدورة سنة جديدة”.

موسى زادت إلى: “طقوس وعادات العيد تحرم الزواج في هذه الأيام المباركة كون الايزيديون يعتبرون شهر نيسان شهر زواج الطبيعة بمعناه المجازي الصحيح لاعتبارات خصوبة الأرض وسطوع الشمس كما يحرم الصيد وتحرم أيضاً حراثة الأرض الزراعية حرصاً على عدم إلحاق الأذية بالمخلوقات التي خلقت أو التي ستخلق، أما رمزية البيض في هذا اليوم المقدس فتعود إلى أن البيضة تمثل الخلية الأولى التي تنطلق منها الحياة والكائنات وتلون بألوان الطبيعة المختلفة ومن بينها اللون الأحمر الذي يرمز ويدل على القدرة الإلهية التي تسير في البيضة وتدب فيها الحياة والروح, فكلمة (صور) ترمز إلى الحياة والروح وليس كما يفهمها البعض أنها ترمز إلى القتل وإراقة الدماء.

ومن طقوس هذا اليوم تجمع شقائق النعمان الحمراء وأزهار الربيع وتعلق في واجهة المنازل للدلالة على العلاقة الوثيقة بين الحياة والأرض كما ويقشر البيض المسلوق الملون بألوان الطبيعة، فيما يعتبر وكسر البيض بيد الآخر رمزاً لانبعاث وديمومة الحياة.

ورداً على سؤال أنتم كمكون إيزيدي كيف ستحافظون على تراثكم وثقافتكم من هجمات المجموعات المرتزقة على الدين الايزيدي، أكدت موسى: “دوماً نتعرض للإبادة الجماعية إن كان في شنكال أو غيرها ونحن نتعرض إلى إبادة من قبل هذه المجموعات في إقليم عفرين وقد تعرض الشعب الايزيدي إلى القتل والاغتصاب والتهجير من بعض الذين يدعون الإسلام، لكن الدين الإسلامي وكل الديانات تحترم كافة الأديان والمذاهب, وأننا سوف نحافظ على الديانة الإيزيدية من حيث التراث والثقافة للأجيال القادمة.

واختتمت روشين موسى حديثها بالقول: “نحن صامدون من أجل الحفاظ على ديانتنا رغم عملية الامحاء التي يتعرض لها الشعب الايزيدي لأنه رمز للحياة والحياة سوف تستمر رغم كل الفرمانات بحق شعبنا الايزيدي, والشعب الإيزيدي أينما وجد يعطي الحياة للمجتمع الذي يعيش فيه, ونحن بدورنا سوف نحافظ على تلك المقدسات من أجل استمرارية الدين الايزيدي التبشيري الذي يوحد كافة الأديان وسنبقى على هذا الإرث دائماً وأبداً ونحن خلقنا من الطبيعة وسوف ندافع على طبيعتنا وتراثنا بكل ما لدينا.

زر الذهاب إلى الأعلى