مقالات

اتهاماتكم لنا, وسام على أحقية مطالبنا…

مصطفى عبدو

هذه معاناتنا نحن الكرد ..انفصاليون! كلما دق الكوز بالجرة نتهم بمحاولة الانفصال وبتشكيل كيان كردي!!. هذه المرة أيضاً, وبصوت صارخ وبوجه عابس تجمدت فيه الدماء أو ربما بلا دماء صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للملأ بأن هناك نية ومشروع لتقسيم سوريا ولإقامة كيان كردي منفصل في شمال وشرق سوريا.

هذا الرجل وأمثاله لا يحتملون وجود بيئة يعيش فيها الجميع بخير وهناء ويمارس فيها الجميع طقوسه بكل حرية, فحيناً يهب لنجدة زعيم الإرهاب في العالم (أردوغان)، وحيناً آخر يكشف للجميع حقيقة عدائهم للشعوب، زارعاً في نفوس البعض الريبة والشك.

أردوغانكم هذا يمول الإرهاب في سوريا والمنطقة والعالم ويوفر ملاذات آمنة لقياداتهم ويشترك معهم في غرف العمليات والجميع أدرك هذه الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد, أنه لأمر صادم حقيقة ما يتكرر على لسان القادة الروس وغيرهم عن الكرد.

أنه زمن نهاية الأخلاق والمبادئ، ونهاية القيم… ونهاية كل ما له علاقة بالإنسان كإنسان طالما ثمة قوى مماثلة ما زالت تحكم وتفرض، وآخرون يلحقون بها.

ونحن نشيع شهدائنا، تخرج علينا أبواق تنفث كل الأحقاد المتراكمة في قلبها، إن كانت فعلاً لها قلوب! يصنفون الكرد بالجيد والسيء, هذه عقدتهم منذ عقود. وهذا الأمر لا يحدث إلا عندنا نحن الكرد، لا يحدث إلا عند من يكون جيرانها على شاكلة جيراننا، وأحزابها على شاكلة بعض أحزابنا، ومصيرهم بيد مثل هذه القوى التي باتت تتحكم في المنطقة.

إن أي تهمة تلقى من قبلهم على أي كردي، هي تأكيد على براءته من أي انفصال أو شك أو خيانة أو عمالة أو ما شابه.

هل تعرف هذه الأبواق أن أصغر سوري مهما كان عرقه أو مذهبه هو بالنسبة إلينا أخ ورفيق نضعه في قلوبنا لأنه لا تفرقة لدينا، سوى بالمواطنية، وندافع عنه بالدم كما اعتدنا أن نفعل، فكيف إذا تعرض لأحقاد وإقصاء وتهميش؟

 نعم, نحن هذا الشعب الذي ما أن يدفن شهيدا حتى يلملم أجزاءه المنكسرة، ويتوجه إلى ساحات الوغى في جولة جديدة وإلى نضال مضرج بالدم كما يحدث الآن تماماً، نقاوم بالمستحيل كل أدوات الموت وأعوانه وبعض المحسوبين على سوريا في الهوية فقط….

لا يهمنا أن نقدم البراهين عن أي كردي متهم بنظركم، لن نرضى بعبودية طوعية تحدثوا عنا بقدر ما تشاؤون لا يهم. انفصاليون.. خونة.. عملاء…

واتهاماتكم هذه بمثابة وسام إضافي على أحقية نضالنا، ولكم أن تصرخوا وتتهموا وتبثوا كل أحقاد العالم في وجوهنا تماماً كما تفعلون الآن، لكننا سنبقى صامدين، ندافع، نقاوم، نحب، نحزن, نفرح، ونغني ونرقص عند استشهاد أولادنا… لأننا جميعاً مشاريع شهادة ولأننا دائماً أحياء…

زر الذهاب إلى الأعلى