أكد “ابراهيم مسلم”, عضو مكتب العلاقات العامة لـ PYD في اليونان, أن الأزمة السورية الراهنة أصبحت في جميع المألات تأخذ وجه الشبه بينها وبين الحرب الأهلية اللبنانية، وحلها مرتبط بالتوافق بين القوى الدولية المتدخلة في هذا الصراع.
جاء ذلك في تصريح خاص لــ “إبراهيم مسلم” مع الموقع الالكتروني لصحيفة الاتحاد الديمقراطي PYD حول الأزمة السورية.
ولدى سؤاله: إلى أين تتجه سوريا في ظل المستجدات الراهنة
وهل هناك آفاق لحل الأزمة السورية في ظل الشرخ والتشرذم الحاصل في الخطاب والتوجه السياسي العام للنظام والمعارضة؟
قال إبراهيم مسلم: إن الكارثة السورية التي مزقت كل شيء انساني حضاري اقتصادي اجتماعي في سوريا، مازالت مستمرة في التعمق وتعذيب الشعب السوري الذي وصل الى النهاية القصوى في التحمل.
وأوضح أنه مع هذه الكارثة السورية شكلت خريطة سورية جديدة من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية وأيضاً من الناحية الدولية،
وأشار إلى أن جميع القوى الدولية والإقليمية وجدت موطئ قدم على الارض، مما أدى إلى ذوبان سوريا التي كانت متجمدة إلى مزيج هلامي قابل للتغيير حسب الضغوط الدولية.
وأوضح ابراهيم مسلم أن ما حصل في سوريا ليس نتيجة الثورة كما يدعي البعض، ولكن كان بشكل مباشر نتيجة سياسة حزب البعث التي استمرت خمسين عام والتي مزقت كل شيء اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً في البلد وانتجت مجتمع ونخبة سياسية وثقافية خالية من جميع القيم التي كانت موجودة في سوريا قبل استلام البعث السلطة،
وما زالت النخبة السياسية التي تسمى بالمعارضة تحت تأثير هذه الفكرة ولكن يُستثنى من تأثير هذه الذهنية البعثية الشعب الكردي في روجافا، وذلك بسبب رفضه كل ما هو مفروض عليه من قبل السلطات البعثية من الناحية الفكرية والأخلاقية، وتأثره بمبادئ حركة التحرر الكردستانية، وهو ما ظهر نتائجه بكل وضوح في ثورة روجافا.
واختتم مسلم حديثه بالقول: اليوم سوريا أصبحت معقدة أكثر من العراق وهي تشبه الى حد كبير لبنان في حربه الأهلية، ولذاك حل المشكلة السورية اليوم مرتبط بشكلٍ مباشر بالقوى الدولية والإقليمية، وبدون توافق دولي لا يوجد حل سياسي للنزاع السوري، وهذا التوافق الدولي لا يبدو في الأفق في المرحلة الراهنة.
