المجتمعمانشيت

أهالي شمال وشرق سوريا يستقبلون العام الدراسي الجديد

أيام معدودة ونستقبل العام الدراسي الجديد بعد إجازة دامت ثلاثة شهور، اعتاد فيها الأطفال على اللعب والانقطاع عن الدراسة في العطلة الصيفية، لذا يحتاج الطالب إلى إعداد نفسي من قبل والديه، من خلال التحدث معه حول بداية العام الدراسي الجديد، كما ويجب أن نبدأ هذا العام بالتفاؤل والتحضير لسنة دراسية ومرحلة جديدة تكون ملازمةً للطالب سنةً كاملةً بنشاطاتها ومناهجها، وبرفقة أصدقائه الطلبة ومعلميه.

وما أن يطرق العام الدراسي الجديد أبوابه حتى يمتزج مشاعر الطلبة وذويهم بالعديد من التوافقات والتناقضات حول ما يحمله هذا العام، وكيف عليهم أن يستقبلوه، ومن البديهي أن كل فئة من الناس ترى العالم بما يحمله بصورة تتناسب وفق البيئة التي يعيشونها والخبرة المتكونة لديهم حول طبيعة العام الجديد وخبرات الأعوام السابقة، أما التلاميذ فيرون العام الدراسي الجديد بعد أن توسعت مداركهم وفهمهم بصورة مغايرةٍ لجميع الأعوام التي سبقتها وباعتبارات أكثر وأكبر بعد كل سنة ومرحلة يجتازونها، وعلى جميع المعنيين بالعام الدراسي الجديد سواء أكانت هيئة التربية والتعليم، أم المعلمين، أو الطلبة والأهالي التعاون والتخطيط والتنظيم لاستقبال العام الدراسي الجديد مع تدارك ثغرات الأعوام المنصرمة، وتحقَيق آمال الطلبة والوصول إلى مستقبل زاهر لهم.

وبمناسبة العام الدراسي الجديد 2019-2020 قدمت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة أحر التهاني والتبريكات لجميع الطلبة الأعزاء وأولياء أمورهم والمعلمين والمعلمات وتمنت لهم عاماً دراسياً بالجد والنشاط، فبالعلم تتحقق الاهداف. 

لذا رصدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي تقريراً حول استعدادات هيئة التربية والتعليم المتخذة للعام الجديد.

واجرت الصحيفة لقاء مع الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كوثر دوكو وبدأت حديثها بتهنئة كافة أبناء شعبنا بحلول العام الدراسي الجديد 2019- 2020، وتابعت:

يتم افتتاح المدارس عادة في الشهر التاسع من كل سنة، هذا العام ستفتح المدارس إدارياً في 2/9/ 2019 ليقوم المعلمين وكافة العاملين في الهيئة الإدارية للمدارس بأعمالهم من تسجيل الطلاب وتعيين مدراء للمدارس وفرز المعلمين إلى مدارسهم والتوزيع التسلسلي للكادر التدريسي في كل مدرسة وعلى أساسه يكون الدوام الإداري لمدة خمسة عشر يوماً، ومن ثم تفتتح المدارس رسمياً ويتم استقبال الطلبة على مقاعدهم الدراسية ويبدأ العام الدراسي الجديد.

نوهت دوكو: كان العمل مثابراً والاستعدادات كثيرة وجدية لعام 2019 -2020، حيث أن جميع مدارس شمال شرق سوريا افتُتحت فيها العشرات من مراكز التدريب والتأهيل الفكرية والإيديولوجية والمهنية للمعلمين واستخدمت في هذه السنة أساليب وطرائق تدريس حديثة تلائم المرحلة الحالية التي يمر بها شعبنا، كما وأشارت إلى أن جميع المعلمين في الجزيرة ومناطق شرقي الفرات “منبج طبقة ورقة ودير الزور” خضعوا لدورات تدريبية.

ومن أجل ترسيخ لغتنا وثقافتنا أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية: كل سنة يزداد عدد الطلاب في مدارسنا، أتمنى أن تكون الزيادة في هذا العام مضاعفة، وبتعاون الأهالي معنا سنصل إلى هدفنا ولأننا ولأول مرة في التاريخ لنا إدارة ونظام تعليمي خاص بنا وجامعات تُدرس فيها لغتنا، بالإضافة إلى إعداد المناهج للمكون العربي، وفي هذه السنة طبعت الكتب الدراسية للصف الأول وحتى الصف الثاني الثانوي، ولم يكن هناك تغيير ملحوظ بل وجد تعديل بسيط في بعض الدروس بعد اكتشاف بعض الثغرات، وتم طبع قرابة 4 ملايين و800 ألف نسخة، وسيتم توزيعها على الطلبة بكافة الصفوف، أما من أجل مناطق منبج والطبقة والرقة ودير الزور أضيف للمنهاج هذه السنة كتاب الثقافة والأخلاق، حيث تم تدريب المعلمين على هذا الكتاب وكيفية اعطاءه وأساليب تدريسه.

وأضافت: في إقـلـيم الـجزيـرة تمت طـباعـة أكـثر مـن مـلـيون و400 ألـف كـتاب مـدرسـي لـلـمراحـل الـدراسيـة الـثلاث بـمختلـف الـمواد الـدراسيـة، وذلـك لـتلـبية احـتياج جـميع الـمدارس باللـغات الـكُـرديـة والـعربـية والسريانية.

وتابعت: بـعد الانـتهاء مـن بـرامـج الـتدريـب الـصـيفية لـمعلـمي ومـعلـمات هـذه الـمواد، تم اكـتساب المعلمين مـهارات تـطبيق هـذه الـمناهـج، بـما يـضمن تـحقيق أقـصى اسـتفادة مـنها، وكـل ذلـك بـهدف تـطويـر مـا يـتلـقاه الـطلبـة مـن التـعلـيم، وأشارت دوكو أن عدد المعلمين أكثر من 29 ألف معلم ومعلمة جميعهم على أهب الاستعداد لاستقبال العام الجديد، كما وهناك 2225 مدرسة في اقليم الجزيرة ستفتتح أبوابها أمام الطلاب في العام الدراسي الجديد, منها 1652مدرسة ابتدائية، و405مدرسة إعدادية، و86 مدرسة ثانوية، و82 مدرسة مختلطة، بالإضافة إلى 230489 تلميذ منهم200901تلميذاً في المرحلة الابتدائية، و24820 في المرحلة الإعدادية، و4768 في المرحلة الثانوية و 19189 معلم ومعلمة منهم9400سيعلّمون في مدارس مقاطعة قامشلو, و9221 في مدارس تابعة لمقاطعة الحسكة، كما إن هناك586مدرساً ومدرّسة اختصاص، أنهوا تعليمهم في أكاديميتين للاختصاصات العربية والكردية في كل من قامشلو والحسكة.

واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كوثر دوكو حديثها بالقول:

نتمنى النجاح والتوفيق لطلابنا وعاما جديداً مشرقاً يُنبئ بمستقبل باهر مليء بالجد والنشاط للكادر التدريسي والطلبة.

ماموستا ريزان حمو الرئيس المشترك لهيئة إدارة المدارس في مقاطعة قامشلو، تحدث لصحيفتنا قائلاً:

تحضيراتنا للعام الدراسي 2019 -2020 متكاملة وذو طابع وتجهيز مميز نتيجة عناء ومثابرة، حيث أكمل المعلمين والمعلمات دوراتهم التدريبية التي تقام كل صيف من أجل زيادة المهارة والتأهيل لدى معلمينا، وتقوية اختصاص المعلمين كل حسب تخصصه والمرحلة التي يتم التعين فيها سواء ابتدائية أو اعدادية أو ثانوية، هذه السنة سيكون التدريس في المدارس من الصف الاول الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي “الحادي عشر” وأضاف حمو: أن  جميع الكتب جاهزة و النسخة الحالية للعام الدراسي 2019-2020 قد تم طبعها وأحدثت فيها تغيرات عديدة وهي الآن موجودة في مستودع الكتب المدرسية، أما بالنسبة لفرز المعلمين يتم وفق الاختصاص، كما يؤخذ بعين الاعتبار محيط المعلم وأوضاعه، بحيث يعين كل معلم بأقرب مدرسة إلى منزلة وذلك حسب رغبته، لتلافي صعوبة المواصلات والطرق وحتى لا تكون حجة لدى المعلم عند تأخره عن الدوام، ومن جهة الطلاب هم على أهب الاستعداد لاستقبال العام الجديد والنزول مع أهاليهم إلى الأسواق ليشتروا المستلزمات والقرطاسية المدرسية لأن فرحة الأطفال لا تكتمل مع العودة للمدارس إلا بشرائهم ما يفضلونه من لوازم مدرسية.

وتطرق حمو إلى الحديث عن البيئة المدرسية والمدارس وجهوزيتها، حيث كانت بعض المدارس بحاجة إلى الصيانة وتم صيانتها في العطلة الصيفية وتزويدها بما ينقصها من مقاعد وصيانة مجاري الصرف الصحي وتأمين المياه وما شابه ذلك والآن شكلنا لجنة لتقوم بتنظيف المدارس قبل افتتاحها ومباشرة الدوام فيها.

وفي ختام حديثه وجه ريزان حمو الرئيس المشترك لهيئة إدارة المدارس في مقاطعة قامشلو رسالة إلى ذوي الطلبة “من أجل عام جديد لأبناكم تعاونوا معنا في عملية التعليم لأن الأسرة هي اللبنة الأولى والأساس في التربية والتعليم، ويداً بيد نحو عام جديد مليء بالعلم والدراسة والاجتهاد والتفوق الدائم”.

وبدورها التقت الصحيفة بربة المنزل وأم لخمسة أطفال من حي قدوربك التابعة لمقاطعة قامشلو روجين العلي تحدثت قائلة:

في بداية العودة للمدارس هناك العديد من المهام التي تقع على عاتق الأمهات ويتوجب القيام بها لضمان عودة سلسة لأطفالها إلى المدرسة، وأحد هذه المهمات هي شراء قرطاسية مدرسية لكي تلبي مختلف احتياجات أطفالها وبأقل تكلفة، هذا العام وبالتحديد مع الارتفاع الجنوني للدولار مقابل الليرة السورية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار جميع البضائع والسلع ومن بينها اللوازم المدرسية حتى تكاد الأسر تتناسى أن المدارس على أبوابها وتتمنى ألا يطلب أبنائها الذهاب إلى الأسواق وهذا ما يزيد من أعباء الأسرة التي لديها أكثر من طالب.

وتابعت الأم: لدي طفلان في المرحلة الابتدائية، أستطيع أن اشتري لوازمهم من الحوانيت أو باعة الطريق وكما هناك من في المرحلة الإعدادية والثانوية يرفضون ذلك ويتوجهون نحو الماركات ويجارون الموضة ليثبتوا لأصدقائهم بأنهم على علم بكل التجديدات ويتباهون بذلك، و بالنسبة للأهل فهم في حيرة كيف سيأمنون هذه المبالغ لشراء قرطاسية أولادهم من أقلام ودفاتر وحقائب وخلافها.

وبدورها تحدثت هيفاء محمد علي ماموستا اللغة الكردية، لصحيفتنا قائلة: غالباً ما يحمل العام الدراسي الجديد الخوف والقلق للطلاب خاصة طلاب المراحل الدراسية الأولى، وينتقل خوفهم هذا إلى أفراد العائلة ليسود جو من التوتر والقلق في كل منزل، والأبناء الذين اعتادوا على السهر وعدم التقيد بأوقات معينة أو الالتزام بالواجبات المنزلية، بعد العطلة الصيفية عليهم أن يودعوا هذه الفوضى ويعودا أنفسهم على تنظيم وقتهم من جديد والتحضير للمقررات والواجبات المدرسية، فنجد أن الأمهات مشغولين جداً باستقبال العام الدراسي الجديد ومشغولين أيضاً في تحضير الطلبات التي قد يحتاجونها في العام الدراسي الجديد.

وتابعت: علينا أن نستقبل عامنا هذا بالجد والأمل كما علينا أن نحفز طلابنا بأن يجتهدوا ويتقنوا في نشاطاتهم المدرسية وواجباتهم، كما يتطلب منا نحن المعلمين أن نعلم تلامذتنا كيفية استغلال الوقت واستهلاكه بشكل جيد حتى لا يفوتهم أي من واجباتهم وتتراكم المهمات عليهم، وعلى الجميع احترام الوقت والنظام والعمل بالدقة والاتقان.

ويجب علينا أن نعلمهم احترام العلم والمعلم والتحلي بآداب العلم والمعرفة.

واختتمت ماموستا هيفاء محمد علي حديثها قائلة:

أتمنى التوفيق لجميع طلابنا وكذلك عام دراسي وفق الأسس المطلوبة للعملية التربوية التي تساعد على التفوق والنجاح المستمر.

تقرير: بارين قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى