تقاريرمانشيت

أستانا 13 والمتاجرة بكُثبان الأوهام

تُصرُّ الدول التي تجتمع في العاصمة الكازاخية نور سلطان أو ما تسمى الدول الضامنة على نَعْتِ مناطق شرق الفرات وشمال سوريا بالكيانات الجديدة وإلصاق تهمة الانفصال بالقوات التي تدير هذه المناطق.

يُذكر أن اجتماعاً عُقد في أستانا ضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران والذارع التركي ما يسمى بوفد المعارضة و وفدي لبنان والعراق بصفتهما مراقبين في 1/ 8/ 2019 على مدى يومين.

اختتم الاجتماع أعماله ببيان ختامي أعرب فيه المجتمعون عن رفضهم لمحاولات إقامة كيانات جديدة في الشمال السوري و وقوفهم ضد الحركات ذات النزاعات الانفصالية في شمال شرق سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب في إشارة إلى الإدارة الذاتية وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية؛ فيما لم يتطرق البيان للاحتلال التركي والممارسات التي تمارسها في الأراضي السورية والتغيير الديمغرافي الذي تجريه وتطال حتى البنية التحتية بتغيير الأسماء العربية والكردية إلى تركية في منبج واعزاز وجرابلس وعفرين.

يقول متابعون للاجتماعات التي جرت في أستانا أن وجود الوفد السوري كان صورياً وهو خارج اللعبة الدولية التي تحاك ضد سوريا وشعبها وأعربوا عن الصدمة تجاه هذا الصمت عن ممارسات الاحتلال التركي بدل أن يركِّزَ المجتمعون على اتهام مكون رئيسي من الشعب السوري بما لا يقبله المنطق وليس وارداً في كل ثقافته الفكرية والمجتمعية التي تدعو دائماً إلى وحدة سوريا أرضاً وشعباً والنابعة من مفهوم الأمة الديمقراطية

وأشار مراقبون إلى أن عدم ورود مسألة اللجنة الدستورية مؤشر على ترحيلها إلى زمن غير معروف حتى يتم التوافق على الحصص بين الدول الضامنة في سوريا وكيفية استخدامها في الضغط على الولايات المتحدة والقوى الحليفة لها في شمال شرق سوريا لمحاربة الإرهاب.

ولفَتَ بعض المحللين السياسيين إلى أن الدول المجتمعة في أستانا هي نفسها في صراع داخلي على الأجندات وأضافت في السياق أن إيران ليست على توافق تام مع روسيا بشأن العلاقة الوطيدة بينها وبين إسرائيل وخصوصاً في الهجمات والغارات التي تقوم بها الأخيرة على مواقع ومخازن أسلحة وذخيرة إيرانية تحت أعين الرادارات الروسية وصواريخها الــ إس 300

وفيما يتعلق بالعلاقة بين روسيا وتركيا فإن روسيا وعلى الرغم من أنها أتمت بيع صفقة الصواريخ لأنقرة ولكنها لا تأمن الجانب التركي وهي تنظر إليها على أنها قوة احتلال فيما لو دخلت إلى أية منطقة سورية سواء أكانت في شرقي الفرات أو غربه والدلائل على هذا الاحتلال ماثل أمام أنظار روسيا وكذلك الاختلافات في وجهات النظر كبيرة والمواقف متباينة بين الدول الثلاث فيما يخص بشرعية النظام السوري والقضايا الأخرى.

وأفادت بعض التحليلات أن اللقاءات في أستانا مسرحية عبثية لا نكهة لها رغم كثرة المُنكهات والتوابل المحلية والمستوردة المنتهية المدة والصلاحية، وهدفها التشويش على الحلول الحقيقية التي تكمن في الحوار السوري ــ السوري وبإشراك كل القوى الوطنية، وقرارات جنيف ذات الصلة.

وتختتم التحليلات تعقيبها على أستانا 13 قائلة: من المؤسف أن تجتمع هذه المتناقضات (الدول) وتتهم في بندها الأول من بيانها الختامي قوَّة ومكون أساسي من النسيج السوري بذوي النزعة الانفصالية وهو الذي يدعو منذ بداية الحرب في سوريا إلى وحدة التراب السوري وشعبه وعلى استعداد لمحاربة الإرهاب على كل بقعة من الأراضي السورية.

إعداد: آرتيش الحسيني  

زر الذهاب إلى الأعلى