تقاريرمانشيت

أزمة مياه الشرب.. هل أنت جزء من الحل؟

تعاني شمال شرق سوريا عموماً من أزمة في مياه الشرب خاصة في فصل الصيف وهذه المشكلة ليست بجديدة خاصة في إقليم الجزيرة مدينتي الحسكة وقامشلو.

هذه المشكلة تفاقمت مع النمو العمراني وازدياد عدد السكان بسبب النزوح والهجرة إليها من المناطق السورية الأخرى في السنوات الأخيرة من الأزمة، وأسباب أخرى متعلقة بنقص وشح المصادر المائية التي من شأنها تغذية الآبار والسدود بالرغم من مرور نهر الفرات في وسط سوريا إضافة إلى نهر دجلة الذي يشكل الحد الفاصل بين اقليم كردستان العراق وسوريا، بالطبع لسوريا الحق في الاستفادة من هذين النهرين الدوليين وفق الاتفاقات الدولية لكن الدولة التركية المتحكمة بهما تمارس سياسة أخرى” الابتزاز” في هذا الإطار تارة تهدد المنطقة بالفيضان وتارة أخرى تقطع المياه مسببة شح في المياه بشكلٍ عام. أما بالنسبة للمشاريع المائية فهي على حالها مجموعة من السدود والآبار التي تنخفض فيها منسوب المياه بشكلٍ كبير خاصة إذا كان الشتاء شحيحاً بالإمطار، ومع قدوم الصيف تبدأ أزمة المياه في العديد من الأحياء ويصبح التقنين وتخصيص ساعات الضخ  الحل الوحيد لهذه المشكلة إضافة إلى الصهاريج الخاصة التي تبيع المياه للمواطنين والتي تكون في غالب الأحيان غير معروفة المصدر وغير متوافقة مع المعايير والشروط المتعلقة بمياه الصالحة للشرب (مصدر المياه).

لقد واجهت هيئة البلديات ومنذ تأسيسها العديد من المشاكل المتعلقة بتأمين مياه الشرب خاصة فيما يتعلق بصيانة المحطات والمضخات وأنابيب الجر، لكنها استطاعت خلال فترة قصيرة  وبالرغم من ظروف الحرب والحصار أن تحُل أكثر من 80 % من مشاكل مياه الشرب وتأمينها للمواطن، وذلك ضمن الامكانات المتوافرة، ومع ذلك تبقى مشكلة انقطاع المياه وشحّها في فصل الصيف أحد أبرز المشكلات بالنسبة للمواطن ولمديرية المياه ومؤسساتها.

هذه السنة الأمطار كانت غزيرة وامتلأت السدود بالمياه كما وصل المخزون المائي في باطن الأرض إلى منسوب لا بأس به من المياه بعد شح الأمطار في السنوات السابقة؛ أيضاً إن مشكلة محطات الضخ والطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها قد حلت بشكلٍ شبه تام بالرغم من تعرضها لأعطال بين فترة وأخرى سواء أكان  العطل فني أو تقني.

في رصدنا لهذه المشكلة مجدداً تبيَّنَ لنا بأن أحياءً من مدينة قامشلو

( الكورنيش- السياحي- حي الموظفين – الحي الغربي) تعاني انقطاعاً  شبه متكرر في مياه الشرب بالرغم من  ساعات أو أيام التقنين الأمر الذي يدفع المواطنين إلى اللجوء لشراء ماء الشرب من صهاريج خاصة والتي لا يُعرف مصادر تعبئتها في الكثير من الأحيان إلى جانب تعرض المواطنين لحالات استغلالٍ من قبل بعض أصحاب هذه الصهاريج، و السهر حتى الصباح منتظراً صوت المياه آتياً من حنفيته ليسرع إلى الحصول على بعض الماء.

لجنة البلديات والبيئة التابعة للإدارة المحلية في إقليم الجزيرة نشرت على موقعها السبت 29 حزيران 2019أسباب انقطاع مياه الشرب عن عدد من أحياء المدينة والتي دامت لأكثر من شهر حسب ما ورد في التقرير.

قال فيه الرئيس المشترك للجنة مسعود يوسف: ” إن الاستهلاك العشوائي من قبل المواطن للمياه والكهرباء وذلك لتشغيل المكيفات بشكل متواصل وأيضا الاستهلاك الكبير من ناحية السقاية والهدر الكبير أسباب أدت إلى الضغط على الشبكات والانقطاع، والجدير بالذكر إن التلاعب في (سكورة) خطوط المياه بالمربع الأمني من قبل النظام السبب الأول للقطع في أحياء الكورنيش والغربية والسياحي”.

موضحاً بأن الحل الأمثل لهذه المناطق توصيل خطوط واصلة اسعافية من أقرب خطوط رئيسة بالأحياء الثلاثة والذي نعمل على تنفيذه قريباً، وهذا من خلال اجتماع مع مسؤولي الشبكات وسكور المحطات من قبل اللجنة”.

وذكر يوسف أن دوريات الضابطة من قبل البلديات تعمل على مدار 24 ساعة لضبط وترشيد استخدام المياه من قبل المواطن”.

 والجدير بالذكر هناك ثلاث محطات تغذّي مدينة قامشلو بمياه الشرب هي (الهلاليّة وجقجق والعويجة) إضافة لمحطة السفان الداعمة.

وفما يتعلق بتوزيع المياه بالصهاريج على الأحياء التي انقطعت فيها المياه فقد حملت البلدية على عاتقها تأمين مياه الشرب للمواطنين من خلال الصهاريج المخصصة لهذا الغرض مجاناً».

أما عن الصهاريج الخاصة التي تبيع المياه للمواطنين، فقد نوهت البلدية المواطنين أنه في حال الشك بعدم صلاحية مياه هذه الصهاريج، مراجعة البلدية، والتواصل مع الجهات المعنية من أجل الحفاظ على سلامتهم.

وأخيراً وليس آخراً على المواطن أن يكون جزءاً من منظومة الحفاظ على الماء وذلك من خلال تجنب أهم السلوكيات السلبية، واتباع أهم السلوكيات الإيجابية.

  • السلوكيات السلبية التي يجب اجتنابها في المنازل والمؤسسات والمطاعم:
  • ترك صنابير الماء مفتوحة في المنزل، أو المسجد، أو الكنيسة أو المدرسة، أو المؤسسات العامة أو الخاصة.
  • الإسراف في استخدام المياه في الغسيل والاستحمام والمطبخ…. إلى آخره.
  • الإسراف في غسل السيارات فوق ما تقتضي الضرورة.
  • ري الحدائق المنزلية بمياه الشرب مما يستنزف كمية كبيرة من المياه.-
  • رش الأرصفة والشارع  بمياه الشرب وهنا الهدر الأكبر.
  • ترك الأعطال المتعلقة بهدر الماء ( الصنابير، الفواشات، أنابيب، خزانات المياه) دون إصلاح.
  • السلوكيات الإيجابية التي يجب اتباعها:
  • ابدأ من نفسك ومن منزلك بالترشيد في استخدام المياه
  • لا تفتح صنبور الماء على آخره .
  • لا تترك صنبور الماء مفتوحًا أثناء الاستعمال.
  • نظف أسنانك باستعمال كوب ماء ثم الصنبور في الغسيل.
  • توضّأ بفتح الصنبور باعتدال.
  • تأكّد من عدم وجود أعطال أو تسريب للماء في منظومة المياه في منزلك أو المكان الذي تعمل فيه، وافحَص الحنفيّات والمواسير كل فترة وعدم إهمال إصلاحها.
  • غسل الخضروات والفاكهة باعتدال وعدم الإسراف في ذلك.
  • إمكانية الاستفادة من الماء المستخدم في غسيل الخضروات في ري الحديقة ونباتات المنزل.
  • اغْسل السيارة بالدّلو، وليس بالخرطوم.
  • لا تستخدم مياه الشرب لتنظيف الرصيف ورش الشارع .
  • إذا رأيت هدراً أو تسرباً للمياه في أي مكان بلِّغ عنها وكن مرشداً.
  • الترشيد في استخدام المياه في الحمام والغسيل بشكلٍ عام.

إعداد: دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى