الأخبارروجافاسورية

أحمد خوجة: صمت السلطة السورية يدل على أنها راضية عن التصعيد التركي

صعّدت الدولة الفاشية التركية المحتلة من هجماتها الاخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة في المناطق الحدودية وصولا الى منبج والشهباء عبر طائراتها المسيرة وقصفها العشوائي بضرب ابناء المنطقة من المدنيين والعاملين في مؤسسات الادارة الذاتية وقواتها العسكرية في ظل صمت القوى الضامنة لوقف اطلاق النار إضافة إلى الصمت المطبق على السلطة السورية في دمشق، وحول ذلك سـألنا عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “أحمد خوجة” الذي قال: تأتي الهجمات التركية والتصعيد العسكري غير المسبوق منذ احتلال عفرين بهدف زرع الخوف والترهيب بين أهالي المنطقة لتهجير السكان من قُراهم ومدنهم لحدوث التغيير الديمغرافي.

وأضاف “خوجة”: الدولة التركية مُصابة بفوبيا كلمة “الشعب الكردي” تاريخياً منذ عهد الامبراطورية العثمانية إلى اليوم الراهن، ولذلك نراها مستعدة للتنازل عن كل ما كانت تنادي به والانقلاب على حلفائها، الذين قتلوا ودمروا وسرقوا ونهبوا ممتلكات الشعب السوري، لضرب ونسف أي مشروع ديمقراطي يطالب بحقوق كافة الشعوب والمكونات يقوده الكرد في المنطقة.

وأوضح: تركيا تريد إعادة إحياء (الميثاق المللي) من جديد  بالاعتماد على الاسلام المتطرف، وهي ترى تناقض بين مصلحتها وما يجري من تغيرات في المنطقة وهنا ترى أن شيئاً من مصلحتها يتقاطع مع روسيا وإيران وسوريا لمحاربة الكرد بالرغم من الخلافات الموجودة بينهم. لذلك سارعت روسيا بجمع هذه القوى المتعددة في طهران في ١٩ الشهر الفائت وبحضور وزير خارجية سوريا فيصل المقداد في طهران بنفس التوقيت ثم اجتماع سوتشي بين بوتين وأردوغان.

وأفاد خوجة: بالرغم من التأكيدات الروسية والايرانية معاً بعدم السماح لتركيا باجتياح مناطق شمال وشرق سوريا برياً، لكن يبدو أن روسيا سمحت لتركيا بالهجوم جواً سواء من خلال الطائرات المسيرة أو الحربية والقصف المدفعي، وخاصة بُعيدَ القمة الأخيرة بين بوتين وأردوغان في موسكو، وأن زيادة وتيرة الهجمات والتصعيد يدل على الموافقة الضمنية لبوتين وإعطاء الضوء الأخضر لأردوغان لقيام بمثل هذه الهجمات، وذلك بهدف الضغط على “قسد” والإدارة الذاتية مستخدمة في ذلك الدولة التركية المستعدة أن تتنازل عن كل شيء في سبيل أن لا يحصل الكرد على حقوقهم.

وأشار خوجة إلى أن روسيا أيضاً تحاول الاستفادة من التصعيد العسكري التركي لإضعاف الإرادة المجتمعية لكافة المكونات التي ساهمت معاً في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا والسيطرة على المنطقة لنهب خيراتها وذلك تحت مسمى إعادتها لسيطرة النظام ووحدة الأراضي السورية، ومن المعروف أن روسيا عملت عقود طويلة الامد مع النظام السوري على الكثير من المنشآت والمفاصل الاقتصادية المهمة في سوريا.

وحول موقف سلطة دمشق من هذا التصعيد العسكري على شمال وشرق سوريا قال أحمد خوجة: السلطة الحاكمة في دمشق ليس في مقدورها الهجوم على مناطق الإدارة الذاتية والسيطرة عليها بسبب ما تملكه هذه المنطقة من قوة دفاعية وتنظيمية، وأصبحت هذه القوة بما تملكه رقماً صعباً في المعادلة السورية.

وأضاف: السلطة السورية أيضاً تريد ضرب هذه القوة بشكل غير مباشر وذلك عبر الدولة التركية الفاشية والاتفاقات الأمنية السرية والعلنية القديمة والجديدة بينهما، ولذلك تصمت أمام هذه الهجمات على المنطقة وهي بالأحرى راضية ضمناً عن هذه الهجمات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى