الأخباركاريكاتير

صالح مسلم: لن نسمح لأحد بالتضحية بنا، وقضية عفرين مسألة وجودية

في حوارٍ مع وكالة (ميزوبوتاميا) تطرٌق “صالح مسلم” عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إلى السياسة المتوقعة للإدارة الأمريكية الجديدة تجاه شمال وشرق سوريا قائلاً:

نعلم أن مسؤولي الإدارة الأمريكية الجديدة كانوا مهتمين بالمشكلة السورية في الماضي, وذلك ليس بمعايير شخصية, فهم ملزمون بقواعد مؤسسية وليس من المستبعد أن تصدر عنها قرارات مفاجئة مثل مواقف (ترامب), ولكننا نعتقد بأن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة ستفيد شعوب المنطقة, ونأمل أن تزداد لقاءاتنا مع ممثلي الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.

وحول اهتمام القائد (أوجلان) بروج آفا, أوضح مسلم بأن أوجلان  لم يبتعد عن المشاكل في سوريا والقضية الكردية في روج آفا, فهو بقي في سوريا لمدة 20 عاماً، وهو يعرف الناس فيها جيداً، (الكرد، العرب، والشعوب الأخرى), وليس غريباً أن يُبقي السيد أوجلان قضية روج آفا على جدول أعماله ويلفت الانتباه إليها, فهي جزء من أراضي الشعب الكردي، وروج آفا تقع في مركز الصراع, ويجب إنهاء مكاسب الفاشية التركية فيها لأنه إذا حققت تركيا الفاشية أهدافها في روج آفا فإن جميع الكرد سيتضررون, ففي مقاومة كوباني، جاء الشباب الكرد من جميع أجزاء  كردستان للقتال ضد داعش، وأصبحت كوباني رمزاً للوحدة الكردية,

وأضاف مسلم: تركيا تقوم بمهمة الحراسة في إيمرالي, وهناك قوى أخرى لا تزال ذات صلة, نظام إيمرالي هو مشكلة دولية, وعلى الكرد والشعوب الأخرى المقاومة.

وحول الدور التركي في ما يجري بمخيم الهول من جرائم, أوضح مسلم:

معظم عمليات تهريب عناصر وعائلات داعش من مخيم الهول تحدث بيد تركيا, وجميعهم يتم نقلهم إلى معسكرات في تركيا, وتستخدم تركيا منظمات الإغاثة الدولية العاملة في المخيم, كالهلال الأحمر والصليب الأحمر وغيرهما.

وأضاف:

العائلات والأطفال والرجال الذين يعيشون في مخيم هول ليسوا كلهم متورطين مع تنظيم داعش, وهناك عناصر من داعش في السجون بأماكن أخرى عددهم حوالي 12 ألف, وإذا ارتكب الرجال والنساء في المخيم جرائم فلا بد بالطبع من محاكمتهم لكننا نسعى إلى محاكم دولية  للمجرمين الحقيقيين (أعضاء داعش).

وحول الأوضاع في المدن التي احتلتها تركيا (عفرين, سري كانيه, كري سبي), قال مسلم:

تركيا تقيم المعسكرات وتنظم أفراد الجماعات المرتزقة التابعة لها, وتقوم بتدريبهم في (عفرين وكري سبي وسري كانيه), ثم ترسلهم إلى ليبيا وأذربيجان وأماكن أخرى, كما أنها تقوم بتوطين عائلات داعش في منازل النازحين, والهدف هو تغيير التركيبة السكانية هناك, إنهم يهجّرون أبناء المنطقة ويوطنون الآخرين في مكانهم, ويقومون بتهديد واختطاف واعتقال السكان القلائل المتبقين, ويفعلون أشياء قبيحة مثل القتل والخطف والاغتصاب, ورغم ذلك فإن القوات التركية تغلق المناطق المحتلة بوجه العالم الخارجي, وتمنع منظمات حقوق الإنسان والصحفيين من الوصول إلى أي شخص هناك, وما يحدث في المناطق المحتلة مجهول بالنسبة للعالم.

وتحدث صالح مسلم عن المفاوضات الكردية في سوريا قائلاً:

المفاوضات مستمرة بوساطة قيادة قوات سوريا الديمقراطية ونائب المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا, ومع وصول الإدارة الجديدة للولايات المتحدة تغير الممثل المسؤول، وقد أجرى الممثل الأمريكي الذي وصل حديثًاً محادثات مع الجانبين مرة أخرى, وستبدأ المحادثات مرة أخرى قريباً, لم ينسحب أي من الجانبين من المحادثات التي ستبدأ في الأيام القادمة.

وحول نتائج هذه المحادثات حتى الآن, قال مسلم:

لا تزال هناك العديد من القضايا التي لم يتم التطرق إليها, وهناك آراء سياسية مختلفة, نريد مناقشة وحل المشكلات واحدة تلو الأخرى, وحالياً تتم مناقشة كيفية انضمام ENKS للإدارة الذاتية, وهناك عقد اجتماعي بين الكرد والعرب والشعوب الأخرى, كل هذه الأمور تحتاج إلى إعادة النظر, بغض النظر عن المدة التي تستغرقها ستستمر المفاوضات, وأبرز الخلافات بين الطرفين هو التعليم والخدمة العسكرية ومن المتوقع أن تحدث مناقشات أكثر حول ذلك.

وعن أهمية تحقيق وحدة الصف الكردي في سوريا, أوضح مسلم بالقول:

إنها مسألة وجودية بالنسبة لنا, لطالما خدم التشتت الكردي الأعداء, ويتم استخدام الكرد ضد بعضهم البعض, إنها مشكلة أساسية بالنسبة لنا وتحتاج إلى حل, لذلك على الأطراف الكردية الجلوس والالتفاف حول بعض المبادئ, ولا ينبغي أن يقاتلوا بعضهم بعد الآن, وإذا تم الاتفاق على المبادئ الأساسية  فسوف يفيد ذلك الشعب الكردي في سوريا, وسيكون الموقف الكردي أقوى تجاه النظام السوري والمعارضة, وهي ستفيد شعوب المنطقة أيضاً.

وبالنسبة لسياسات الولايات المتحدة وروسيا في سوريا, قال مسلم:

نحن لم ندعو أياً من القوات الأجنبية إلى سوريا, وإنما مصالحهم هي التي جلبتهم إليها, وإذا كان الشعب السوري متحداً فيمكنه إخراج جميع القوات من سوريا, ولكن تركيا حالة مختلفة لأنها غزت سوريا واحتلت مناطق منها, أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي عضو وجزء من التحالف الدولي الذي تم تشكيله ضد داعش في إطار اتفاقيات 2014 ويضم 73 دولة, وهذه الدول لم تأتِ لكي تقضي على الكرد وتدمر الإدارة الذاتية  وتغيّر هيكلها الديمغرافي, فقط تركيا تفعل ذلك بطريقة مفتوحة, إنها معادية للكرد في كل مجال.

وتابع مسلم: نحن لسنا ضد مصالح أحد، ولكن إذا حاول فرض نفسه علينا فلن يحدث ذلك, لن نسمح لأحد بالتضحية بنا من أجل مصالحه الخاصة, ومن جهة أخرى كانت سياسات الولايات المتحدة مبنية على العلاقات الشخصية بين ترامب وأردوغان, وكانت قضية عفرين أيضاً صفقة بين الروس ونظام دمشق وتركيا, حيث تم تشكيل تحالف قذر على أساس مقايضة الغوطة بعفرين, واحتُلت عفرين وتم تغيير تركيبتها الديموغرافية, وهذه القوى تريد التضحية بنا من أجل مصالحها كل مرة, ولكن نحن لا نقبل هذا وسنقاومهم.

وحول مدى رِضا شعوب شمال وشرق سوريا عن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية, أوضح مسلم قائلاً:

يوجد في شمال وشرق سوريا كرد وعرب وسريان وشعوب أخرى, وفي حرب (كري سبي وسري كانيه) قاتل الشباب العربي في الخطوط الأمامية, وفي دير الزور وفي الرقة يدعم زعماء القبائل البارزون في المنطقة هذا النظام الديمقراطي, وقد أجرينا مباحثات مع النظام والروس لحماية الحدود من الاحتلال التركي، وتم استقدام بعض القوات من قبل النظام, واعتقدت روسيا والنظام بأن المنطقة ستعود إلى سيطرة النظام السوري, لكن لم يكن الأمر كذلك, فالقبائل والعشائر الكبرى قالت: لا نريد النظام ولا نريد الروس؛ إن مكونات المنطقة ترى في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية خلاصاً لهم في مستقبل سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى