حواراتمانشيت

إلهام أحمد تُقَيِّمُ أحداث العام 2017

قيّمت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد التطورات السياسية التي شهدتها الساحة السورية خلال عام، مؤكدةً أن انتخابات الكومينات والمجالس المحلية في شمال سوريا، وقصف التحالف الدولي للمطار السوري كان من أهم الأحداث التي جريت خلال عام 2017، مشيرة أن النظام إن لم يبدأ بالمفاوضات سوف يتحول تقسيم سوريا إلى واقعٍ مفروض.

وجاء ذلك خلال حوار أجرته وكالة أنباء هاوار مع الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “إلهام أحمد” عن التطورات السياسية التي شهدتها الساحة السورية بشكل عام خلال عام 2017.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقيّمون عام 2017 من الناحية السياسية وماهي أبرز الاحداث خلال العام؟

شهدت الساحة السورية تطورات كبيرة خلال عام 2017 أبرزها المؤتمرات التي عقدت في الشأن السوري؛ والتي لم تأتي منها أي نتيجة إلى جانب الحرب على مرتزقة داعش، حيث كانت قوات سوريا الديمقراطية القوة الأساسية التي حاربت المجموعات الإرهابية وأبرزها مرتزقة داعش، واستطاعت دحرها في مساحات واسعة من الأراضي السورية، وتم تحرير الملايين من السوريين من ظلم داعش إلى جانب أعادة الأعمار.

ضرب القوات الامريكية أو التحالف الدولي لمطار سوريا كان من أهم الأحداث التي حصلت خلال العام، حيث تعتبر الضربة الامريكية على المطار السوري نقطة تحول بالنسبة للسياسية الامريكية على الساحة السورية في مواجهة النظام الذي يحكم سوريا، ومع انتخاب رئاسة جديدة لأمريكا بدأت تظهر سياسات جديدة تخص الساحة السورية والشرق الأوسط بالكامل.

وفي ما يخص الوجود الروسي على الأراضي السورية أيضاً بدأوا بمحاربة مرتزقة داعش في بعض المناطق، إلى جانب محاربة الفصائل المسلحة في المناطق السورية الأخرى مثل حماة- حمص وبعض المناطق الأخرى، وأصبحت هذه المناطق الآن تحت سيطرة النظام، وذلك من خلال الاتفاقيات التي عقدت بين إيران وتركيا وروسيا، فمسألة الاتفاقيات كانت الجانب الأساسي التي دعمت بسط سيطرة النظام على بعض الأراضي السورية، وضرب المجموعات المسلحة فيها.

أما بالنسبة للشمال السوري فقد شهد بعض الأحداث المهمة منها الانتخابات التي جريت لرئاسة الكومينات وانتخابات المجالس المحلية في شمال سوريا، والتي وضعت اللمسات الأولى لبدء تنظيم المجتمع السوري، وبدء بخطوة جدية للتوجه نحو الحفاظ على الاستقرار والأمان في المنطقة، وبناء نموذج مهم في شكل حكم ذاتي لهذه المناطق، ومن المعقول أن يكون نموذج للمناطق السورية الأخرى.

كما عُقِدَ مؤتمر المرأة السورية؛ والذي يُعتبر من أهم الأحداث التي تخص النساء، فَعَقْدُ مؤتمر، وتأسيس مجلس المرأة السورية بمشاركة عدد من المنظمات والتنظيمات النسائية والشخصيات الوطنية المستقلة، وتشكيل كيان اجتماعي؛ يساهم في حل قضية المرأة.

تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش يعتبر الحلقة الأخيرة في قضية محاربة مرتزقة داعش عسكرياً، وكان تحرير مدينة الرقة من المرتزقة حدثاً تاريخياً عالمياً. فتحرير مدينة الرقة لم يكن حدثاً سورياً فقط بل كان حدثاً عالمياً، وكان يخص كافة دول العالم التي عانت وما تزال تعاني من خطر الإرهاب، فتحرير هذه المدينة التي كانت عاصمة مزعومة لداعش، والتي كانت قد حُوِّلَتْ من قبل المرتزقة إلى وكرٍ يهاجمون منها دول العالم وسوريا بشكل خاص، يُعْتَبَرُ نقطة تحولٍ في بناء سوريا ديمقراطية حرة اتحادية.

عُقِدَتْ الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، وكانت نتيجتها الفشل برأيكم ما هو سبب فشل تلك الاجتماعات؟

المؤتمرات الدولية التي عُقِدَتْ بشأن الملف السوري؛ انتهت بالفشل وبالأخص مؤتمر جنيف وآخرها جنيف 8 الذي انتهى أيضاً بالفشل  نتيجة أصرار الأطراف المشاركة في الاجتماع على نقاط لا تخص الشعب السوري، أنما نقاط تهم مصالح الطرفين، وترسيخ سلطتهما في سوريا، ولأن الصراع الدائم بين الأطراف هو صراع السلطة؛ كان من الطبيعي أقصاء الطرف الذي يحارب الإرهاب، ومن الطبيعي أن تفشل هذه المؤتمرات.

مؤتمر آستانا كان له بعض النتائج التي يمكن أن تسمى بالإيجابية وبعضها سلبية، حيث ساهم اجتماع استانا في خلق نوع من الاستقرار، وتخفيف الصراع في سوريا. لكن من ناحية أخرى فتح مجال لتدخل قوة إقليمية في سوريا لتسيطر على مساحات من الجغرافية السورية، وأبرزها كان التدخل التركي في الأراضي السورية وسيطرتها على نقاط ومراكز في إدلب وعلى الحدود الإدارية لعفرين.

إلى جانب ذلك فأن الاتفاقيات التي اجريت ستكون لها تداعيات سلبية جداً على مصير الشعب السوري في السنوات المقبلة؛ فالاتفاقيات السرية التي عقدت بين الفصائل المسلحة وجبهة النصرة وتركيا وايران كانت نتيجة لمؤتمر آستانا، لذلك يمكن القول أن جانباً بسيطاً من هذه النتائج كانت ايجابية؛ والتي تخصصت بخفض التوتر إلى جانب نتائج سلبية كبيرة جداً أدت إلى ترك مساحات واسعة من الجغرافية السورية لسيطرة ونفوذ دول إقليمية لها مصالح توسعية داخل الأراضي السورية، وبالتالي السيطرة على نظام الحكم والسلطة في كامل سوريا.

كيف تفسرون الاتفاقية التي اجريت بين روسيا وإيران وتركيا واحتلت تركيا بموجبها العديد من المناطق؟

الاتفاقيات التي عقدت بين الروس وإيران وتركيا هي نتيجة لمصالح تلك الدول، وليس لمصلحة الشعب السوري، ولم يكن لأيِّ سوريٍّ نصيب في كلِّ تلك الاتفاقيات، فالشعب السوري عانى كثيراً من تلك الاتفاقيات وتعرض للتشرد والهجرة وأيضاً تعرض للمجازر والقتل؛ حتى مورست في بعض المناطق السورية سياسة التغيير الديمغرافي، ويمكن أن تسمي نتائج الاتفاقيات نتائج سلبية، ولها تداعيات سياسية وإنسانية على الشعب السوري حالياً وفي المستقبل أيضاً.

ماذا بالسنبة للمناطق التي سميت باسم خفض التوتر أو خفض التصعيد؟

موضوع اتفاقية خفض التوتر كان نتيجتها تقسيم الأراضي السورية؛ تقسيم النفوذ السوري بين الدول الإقليمية والدولية، وهذا الواقع نراه اليوم بشكل واضح وصريح في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة في كل من الشمال السوري والداخل السوري أيضاً.

ماذا قدم مجلس سوريا الديمقراطية لحل الأزمة السورية بشكل عام وشمال سوريا بشكل خاص، وما الأعمال التي قمتم بها خلال العام؟

كمجلس سوريا الديمقراطية تبنينا هدف مشروع سوريا اتحادية، وساهمنا بشكل مباشر، وأشرفنا على إدارة وتشكيل إدارات مدنية للمناطق التي تم تحريرها من مرتزقة داعش؛ حيث قمنا بتنظيم مجلس مدينة منبج بعد تحريرها من مرتزقة داعش من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وبعدها قمنا بالأشراف بشكل مباشر على تأسيس مجلس الرقة والطبقة ومجلس دير الزور المدني، وحالياً نساهم في الإشراف على تلك المناطق، وعملية أعادة الأعمار، ومساعدة الأهالي في تلك المناطق، وهذا يعتبر جزءاً كلياً من مشروع سوريا.

سوريا الاتحادية تعتبر مشروعاً تبنيناه، ورأينا بأن واقع سوريا المجزأ والمقسم على شكل توزع نفوذ تابعة لدول إقليمية وبين فصائل ومجموعات مسلحة، لا بد أن يتم حلها عن طريق تبني مشروع يوحد كافة الأراضي السورية، ويوحد صفوف الشعب السوري، فمشروع سوريا الاتحادية يؤدي إلى توحيد هذه الجغرافية كما أنه يحافظ على التعددية والتنوع الثقافي الموجود، ويُعْتَبَرُ التنوع الثقافيَّ وأحياؤه وتطويره عبارةٌ عن نقطة قوة بالنسبة للمجتمع السوري، فكل ما كان التنوع قوياُ يعني أن المجتمع سيكون قوياً، وستكون سوريا موحدة قوية ديمقراطية تعددية لا مركزية؛ لذلك تبنينا هذا المشروع، وحاولنا بشكل دائم أن نكون في مفاوضات الحل، لكن القوى الدولية والإقليمية التي رفضت مشاركتنا في هكذا مؤتمرات أدت إلى فشلها باعتبار أننا نملك مشروعاً واضحاً كان بإمكاننا طرحه والمساهمة في الوصول إلى صياغة معينة للحل في سوريا، لكن عدم مشاركتنا فيه أدى إلى فشل كافة تلك المحادثات.

لحل الأزمة السورية؛ ولوقف الدماء أنتم كمجلس سوريا الديمقراطية ما هي الحلول التي تملكونها لتقديمها إلى الرأي العام، وكيف ستكون الإدارة وفق مشاريعكم؟

من خلال طرح خارطة الطريق كان من أهدافنا الأساسية وقف نزيف الدم، وبأن الحل في سوريا لا يمكن أن يأتي من خلال الحرب والقتال والحل العسكري بشكل كامل، أنما الحل يجب أن يكون سياسياً سلمياً ديمقراطياً؛ يتبنى مشروعاً ديمقراطياً تعددياً، وذلك من خلال الحوار ومن خلال قرار استرجاع سوريا للسوريين، وعندما يكون الحوار سوري- سوري بالتأكيد سيكون الحل موضوعياً أيضاً، وسيكون واقعياً. لكن عندما يفتقد السوريون لقرارهم الأساسي؛ يعني بأن الإرادة الدولية والإقليمية هي من ستتحكم بالقرار، وهي التي ستضع حدود وشكل الإدارة في سوريا.

بما أن الطرح أو القرار بيد القوة الإقليمية يعني بأن الحل سيكون مستبعداً، ويعني بأن الحرب سوف تستمر، ويعني أن الأزمة ستتعمق أكثر؛ لذلك عندما يكون القرار سورياً والإدارة سورية وطنية هذا يعني بأن الإمكانيات تتوفر بشكل أكبر، ويمكن للسوريين أن يتفهموا بين بعضهم البعض، وأن يتوافقوا على أطر ونماذج معينة للحل، هذا عندما تكون النقاشات حقيقية  سورية، ومن دونها لا يمكن أن توضع الحلول الجذرية بالنسبة للازمة السورية، حيث أن الحلول الترقيعية لا يمكنها أن تأتي بنهاية الأزمة؛ أنما تعتبر حلول سطحية ومؤقتة لا تعبر عن ألم وأمل الشعب السوري؛ وستكون بعيدة عن الواقع، ولن تتمكن من أن تنهي الحرب في سوريا، إنما ستكرر الحروب بأشكال وأساليب مختلفة ولمراحل متتالية.

ما هي نظرتكم للعام الجديد؟

نتمنى أن يكون العام الجديد عاماً للسلام والأمان على كامل الشعب السوري، وأن يكون عاماً لنهاية الحرب والقتال، وأن يكون عاماً لوضع الأسس والقواعد الأساسية لسوريا ديمقراطية، نظراً لفشل مؤتمر جنيف قد تستمر هكذا اجتماعات؛ وأن أستمرت عملية الأقصاء ستستمر عملية الفشل أيضاَ؛ أي أنه أما أن يقبل النظام البدء بالدخول في مفاوضات جدية حول الحل أو عكسه. أن أصر على نظامه وذهنيته وسياسته القديمة يعني أن سوريا المقسمة حالياً ستتحول إلى واقع مفروض وهذا ما لا نأمله.

ما نأمله هو البدء بوضع الأسس للتوجه نحو الحل، وغير ذلك قد يستمر الوضع بهذا الشكل، وتبدأ المناطق بإدارة نفسها بنفسها كما تفعله منذ أعوام، وستستمر على هذه الحالة إلى حين التوافق على نقاط أساسية في السنوات المقبلة فقد تستمر لخمسة أعوام أو أكثر.

كلمة تودون توجيهها للسوريين بشكل عام؟

التوجه نحو عقد مؤتمر شعوب شامل هي من أحد المهام الأساسية والضرورية التي تقع على عاتق كل السوريين الوطنيين الشرفاء؛ والذين يتحملون مسؤولية صفاتهم الأساسية، والذين يدعون بأنهم معارضة ويدعون بأنهم ديمقراطيون واشتراكيون، فالدفاع عن سوريا واجب على الجميع، والتوجه نحو بناء نظام حكم تعددي لا مركزي؛ يُعْتَبَرُ أيضاً من المبادئ الأساسية التي من الضروري أن يتبناها كل وطني صاحب ضمير.

وأتوجه إلى كافة السوريين بالمعارضة وبالمؤيدين للحكم؛ بأن نعمل على مشروع موحد يسعى ويساهم في حل الأزمة، واسترداد القرار السوري، والوصول إلى نتائج مهمة فيما يخص الحل، لهذا نناشد الراغبين على العمل الوطني؛ بالعمل المشترك، والدخول في حوارات معمقة أينما كانت فلتكن، وضمن أي أطارٍ فليكن؛ فنحن كمجلس سوريا الديمقراطية جاهزون للدخول إلى حوارات معمقة للنقاش حول كافة التفاصيل التي تخص مستقبل الشعب السوري ويخص وطننا سوريا أيضاً.

ANHA

زر الذهاب إلى الأعلى