هدد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو رئيس بلدية إسطنبول الجديد وعضو حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلوبسبب الزيارة التي أجراها لرؤساء البلديات الكرد المعزولين.
قال سليمان صويلو موجهاً كلامه لإمام أوغلو: “أقولها من هنا: قم بعملك، لك مكانة فوق رؤوسنا، ولكن إذا شغلت نفسك بأشياء أخرى غير عملك، سنجعلك تندم”، وهذه التصريحات قوبلت باستياء كبير من قبل الأوساط السياسية والإعلام الاجتماعي.
جاءت تصريحات وزير الداخلية سليمان صويلو خلال مشاركته في اجتماع التقييم الخاص بالهجرة غير المنظمة الذي عقد في مدينة بورصا القريبة من إسطنبول.
صويلو لم يذكر اسم إمام أوغلو صراحة، ولكنه انتقد الزيارة التي أجراها لرؤساء البلديات الكرد المعزولين ولقائه بهم في مدينة ديار بكر، قائلًا: “هل أنتم سعداء الآن برؤية علم تركيا ذي الهلال والنجمة يخرج من بلدية ديار بكر والبلديات الأخرى؟ لقد رأينا أنواعاً كثيرة من استثمار رمز أتاتورك في هذا البلد. ولكن لم نصادف استغلاله في الإرهاب من قبل”.
وتأتي هذه التهديدات باشارة جديدة لممارسات حكومة العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان اللاشرعية والخارجة على القانون، والتي من شأنها أن تضع تركيا أمام خيارات أكثرها تفاؤلاً تعني ارساء الديكتاتورية واسكات الأصوات المعارضة.
هذه التصريحات “التهديدات” لإمام اوغلو بسبب زيارته لرؤساء البلديات الكرد المقالين تعسفاً أثارت تساؤلات حول ما إذا كان نظام أردوغان يخطط لعزل رؤساء البلديات المعارضة الأخرى أيضاً، مثل إسطنبول وأنقرة، كما عزل رؤساء البلديات الكرد وعين بدلاً منهم أوصياء تابعين للحزب الحاكم.
وانتقد إكرام إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول هذه الخطوة ووصفها بأنها غير قانونية وتتعارض مع الديمقراطية وطلب العدول عنها. وكان إمام أوغلو قد ألحق بأردوغان أكبر هزيمة فى تاريخه السياسى عندما هزم حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات المحلية فى يونيو.
وزار إمام أوغلو،العضو فى حزب الشعب الجمهورى الذى دعمه حزب الشعوب الديمقراطى في انتخابات يونيو، فى مطلع الأسبوع بلدة ديار بكر الكردية للقاء اثنين من رؤساء البلديات المطاح بهم.
ويتهم أردوغان وحكومته حزب الشعب الجمهوري بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني المصنف بجماعة إرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وينفي حزب الشعب الجمهوري وجود هذه الصلات.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو متحدثا في إقليم بورصة في شمال شرق البلاد إن عزل رؤساء البلديات الثلاثة الذين انتخبوا في أواخر مارس تم فى إطار القانون.
وقال عن إمام أوغلو “جاهل. اعرف مكانك واعرف حدودك” وأضاف “هذا البلد يتعامل مع ذلك التنظيم الإرهابي منذ 40 عاما… إذا تدخلت في شؤون خارج اختصاصات عملك سندمرك”.
وجاءت هذه التصريحات بعد أسبوع من إعلان إمام أوغلو أن بلدية اسطنبول ألغت تحويل أكثر من 350 مليون ليرة (61 مليون دولار) لبعض المؤسسات التابعة لحزب العدالة والتنمية في أول خطوة يتخذها ضد أردوغان منذ انتخابه.
