بعد انتقاد هايكو ماس وزير الخارجية الالماني (SPD) للفكرة التي طرحتها وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور والداعية الى إنشاء منطقة آمنة تحت حماية دولية في شمال وشرق سوريا ومطالبة القوات التركية بالانسحاب الكامل ، ثم الزيارة التي قام هايكو ماس بها يوم امس السبت لتركيا وتجديد انتقاده لفكرة زميلته في الحكومة الوزيرة الألمانية ، اثار ماس موجة من الغضب ضد مواقفه في ألمانيا .
المواقف الغاضبة أبداها العديد من الوزراء وخاصة من الشريك الحاكم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) ، وزير الاقتصاد الاتحادي الألماني بيتر التماير قال لقد كان واضحاً منذ عقود ان السياسيين لا ينتقدون المعارضين ولا الحكومة من الخارج ، مشيراً بذلك الى موقف الوزير ماس والذي أعلنه من انقرة .
وزيرة التعليم الألمانية أنيا كارليتشيك قالت في تعليقها على ماس ، يتوقع الناس ان يتحد الائتلاف الحاكم في مواقفهم ، وخاصة في الخارج ، وهذا امر ضروري لالمانيا .
مسؤول السياسة الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي نوربرت روتن وصف ظهور ماس بهذا الشكل انها لحظة محرجة جداً في السياسة الخارجية الألمانية ، وصرح روتين لصحف مجموعة فونك الإعلامية ” تركيا تقوم بعملية غزو لسوريا في انتهاك واضح للقانون الدولي ، ووزير الخارجية الالماني يسافر الى تركيا لتأكيد ان إنشاء منطقة أمنية بموجب تفويض من الأمم المتحدة بدلا من الاحتلال فكرة ليست جيدة” .
طالب زعيم الحزب الديمقراطي الحر (FDP) المعارض كريستيان ليندنر بتدخل واضح وفوري للمستشارة وقال ان هذه المواقف تضر بالمصالح الألمانية ووصف موقف فرقاء الحكومة بحظيرة دواجن ، حسب ما كتبه على صفحته بتويتر . في حين وصف الكساندر جراف لامبسدورف مسؤول السياسة الخارجية في (FDP) بانه امر لا يصدق ان ينتقد وزير الخارجية وزيرة الدفاع في الخارج مع وزير غريب .
يذكر ان وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور قد أعلنت الأسبوع الماضي عن فكرة إنشاء منطقة آمنة دولية في شمال وشرق سوريا وانسحاب جميع القوات التركية ، وتم مناقشة هذه الفكرة مع وزراء الدفاع لدول حلف الناتو في بروكسل قبل يومين ، لكن الفكرة تعرضت لانتقادات من وزير الخارجية الألمانية لانه لم يتم نقاش الفكرة معهم وتم إعلامه عن طريق رسالة هاتفية .
