ثقافةمانشيت

هل يجب أن يكون الصحفي أخلاقياً؟؟؟

تقرير: مصطفى عبدو

هل حاولت أن تقارن بين تقرير بارع قدَّمه مراسل لصحيفة عالمية مع تقرير هزيل قدمه مراسل لصحيفة محلية أو شرق أوسطية؟ طبعاً ستجد هناك فوارق بين التقريرين إلى حدٍّ كبير ومن عدة نواحٍ؛ فالمراسل الأجنبي حتى لو كان تقريره يفتقر إلى المصداقية إلَا أنه يضع بين يديِّ القارئ تقريراً مفصلاً يجعل القارئ يندمج معه ويصدقه حتى لو كان في قرارة نفسه يدرك جيداً أن التقرير بعيد كل البعد عن الحقيقة, بينما المراسل في جرائدنا المحلية تراه يقدم تقريراً صحيحاً يعلم الجميع مدى مصداقيته كونه يحاكي الواقع المُعاش ومع ذلك لا يمكن الاندماج مع التقرير لافتقاره العديد من المقوِّمات التي تجعله يجذب انتباه القارئ.

إن مجتمعاتنا لا تزال محكومة بـ “العيب” و “الحرام” و “لا يصح هذا” ولم تتخط مجتمعاتنا قوانين الأخلاق والأعراف.

ربما كانت هذه المقدمة هامة للدخول إلى صلب موضوعنا وهو ما الذي يربط الصحافة بالأخلاق؟ وهل على الصحفي أن يكون أخلاقياً؟

الصحافة بطابعها الاجتماعي هي امتلاك العديد من المداخل للولوج إلى جوانب مختلفة من قطاعات الحياة الإنسانية, مع مراعاة جانب العامل الأخلاقي والمهني للصحفي؛ كما أن أهمية المسألة الأخلاقية للصحفي ترتبط بالمطالب الأخلاقية للمجتمعات من خلال الدفاع عن مصالح أفراد المجتمع وحقوقهم بما يتلاءم مع أخلاقهم والحفاظ على المعلومات عن الحياة الخاصة للأفراد والصحافة كما يكشف عن أهميتها بعضهم هي أنها “تعد الناس للناس” وطالما كانت مهمة الصحافة مرتبطة بالمسؤولية عن مصير المجتمع والوطن فأن نشاط الصحافة المهني يعتبر نشاط أخلاقي بامتياز.

وعن موقف الصحفي في المواضيع المرتبطة بواقع الحياة فأن موقف أي صحفي يمكن أن يظهر بجلاء من خلال التقرير الذي يعده أو من خلال المقالة التي يدونها.

أحياناً يدخل الصحفي في امتحان عليه الخروج منها بنجاح فمثلاً: ماذا سيكون موقف الصحفي عندما يطلب منه محدثه الحفاظ على الحديث بشكل سري أو شخصي “حديثي هذا ليس للصحافة والنشر”؟

مثل هذا الحديث يعود أمر نشره إلى الصحفي وليس المتحدث فالقرار لم يعد قرار المتحدث بل أصبح في يد الصحفي, لم يجبره الصحفي على الكلام والحديث فهو من بادر إلى الحديث فلماذا يُلزم الصحفي بالصمت؟

لا يخفى على أحد إنه موقف جد صعب ولكنه موقف يتكرر مراراً في وسط الصحافة, إن الوضع العاطفي والمعرفة الشخصية التي تسود بعض اللقاءات والحوارات يمكن أن تفرز معلومات ليست للنشر, هنا يأتي دور الأخلاق في الصحافة, مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأخلاق هي التي تحكم الصحافة وتحكم السياسة وغيرها في المجتمعات الشرقية.

المواطن الصحفي

إن انتشار وتداول التطبيقات والمنابر على الإنترنت أتاحت للمواطن القيام بدور الصحفي، خاصة مع انتشار أجهزة الهواتف الذكية المجهزة بكاميرات لالتقاط الصور وتسجيل الصوت وغيرها، الأمر الذي حوَّل الكثير من المواطنين إلى صحافيين يقومون بمهام الصحفي.

لكن مع غياب الدقة والموضوعية ووسط غياب تام للعقلانية؛ مما يثير ويفتح المجال لبعض الأسئلة: هل يمكن اعتماد المبادرة الذاتية لضبط وتنظيم ما ينشر على صفحات الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؟

وهل علينا أن نعزز المبادرات الذاتية “الصحفية” للمواطنين في وقت يمكن لأي شخص أن يكون صحفياً؟

تعقيب من المحرر:

الأخلاق يستلزم وجودها في كل نواحي الحياة وليس في الصحافة فقط؛ فإما أن تكون صاحب أخلاق في كل شيء أو تكون لا أخلاقياً.

والأخلاق مفهوم عام، فلا يعقل أن يكون الصحفي أخلاقياً في مهنته وغير أخلاقي في الحياة !!!

وقمة الأخلاق في الصحافة أن تنتصر لمواطن يقف في وجه الطُغاة والاحتلال والإرهاب أو تعرَّض للإهانة والذل، أو لهؤلاء الذين ضحوا بأجمل سنوات العمر وهم يسقون تراب الوطن بدمائهم ويحرسون البشر ويردون الأعداء على أعقابهم.

بالمحصلة: إن عدم وجود أخلاق صلبة ورادعة لدى الصحفي؛ يمكن أن يجعله مصدراً للشائعات والأكاذيب، وإذا ما تمتع بمهنية عالية فستكون أكاذيبه أيضاً متقنة ومُصاغة بإحكام وهنا تكون الكارثة.

زر الذهاب إلى الأعلى