الأخبارالعالممانشيت

هل ستعيد إسرائيل سياسة الـ “صفر مشاكل” لتركيا؟

بقلم: مصطفى عبدو

انهارت الليرة التركية إلى مستويات قياسية مؤخراً، بالرغم من كل ذلك يمضي أردوغان قدماً في سياساته، غير مبال بمخاطر ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والفقر..

يتوجّه أردوغان إلى المصالحة مع كل أعدائه ويقدّم لهم التنازلات باستثناء الداخل التركي ومتوجساً الانفتاح على الجيران (سوريا). 

يعلن أردوغان صراحة إن بلاده تعتزم التقرب تدريجيا من إسرائيل متأملاً منها أن تساعده بالعودة إلى سياسة “صفر مشاكل” مع المجتمع الدولي.

خطوات أردوغان هذه محفوفة بالمخاطر لأسباب عديدة منها امتعاض الشعوب التركية من السياسات الفاشلة لأردوغان وتوسع شعبية أحزاب المعارضة التركية على حساب حزب العدالة والتنمية مع تراجع سطوة الإسلام السياسي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية التركية.

في خطوة إسعافية، تقرّبت تركيا من الإمارات لكن هذا التقرب خيّب آمال الشعوب التركية لأنها لم تستطع إيقاف تدهور الليرة التركية، سوى أنه حقق إنجاز لأردوغان بإسكات سادات بكر عن نشر فيديوهات يكشف فيها فضائح حزب العدالة والتنمية الحاكم مدعومة بالوثائق، والذي كان يبثها من أبو ظبي وكذلك استلام تركيا لصندوق استِثماري إماراتي بقيمة 10 مليار دولار.

بالمقابل استغلت الإمارات الأزمة الاقتصادية في تركيا وحققت جلً مطالبها من هذا التقرب.

بالرغم من كل الأزمات التي يمر بها، يتشدد أردوغان في مواقفه، ويرفض كل الضغوطات عليه بما فيها الضغوطات الأمريكية والروسية، ولا يريد أي استقرار في المنطقة، فها هو يعتزم زيارة أبو ظبي في شباط المقبل، وهناك من يعتقد أن يتلوها زيارة إلى إسرائيل معتقداً بأنها ستكون(حبل نجاة له).. وبأنها ستساعده في العودة إلى سياسة “صفر مشاكل” وتحقق له اختراق في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية وإعادة تأهيله.

كل المؤشرات تجاه السياسة التركية سلبية وأحلام أردوغان وحزب العدالة والتنمية بدأت بالتآكل وديون تركيا بدأت بالتضخم ويستمر تقلص عدد الموالين له سواء من رجال الأعمال أو غيرهم، خاصة وأن الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية على الأبواب وربما ستجرى بشكل مبكر بسبب الضغوطات المستمرة للمعارضة بعدم انتظار موعد الانتخابات المقررة في حزيران 2023.

بالمحصلة، الأشهر القادمة ستكون صعبة، وحافلة بالمفاجآت السلبية بالنسبة لأردوغان وبالمفاجآت الإيجابية بالنسبة لشعوب تركيا والمنطقة سواء لجأ أردوغان إلى إسرائيل أو لا..

زر الذهاب إلى الأعلى