الأخبارمانشيت

هل الكرد مذنبون في انهيار سوريا؟

هل الكرد مذنبون في انهيار سوريا؟ قد يبدو هذا العنوان اتهامياً للوهلة الأولى، ولكن و على العكس من ذلك ينصف كاتب المقال الكرد ويبرؤهم من كل تلك الاتهامات التي تصدر من أطراف هي من دمرت سوريا وأوصلتها للحالة المزرية التي هي عليه الآن.
تحت العنوان أعلاه، كتب ستانيسلاف إيفانوف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، مقالا يبرئ فيه الكرد من تهم الانفصالية ومحاولة تدمير الدولة السورية.
وجاء في المقال: “تكثر في الآونة الأخيرة، اتهامات الكرد السوريين بالانفصالية وتدمير الدولة السورية. لكن سخف وخداع مثل هذه التأكيدات واضح”.
فلقد صرح قادة الكرد السوريين مرارا بأنهم ليسوا انفصاليين، ومستعدون دائما للحوار مع ممثلي السلطات السورية الحالية والمعارضة، حول مجموعة واسعة من المشاكل، بما في ذلك نظام الدولة المستقبلية في سوريا، لكن الانتظار لم يثمر.
وأضاف الكاتب “الجميع، الرئيس السوري بشار الأسد، ومعارضوه، يتجاهلون حقيقة وجود شعب كردي متمايز داخل سوريا: لقد أكد القادة العرب، مرارا، على عدم فدرلة الدولة السورية أو تشكيل حكم ذاتي في إطارها، وأبعدوا الوفود الكردية عن عملية التفاوض في جنيف وأستانا. كما أن أنقرة وطهران مع الحفاظ على الدولة السورية موحدة، وكل منهما يرى في نظام دمشق الحاكم دمية في يده.
وعن الموقف الروسي قال الكاتب :”وفي موسكو، يحاولون اتهام الكرد بإنشاء شبه دولة متخيلة في شمال شرق سوريا، على الرغم من أنه من المعروف جيدا متى وتحت أي ظروف فقدت حكومة الأسد السيطرة على هذه الأرض”.
ولم يغفل المقال دور الدول الاقليمية كتركيا وايران في تأزيم الوضع السوري وتعقيده حيث أشار الكاتب “يتم إنشاء أشباه الدول في سوريا من قبل آيات الله الإيرانيين والقوات التركية. ففيلق شيعي أجنبي قوامه حوالي مائة ألف جندي تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني يسيطر عملياً على الجزء الخاضع للأسد من سوريا، والذي لا يزال معظم سكانه في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة (تركيا ولبنان والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية، إلخ)، وقد أصبح نصف أراضي سوريا، في الواقع، جيبا شيعيا تابعا لإيران. هذا يسبب قلقا متزايدا لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية”.
وانتهى الكاتب في مقاله بتصور للحل في سوريا حيث قال: “إن انسحاب جميع الوحدات العسكرية الأجنبية من سوريا وإحلال قوات حفظ سلام تحت رعاية الأمم المتحدة محلها، إذا لزم الأمر، يمكن أن يوقف الحرب الأهلية في هذا البلد ويخلق ظروفاً لإحياء الدولة السورية داخل الحدود السابقة أو التعايش السلمي بين السوريين في الجيوب القائمة عمليا للجماعات الرئيسية للسكان (العرب السنة، العرب العلويون، الكرد). حدثت سوابق مماثلة في تاريخ البلد. فعلى سبيل المثال، في الأعوام 1923-1936، كانت هناك دولة علوية على أراضي الجمهورية العربية السورية الحالية وكانت عاصمتها اللاذقية”.

زر الذهاب إلى الأعلى