الأخبارمانشيت

عفرين تُنتهك وتُباد عن سبق إصرار وتخطيط

تواصل الفصائل المسلحة التابعة لتركيا في مدينة عفرين سياستها التعسفية تجاه الأهالي لإجبارهم على الخروج منها وتوطين مسلحي الفصائل الموالية لتركيا بدلاً عنهم، فما الذنب الذي ارتكبته عفرين حتى تُباد وتنتهك بسبق الإصرار والتخطيط أمام صمتٍ عالمي ومنظمات المجتمع الدولي؟!. عفرين تتعرض وببطء لهكذا جينوسايد، ألهذه الدرجة أصبحت عفرين يتيمة تبرأ منها العالم والإنسانية أجمع وتركها بين مخالب وأنياب الوحوش الضارية من الجيش التركي ومرتزقته؟؟، فمارست أبشع الجرائم بحق أهاليها من عمليات قتل وتهجير ونهب وسلب واغتصاب وتعذيب وخطف، ومؤخراً عملت حكومة أنقرة برعاية أردوغان على بناء الجدار العازل بهدف اقتطاع عفرين وفصلها عن جغرافية الأراضي السورية، فقامت جرَّافات الجيش التركي باقتلاع المئات من أشجار الزيتون, وجرف الأراضي وهدم المنازل لبناء الجدار العازل بغية محو هويتها، وتمهيداً لضمها إلى الأراضي التركية وإعادة سيناريو لواء اسكندرون متذرعة بحجج أمنية واهية وغير صحيحة، والتي تتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي.

تسعى تركيا لإحداث تغيير ديموغرافي في عفرين، ففي ولاية هاتاي يتم تسجيل السوريين المتواجدين فيها وهم من سكان الغوطة وغيرها، على أنهم من عفرين، بهدف تغيير نسبة سكان الكرد بالمدينة إلى المستويات الدنيا، إلى جانب العمل على فتح طريق بين عفرين ولواء إسكندرون، هذا ما يبرز أطماع تركيا الكبيرة وراء قضية عفرين، لذا فأن مرتزقة تركيا تقوم بتوطين الآلاف من العائلات النازحة من إدلب وريف حماة الشمالي في عفرين، كما فعلت من قبل مع نازحي الغوطة، هذا وقامت مرتزقة فصيل “العمشات” بالاستيلاء على 35 منزلاً بعد تهجير سكانها منها في قرية قرمتلق وقرى أخرى تابعة لناحية “شيه” في عفرين وإسكان الفارين من مسلحيها بل تقديم كل المساعدات المادية والمعنوية لهم، كما قام جيش الاحتلال التركي بالاتفاق مع الروس بتوطين 200 عائلة في ناحية “جنديرس وشيه”، ومنذ احتلال الجيش التركي ومرتزقته عفرين لم تتوقف عمليات تتريك المنطقة، وفرض تعليم اللغة التركية على المستوطنين.

وفي السياق ذاته ذكر نشطاء محليون إن مرتزقة تركيا جلبت أكثر من 30 عائلة نازحة من منطقة سهل الغاب بريف إدلب إلى قرية “كيل إيبو” في ناحية معبطلي وقامت بتوطينهم في منازل مهجري عفرين، إضافة إلى إنشاء مخيمات عشوائية بين الأراضي الزراعية وآخرين تشاركوا منازل أهالي عفرين بالقوة، فيما حولت عدد من المنازل إلى مقار وثكنات عسكرية تابعة للاحتلال التركي واستقدمت مرتزقة تركيا عوائِل تركمانية من مدينة إعزاز وقدمت لهم منازِل سكنية في قرية “قرنة” التابعة لناحية بلبله، وقرية “باسوفاني” التابعة لناحية شيراوا.

وفي خطوة أخرى ولترسيخ التغيير الديمغرافي الذي تسعى إليه تركيا؛ تقوم المرتزقة الفارين من إدلب بإجبار فتيات من عفرين بالزواج منهم وفي حال رفضهنّ أو رفض ذويهم هذا الزواج تتعرض العائلة لضغوط وممارسات تعسفية ونهب ممتلكاتهم وقتلهم في أكثر الأحيان، كل هذه الأعمال تدل على ما تخفيه تركيا من سياساتها التوسعية تجاه المنطقة، وما تهديداتها بين الحين والآخر باجتياح مناطق شرق الفرات إلّا لإثبات نواياها تجاه شعوب المنطقة ورفضها للمشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية لمناطق شمال وشرق سوريا.

 إعداد: بارين قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى