حواراتمانشيت

هكذا تكلم صالح مسلم لـ الشمس نيوز

في حوار شفاف للصحفي المصري محسن عوض الله، لموقع الشمس نيوز الذي يديره، مع عضو الهيئة الرئاسية المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD صالح مسلم، حول القضايا الساخنة والملحة على ساحة روج آفا وشمال وشرق سوريا، والوضع السياسي في سوريا عموماً، وكذلك حول توزع خارطة النفوذ السياسي للقوى الدولية ودورها في حل الأزمة السورية. هكذا تكلم مسلم:

الحلم الكردي وجدية تحقيقه

الوحدة الكردية أو وحدة الصف الكردي هو حلم المجتمع الكردي وكل كردي نظراً للنتائج السلبية للتشتت السياسي على المجتمع الكردي أولاً وعلى جميع المجتمعات المتعايشة معه. لذا فإن أي جهد يبذل من أي جهة يلقى ترحيباً كبيراً بين المجتمع الكردي، وهذا ما حدث بالنسبة للحوار الذي يجري مؤخراً في روجافا.

عندما تتقارب أطراف عديدة لكل منها أهدافها ومنهجها المختلف وتحاول التوصل إلى نقاط وأهداف مشتركة متوافق عليها تلبي تطلعات الجماهير فلا بد من النقاش والحوار الصريح الصبور، وهذا ما يجري الآن بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي. وقد تم التوافق على نقاط أساسية عديدة ولا زال هناك العديد من النقاط التي تتطلب النقاش والتوافق، ويبدو أن الطرفين مصممان على التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات أغلبية الشعب، والمراوحة الراهنة ناجمة عن الوسيطين وهما قوات سوريا الديموقراطية وممثل الولايات المتحدة الأميريكية. ففي الفترة الأخيرة أحيل ممثل الولايات المتحدة إلى التقاعد وجاء بديله والتقى جميع الأطراف وغادر ليعود قريباً، وفور عودته سيستمر الحوار ولا نعلم المدى الذي سيستغرقه ولا نتائجه، وكل ما نعرفه هو جدية الطرفين في الحوار.

زيارة أنكسي لقبور المرتزقة لن يقوض الحوار

زيارة ممثل المجلس الوطني الكردي التي جرت لمقابر المرتزقة والإجتماع مع العناصر التي تلطخت أياديها بالدم الكردي أمر مرفوض من جانب المجتمع الكردي عامة. وصرح بعض ممثلي المجلس لوسائل الإعلام أن ذلك كان ضمن وفد الإئتلاف الوطني السوري، ولكن لم يتم إستنكاره. ونحن نعلم ببعض أطراف المجلس التي لا تحبذ وحدة الصف الكردي، ولكني أعتقد أن ذلك لن يكون سبباً لتقويض الحوار الجاري.

تركيا المستفيدة وتعمل على تقويض الحوار

تركيا هي المستفيد الأكبر من التشتت الكردي وتعمل على التفرقة الكردية بشتى الوسائل منذ أيام الدولة العثمانية، بل تنزعج من لقاء الكردي بالكردي ولهذا هي تبذل قصارى جهودها لتقويض كل الحوارات الكردية سراً بالوسائل غير المشروعة وعلناً من خلال التهديد والتحايل لشد بعض الأطراف إلى جانبها. ولهذا هي لن ترضى بالحوار الجاري في روجافا وتحاول تقويضه، ونحن ندرك ذلك.

ليس عين عيسى فقط بل عين روج آفا

ما يجري مؤخراً من إعتداء على عين عيسى يأتي ضمن مخطط تركي شامل لتقويض الإدارة الذاتية الديموقراطية، فهي تستخدم بقايا داعش والجهاديين الذين جلبتهم من شتى أصقاع الأرض وتنظمهم وتزودهم بالسلاح والعتاد وتستخدمهم حيثما تشاء والآن تستخدمهم في عين عيسى بالمؤازرة المباشرة من القوات التركية براً وجواً. والهدف هو توسيع إحتلالها قدر المستطاع، ليس في عين عيسى فقط بل كل روجافا والشمال السوري.

تركيا لم تلتزم بالاتفاقات

لايؤتمن جانب الفاشية التركية ورئيسها أردوغان، فهي لم تلتزم بما توافقت عليه مع الولايات ولا روسيا، ولم تلتزم بالهدنة طول الفترة الماضية، وكما قال جيفري أردوغان لا يمكن ردعه إلا بالعين الحمراء، ولهذا علينا أن نكون مستعدين لكل الإحتمالات، فهو إن وجد الفرصة فلن يتردد في مزيد من الاحتلال.

التواصل مع بايدن

لم ينته إلى علمنا حدوث أي تواصل بين مجلس سوريا الديمقراطية والرئيس المنتخب بايدن، ولا أعتقد بحدوثه.

سياسة واقعية بدون انحناءات حادة

أعتقد أن السياسة الأميريكية العامة نحو سوريا لن تتغير، ولكن ستتخلص من القرارات الفجائية والإنحاءات الحادة التي تميزت بها الرئاسة السابقة، إضافة إلى الخبرة المديدة المتوفرة لدى بايدن وفريقه بشؤون وحقائق الشرق الأوسط وسوريا خاصة، ولهذا يمكننا توقع سياسة أكثر واقعية وتفهماً لحقائق العقدة السورية وخفاياها.  

الديمقراطية الجذرية هي الحل في سوريا

روجافا ضمن الإدارة الذاتية الديموقراطية أي المشروع الذي نعتقد أنه سيكون نموذج الحل السياسي في سوريا، ولهذا فإن مستقبل روجافا مرتبط بالحل السياسي النهائي في سوريا، حيث الديموقراطية الجذرية والعيش المشترك مع المكونات وحرية المرأة والشبيبة. ونحن نبذل كل ما نستطيع للوصول إلى ذلك، حيث لا بديل عن ذلك.

النظام واصراره للعودة لما قبل 2011

كانت هناك حوارات مع دمشق ولكنها توقفت منذ آذار الماضي بسبب تذرع النظام قائلاً : هذه المواضيع ليست من أولوياتنا في الوقت الراهن. ولكن التصريحات الإعلامية من مسؤولي النظام لا تبشر بالخير ، وتدل على إصرار النظام على العودة إلى ما قبل 2011 .

الادارة الذاتية لم تقبل بما يريد الروس فرضه

منذ أن تدخل الروس في سوريا أواخر 2015 أعلنوا بأنهم جاؤوا لإنقاذ النظام وهذا ما فعلوه ولا زالوا ملتزمين بهذا الهدف، من جانبنا عقدنا آمالاً على التدخل الروسي لإحداث توازن في معادلة القوى الموجودة على الساحة السورية، وخلال لقاءاتنا ذكروا معقولية مشروعنا، ولكن على أرض الواقع تميزت مواقفهم بمنتهى البراغماتية من حيث العقود المتعلقة باستثمار الموارد السورية على المدى الطويل مع النظام السوري. بينما الإدارة الذاتية الديموقراطية لم تقبل بما يحاول الروس فرضه.

الادارة الذاتية رفضت خياري الروس

منذ الاحتلال التركي لمنطقتي رأس العين وتل أبيض حدث تفاهم بين الطرف الروسي وقوات سوريا الديموقراطية يسمح بتواجد قوات روسية وسورية على خطوط التماس بين قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من جانب وقوات سوريا الديموقراطية من الجانب الآخر أي هدنة بضمانة روسية بناء على الاتفاق الذي حدت بين الروس والأتراك في سوتشي ولكن الطرف التركي لم يلتزم به، ولم تنقطع الإعتداءات التركية يوماً واحداً على خطوط التماس بهدف ترويع السكان المدنيين وإفراغ تلك المناطق تمهيداً لإحتلالها وإجراء التغيير الديموغرافي عندما تجد الفرصة المناسبة، والإعتداءات التركية الأخيرة تأتي ضمن هذا الإطار. علماً أن القصف التركي استهدف مواقع القوات السورية أحياناً وقتل وجرح بعض العناصر، وفي القصف الأخير وقعت بعض القذائف على بعد أمتار من مواقع الروس. وما قاله الروس : الأتراك جادون في محاولتهم، أنتم أمام خيارين أما أن تواجهوا الهجمة التركية أو تتركوا المدينة للنظام. بينما الإدارة رفضت ولا زالت المواجهات مستمرة.

الانتاج المحلي بديلاً لسلال الغذاء

لا أعلم تماماً ما قصده مظلوم بقوله هذا ولكن أعتقد أنه يقصد الجانب الاقتصادي والإنتاج المحلي من المواد الأساسية، فمن المعلوم أن كثيراً من المناطق السورية تعتمد على المعونات والهبات التي تأتي من الخارج عن طريق المنظمات غير الحكومية على شكل سلال الغذاء والمواد الصحية. بينما نحن كنا تحت الحصار.

يمكن النظر في أمر الحوار مع تركيا إذا ما خرجت من المناطق المحتلة

نحن لا نعادي شعوب تركيا من ترك وكرد وعرب وأرمن وكافة المكونات في تركيا، ونرى أن الفاشية القائمة على شكل إئتلاف متمثل في حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وعصابات أرغنكون والمافيا التركية متسلطة على رقاب مكونات تركيا وتشكل خطراً على مكونات تركيا والجيران بل والعالم أجمع. أما التفاوض مع أردوغان بعدوانيته هذه وبسياساته التوسعية أمر مستحيل، أما إذا تخلى عن ذلك وجنح للسلام وخرج من المناطق المحتلة فيمكن النظر في الأمر.

الادارة الذاتية شأن داخلي سوري

تركيا هي العقبة أمام الحل السوري منذ صدور القرار 2254 فهي تقول : إما أن يحقق الحل أطماعي في سوريا أو لا حل، ثم تمضي في تطبيق سياساتها التوسعية. هذه الحقيقة باتت مكشوفة لكل الأطراف المعنية بالأزمة السورية. ونحن لا نطلب إعترافاً منفصلاً بالإدارة الذاتية التي هي شأن داخلي سوري، ويكفي أن لا تعيق الحل السوري الذي يقرره السوريون لوطنهم، عندها يمكن أن تعود العلاقات الطبيعية بين البلدين الجارين.

ليس لدينا علم بتشكيل هكذا منصة منفصلة

ليس لدينا علم بتشكيل هكذا منصة منفصلة، وإنما نحن كمكونات شمال شرق سوريا وكحزب شاركنا في كافة الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سوري، بما في ذلك منصات القاهرة وموسكو وكافة المؤتمرات، وبقدرة قادر جرى إبعادنا عن المشاركة في الإئتلاف أو اللجنة الدستورية، وقلنا مراراً نحن لن نلتزم بأي قرارات أو تفاهمات لا نشارك فيها. ويبدو أن بعض الأطراف اقتنعت بأن الحل من دون الإدارة الذاتية الديموقراطية سيكون ناقصاً وباتت تبحث عن سبل ضمنا إلى تلك المحافل دون إغضاب بعض الأطراف. ولكن ليس من شيء تحقق على الأرض حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى