الأخبارمانشيت

منظمة حقوقية تنشر تقريراً مفصلاً حول سرقة زيت زيتون عفرين من قبل تركيا

قالت منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا، في تقرير لها إن زيتون عفرين تحوّل إلى “مصدر دخل” للمرتزقة التي يُطلق عليها ما يسمَّى (الجيش الوطني) برعاية تركية من خلال بيعها في الأسواق العالمية بأسماء تركية.

وجاء في تقرير المنظمة:

إن سهول منطقة عفرين السورية الخصبة وجبالها هي الأرض التي تنتج أحد أفضل أنواع زيت الزيتون في سوريا ويمثل ذلك 70 في المئة من دخل أبناء المنطقة ذات الغالبية الكردية، وتحولت أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها في عفرين 18 مليون شجرة إلى مصدر دخل لفصائل المعارضة السورية ولتركيا منذ احتلالها للمنطقة في عام 2018.

وأطلقت تركيا في 20 يناير/ كانون الثاني 2018 عملية سمتها ب “غصن الزيتون” العسكرية للسيطرة على عفرين

بالتعاون مع مقاتلي المعارضة السورية، وكان الزيتون أول ضحايا هذه العملية.

فقد استولت هذه الجماعات على جزء كبير من محصول الزيتون بقوة السلاح وقامت ببيعه إلى التجار الأتراك بينما منعت القوات التركية والجماعات المسلحة إخراج الزيت من المنطقة مما أدى إلى تدهور الأسعار آنذاك بينما كان سعر الزيت مضاعفاً في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

وفي هذا السياق شوهد يوم الخميس تاريخ 30 نوفمبر الفائت انتشاراً أمنياً مكثفاً للحواجز العسكرية، بإشراف من الاستخبارات التركية في كل من مدينة عفرين وصولاً إلى ناحيتي جنديرس وشيه، سبقه اجتماع أمني بين مسؤولي الاستخبارات التركية من ولاية هاتاي مع المدعو “محمد الجاسم“ الملقب أبو عمشة، في مركز ناحية شيه، بغرض التمهيد لنقل تنكات الزيت من مدينة عفرين بما فيها جميع نواحي المنطقة إلى داخل الأراضي التركية عبر معبر حمام العسكري، بغرض التسويق و إعادة تصديرها إلى

الدول الأوربية بشهادة منشأ تركية، وقدِّر عدد الشاحنات التي دخلت المعبر، حسب مشاهدة أبناء القرى المجاورة، بأكثر من 18 شاحنة قاطرة من صباح يوم الخميس بتاريخ 30/11/2023 لغاية الساعة السادسة مساءً، على أن تتبعه دفعات أكبر عدداً من الشاحنات يومياً خلال شهر ديسمبر قبل رأس السنة الميلادية الجديدة.

وبالرجوع إلى تقارير إعلامية سابقة بهذا الخصوص، نقلت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية في عام 2019 عن نائب في البرلمان السويسري قوله: إن تركيا قامت بسرقة زيت الزيتون من سوريا وبيعه في الأسواق الأوروبية على أنه من إنتاج تركيا.

وقال النائب “برنارد غوهل“ في عفرين الواقعة تحت الاحتلال التركي تتعرض كروم الزيتون للتدمير من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية له، والزيت الذي سرقوه يتم بيعه إلى إسبانيا وعملية البيع مستمرة. وحسب موقع صحيفة بابليكو الاسبانية على الانترنت، فإن الحكومة التركية تستخدم عدداً من الشركات الوسيطة لتصدير الزيت الذي يتم الاستيلاء عليه من الفلاحين الأكراد في عفرين إلى إسبانيا.

ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها إن الزيت المنهوب يتم خلطه بالزيت التركي قبل أن يُصدَّر بأسماء وهمية وقدّر الموقع قيمة الزيت المنهوب من قبل تركيا من عفرين في 2019 بنحو 70 مليون يورو وربع ذلك المبلغ حصة الجماعات المسلحة المتمركزة في عفرين.

وقد أعترف وزير الزراعة التركي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين وبيعه.

وجاء اعتراف الوزير رداً على اتهام رئيس حزب الشعوب الديمقراطية لتركيا بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين.

وقال الوزير التركي خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019 “إننا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني”.

ونقل الصحفي التركي فهيم تاشتكين عن نائب لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في البرلمان قوله إن 50 ألف طن من زيت الزيتون في 2019 تم تهريبه من عفرين إلى تركيا.

وأكد ذلك النائب عن حزب الشعوب الديمقراطية نور الدين ماجين بقوله “إن المسلحين لم يكتفوا بتهريب 50 ألف طن من زيت الزيتون من عفرين بل قاموا بتدمير حقول الزيتون أيضا”.

الزيتون يمثل أكثر من 70 في المئة من دخل أبناء عفرين،

وتنتج عفرين ثلث انتاج سوريا من زيت الزيتون.

وبحسب الباحث الاقتصادي “جلانك عمر” أحد أبناء منطقة عفرين في حديث له لموقع BBC البريطانية في 2019، أن المنطقة أنتجت في ذلك العام 270 ألف طن من الزيتون وهو ما يمثل 30 في المئة من إنتاج سوريا.

وبلغت القيمة السوقية لهذا الإنتاج في ذلك العام حوالي 150 مليون دولار حسب تقديره ولم يحصل المزارعون سوى على ثلث هذا المبلغ، أما الآن سعره أكثر من ذلك بكثير في ظل ارتفاعه في الاسواق العالمية بحدود 300 مليون دولار وأشار الباحث عمر في حديثه للموقع الى أن التجار الذين يشترون الزيت من الفلاحين الأكراد يعملون تحت إشراف الجماعات المسلحة المنتشرة في عفرين والشراء يتم بنصف السعر السائد خارج عفرين ويقومون بنقل الزيت إلى تركيا مباشرة، ويتم إدخال قسم من هذا الزيت إلى المناطق الأخرى في سوريا عبر معابر حدودية مع تركيا تسطير عليها المعارضة.

وأدت عمليات تهريب زيت الزيتون والزيتون المستولى عليه في عفرين إلى تركيا إلى تراجع الأسعار في السوق التركية. فقد قالت الصحفية التركية “نورجان بايسال”: إنها تفاجأت برخص سعر الزيتون في مدينة ديار بكر شرقي تركيا ولدى الاستفسار من أحد الباعة عن سبب تراجع السعر من 15 ليرة تركية الى 5 في 2019، أوضح البائع أن هذا الزيتون مصدره منطقة عفرين وهناك تجار جملة أتراك يبيعونه للمتاجر بأسعار زهيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى