الأخبارالعالم

مقرر البرلمان الأوروبي: تركيا لديها مشكلة مع الديمقراطية لذلك فهي بعيدة عن معسكرنا

أعرب المقرر الدائم للبرلمان الأوروبي بشأن تركيا (ناتشو سانشيز أمور) عن انتقاد تاريخي قوي للحكومة التركية, حيث قال:

قدمت الحرب الروسية الأوكرانية الفرصة لتركيا من أجل تأكيد نفسها كلاعب أمني دولي مهم, وكانت محاولة تركيا للوساطة موضع ترحيب حتى لو فشلت, فاستغلت تركيا ذلك لتسريع القمع الداخلي وإسكات الانتقادات الخارجية في الوقت نفسه, وما تفعله تركيا هو تبديد لمصداقيتها الدولية الهزيلة أصلاً، وتعزيزٌ لصورتها السيئة، تعميقٌ لعزلتها, لذلك فمن المؤكد أن البرلمان الأوروبي لن يظل صامتاً في مواجهة الانتهاكات الجسيمة الأخيرة التي ارتكبتها الحكومة التركية.

وحول السياسة التركية إزاء الحرب الروسية الأوكرانية كونها عضو في حلف الناتو, أوضح (ناتشو) بالقول:

الدور الجيوسياسي التركي ليس واضحاً بأي حال من الأحوال في هذه المرحلة، فهو لم يقتصر فقط على عدم الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بل يسمح بصراحة لحكام الكرملين بالاستمتاع والاستثمار على السواحل التركية, وتم إصدار بطاقات ائتمان لآلاف المواطنين الروس, ناهيك عن الزيادة الهائلة في الرحلات الجوية بين روسيا وتركيا, والعبور الاعتيادي للسفن التجارية الروسية المدنية التي قد تحتوي على أسلحة عبر المضائق التركية، والمشاركة في عملية تصدير روسيا للحبوب من أوديسا الأوكرانية, فإذا تم أخذ هذه الإجراءات إجمالاً بعين الاعتبار، فإنها ترقى إلى مستوى يشبه إلى حد كبير نظاماً لتجاوز العقوبات الغربية المفروضة على روسيا, وإذا كانت هذه الحرب قد ميزت بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، فمن الواضح أن تركيا ليست في معسكرنا, ونموذج المجتمع الذي يقدمه أردوغان لتركيا هو النموذج الروسي, وأيضاً مع العمليات العسكرية في ناغورنو كاراباخ والعراق و سوريا، فإن تركيا بعيدة جداً عن معسكرنا.

وأضاف المقرر الأوروبي:

إنه لأمر مثير للسخرية أن تلقي تركيا محاضرات ومواعظ  للسويد بشأن التشريع السويدي لمكافحة الإرهاب, بالنظر إلى استخدام أردوغان لتشريعاته الخاصة بمكافحة الإرهاب, فإذا كانت هذه الحرب تشير بوضوح إلى الانقسام بين الحلفاء العسكريين والخصوم، فمن الواضح أن تركيا مع فيتو (الناتو) غير المسؤول ضد انضمام السويد وفنلندا للحلف، تقدم هدية مرغوبة إلى الكرملين, وتركيا ليس لديها مشكلة مع السويد أو فنلندا, تركيا لديها مشكلة مع الديمقراطية.

وتابع ناتشو:

هل تعتقد تركيا أن السويد وفنلندا سعداء بالانضمام إلى تحالف يضم بين أعضائه دولة تمتلك الصواريخ الروسية التي يمكن أن تستهدفهما نظرياً؟ أليس من السخرية أن تسمح تركيا لنفسها بإلقاء محاضرات ومواعظ على السويد حول التشريعات السويدية لمكافحة الإرهاب, خاصة عندما يكون هناك صخب عالمي حول استخدام تركيا لتشريعاتها الخاصة بمكافحة الإرهاب؟

ربما تضيع تركيا فرصتها قبل الأخيرة, ويجب إلقاء اللوم على هذه الحكومة التركية، وليس على المجتمع المدني التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى