الأخبارروجافامانشيت

مظلوم عبدي: التطبيع بين دمشق وأنقرة يعكس مصالح أنقرة

رغم وجود علاقات دائمة لم تنقطع بين دمشق وأنقرة حتى في أوج توتر العلاقات بين البلدين وخصوصاً العلاقات الاستخباراتية إلا أن التطورات الأخيرة في ملف العلاقة بين أنقرة ودمشق وما تحمله رسائل البلدين من مدلولات على صعيد التطبيع لاقى ردود فعل مختلفة اعلامياً وسياسياً وسيجلب معه اذا ما تم عواقب سيعاني منها الشعب السوري عموماً.
وفي هذا السياق أجرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية اليوم الثلاثاء/25 أكتوبر 2022، لقاء مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي تناول التطبيع بين أنقرة ودمشق ومواضيع متفرقة أخرى.

التطبيع يعكس مصالح أنقرة
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: ” في الواقع، العلاقات الأمنية مستمرة بين الجانبين منذ سنوات. الآن يتحدث الطرفان عن التطبيع الشامل. ووفق ما أعلنت الحكومة التركية، فإن التطبيع مشروط بترحيل اللاجئين السوريين وتقويض صيغة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وهناك من يتحدث عن نموذج المصالحات من أجل تحديد مصير الفصائل العسكرية العاملة تحت لواء الجيش التركي في المناطق المحتلة”.
وتابع عبدي: “نعتقد أن هذه المقاربة تعكس مصالح حكومة أنقرة، وتحمل معها مخاطر كبيرة على مستقبل السوريين وإرادتهم، كما أن نموذج «المصالحات» ليس إلا تكتيكاً مؤقتاً سرعان ما سيؤدي إلى انفجار القضايا مجدداً، كما نرى في درعا، على سبيل المثال. في العموم، التطبيع الذي يتحدثون عنه بعيد عن إنتاج حل سياسي جاد. لا يمكن معالجة معاناة السوريين بهذه الطريقة، خاصةً بعد سنوات طويلة من الحرب المدمرة”.

صفقة تركية سورية برعاية روسية
وعن احتمالية وجود صفقة بين دمشق وأنقرة برعاية روسية علّق عبدي قائلاً: ” نأخذ هذا الأمر على محمل الجِد، ونتخذ تدابيرنا حيال ذلك. لو تمّت تلك الصفقة، فستستهدف إرادة أهلنا الذين يحاربون الإرهاب منذ سنوات، ويدافعون عن الأراضي السورية بشجاعة. ناهيك عن أن مضمون الصفقة يستغل اللاجئين السوريين لحسابات سياسية.
وأضاف: “ينبغي أن نحذّر شعبنا السوري بكل مكوناته بوجوب الوقوف ضد هذه الصفقة؛ فهي تجذّر سياسة التدخلات التركية في شؤوننا الداخلية، وتجعل منها عنصر تأزيم دائم. إن كانت هناك صفقةٌ ما فينبغي لها أن تعكس إرادة السوريين وحدهم، من خلال إطلاق حوار سياسي مفتوح بين الفُرقاء السياسيين. وعلى الرغم من كل المصاعب، لا يزال مصير وطننا بأيدينا نحن. وبذلك فإننا كسوريين، سنقرر الصيغة التي تلائمنا، وليس من خلال الصفقات التي تتم على حساب شعبنا المكلوم والمضحِّي”.

على دمشق تغليب المصلحة الوطنية
وحول العلاقات الاستخباراتية بين دمشق وأنقرة واللقاء الذي جرى بين مدير الأمن الوطني اللواء علي مملوك ورئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان فيدان والتعاون الأمني بين الجانبين لاستهداف قسد أكد عبدي: ” كما قلنا، ثمة علاقات أمنية مستمرة. والآن، مع اقتراب الانتخابات التركية، بدأ الجانب التركي يخطو خطوات علنية. لا يجدر أن يدخل النظام السوري في مقايضاتٍ مثل هذه على حساب المواطنين السوريين، فضلاً عن أن «قوات سوريا الديمقراطية» تدافع، منذ سنوات، عن وحدة البلاد لصدّ التدخلات الخارجية من أجل صون السيادة السورية، ولا تزال تطارد فلول الإرهاب مع التحالف الدولي”.
وأضاف: “الإرهاب الذي نحاربه يهدد كل الأراضي السورية، ومن ثم تحمي قواتنا من خلال مكافحة الإرهاب كل المواطنين في دمشق وحلب ودرعا واللاذقية وغيرها من المحافظات السورية. إن وجود «قوات سوريا الديمقراطية» ضمانةٌ لوحدة البلاد ضد الإرهاب العالمي والتدخلات الخارجية السافرة. ينبغي على دمشق تغليب المصلحة الوطنية، ورفض الانجرار وراء حسابات سياسة ضيقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى