حواراتمانشيت

مصطفى: الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت بداية لتحرير المرأة

في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع هيفي مصطفى الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية في إقليم عفرين قالت: “نبارك الذكرى السنوية الرابعة لإعلان الإدارة الذاتية على عموم شعبنا في روج آفا وشعب سوريا؛ لأنها أصبحت مثالاً يحتذى به في المناطق المحررة حديثاً”.

وأضافت مصطفى “إن الإدارة الذاتية جاءت لمتطلبات الشعب ولملء الفراغ الحاصل بعد طرد المؤسسات التابعة للنظام السوري، فعند إعلانها بدأت بتقوية منظومتها الدفاعية وقواتها العسكرية الـYPG YPJ، بعد ذلك تم تأسيس قوات الأسايش لحماية الأمن والسلم الداخلي، وبعد ذلك استطعنا خلال فترة وجيزة أن نقوم بتأمين متطلبات الشعب الخدمية من الماء والغذاء وكذلك في مجال الصحة والزراعة والتعليم؛ هذه الإدارة أثبتت جدارتها ونظمت مؤسساتها فخسر من كان يراهن على فشلها”.

وتابعت مصطفى حديثها في السياق نفسه قائلة: “استطعنا أن نحمي مناطقنا أولاً، ونساهم في تحرير مناطق أخرى بناءً على نداء أهالي تلك المناطق، وتم تبادل الخبرات؛ كما ويعتبر حجر الأساس لمشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا”.

عند إعلان الإدارة الذاتية كان هناك 22 هيئة حسب المعوقات والمشاكل التي كانت تعرقل مسيرتنا؛ وكنا نجد الحلول المناسبة، ووجدنا أن تقليص الهيئات يخفف من البيروقراطية، وخلال العامين الماضين نحن نعمل في 15 هيئة كل هيئة تعمل في اختصاص معين، وكل هيئة لها دور في تطبيق استراتيجية الإدارة الذاتية وفق نهج الأمة الديمقراطية، شارك في هذه الإدارة كل مكونات روج آفا من كردها وعربها وسريانها.

وخلال مسيرة عمر الإدارة الذاتية قالت مصطفى: “إنه حصل ثورات داخل الثورة. كـ “الثورة العامة لحماية المنطقة، ومحاربة الإرهاب، ولكن الثورة في الداخل؛ هي الثورة الدفاعية؛ في مجال اللغة حققت قفزات نوعية، وخلال أربع سنوات وصلنا إلى مدارس واكاديميات؛ كل مكون يدرس بلغته الأم، وكل مكون يقبل المكون الآخر بخصوصيته بثقافته وبلغته في جميع المجالات”.

وأضافت “في بداية الأمر واجهنا صعوبات للتخلص من الذهنية القوموية؛ التي زرعت (الأنا) في الشخص، والتي كانت تعيش على خلق الفتن؛ لكن بالتدريب والاجتماعات والمزيد من الجهد استطعنا أن نكسر هذه الذهنية لدى الفرد الكردي والعربي والسرياني الآشوري، وهذه الثورة الذهنية التي ساعدتنا في تقبلنا الإقليمي والأهلي والدولي.

ولكن الحدث التاريخي هو تشكيل هيئة للمرأة ضمن الهيئات، ودائماً كانت المرأة في جميع الثورات تناضل وتضحي وتستشهد، لكن بعد انتهاء الثورة تعود إلى البيت خاوية اليدين، وتعود إلى لتسجن داخل أربعة جدران.

ما يميز ثورة روج آفا؛ هو دور المرأة في جميع الساحات، ووجدنا أننا طالما نقول ونطالب بالحرية والعدالة، لابد أن نتخلص من القرارات الفردية والذهنية الفردية، ولكي نستطيع زرع مفهوم الحياة التشاركية؛ طبقنا نظام الرئاسة المشتركة لكافة الهيئات، وتم خطو خطوات جبارة في كافة المجالات؛ على الصعيد التعليمي تم فتح معاهد وأول جامعة في روج آفا جامعة عفرين، وكل عام يزداد فرع من فروعها.

وعلى الصعيد الزراعي أفادت مصطفى لنا بالقول: “استطعنا أن نقدم حسب الإمكانات المتوفرة مع مراعاة وضع عفرين والحصار عليه؛ من مساعدة للمزارعين، وتقديم التسهيلات لهم ودعمهم بالمواد، والاستمرار في تشجيع الزراعة”.

ومن ناحية أخرى أضافت مصطفى “أنه تم فتح عدة مديريات لتلبية متطلبات المواطنين، وفي الهيئة المالية حدثت تطورات بدأنا بأعداد قليلة ثم تطورت وكبرت الأعداد، وأصبح لدينا في المالية مؤسسة ايداع أيضاً، وتم فتح أول بنك مصغر على مستوى روج آفا في عفرين، وتم توزيع ثمن شراء القمح على المزارعين بالشيكات، وخلال أربع أعوام أصبحت الإدارة الذاتية نموذجاً ناجحاً تعدت حدود روج آفا”.

وفي كلمة أخيرة اختتمت هيفي مصطفى حديثها بالقول: “الإدارة الذاتية في عفرين  تختلف عن الإدارات الأخرى؛ بسبب حصار عفرين، لكن إرادة الشعب ومقاومته وجغرافية عفرين وغناها الطبيعي ساعدها في كسر هذا الحصار، واستطعنا خلال فترة زمنية أن نقوم بمشاريع خدمية لتحصل عفرين على الاكتفاء الذاتي، وهنالك مشاريع جيدة من القطاع العام والخاص، وأصبحت منتجات عفرين يكتب عليها صنع في عفرين؛ منها الصابون والألبسة حالياً، والآن بعد القضاء على داعش في الرقة، ومقاومة كوباني قرب انتهاء الإرهاب من الشمال السوري.

القوى التي كانت تدعم الإرهاب وعلى رأسها حكومة AKP اضطرت بعد فشل جميع سياساتها الداخلية والخارجية إلى رفع القناع عن وجهها، وأن تهدد مقاطعة عفرين ليلاً نهاراً؛ منذ أربعة أشهر وتنفذ بعض من تهديدها على حدود المقاطعة.

أعدت الحوار: جوانا حسن

زر الذهاب إلى الأعلى