الأخبارمانشيت

مسلم يلقي كلمة في مؤتمر الحزب الحاكم في اليونان و لقاءاته الرسمية مستمرة

في إطار زيارته إلى اليونان و التي لاقت ترحيبا رسميا يتابع صالح مسلم الرئيس المشترك لقاءاته مع المسؤولين و الوزراء في الحكومة اليونانية, فقد التقى صالح مسلم الرئيس المشترك لحزبنا و الدكتور ابراهيم مسلم ممثل الحزب في اليونان اليوم السبت  15.10.2016  و بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء و وزير الخارجية اليوناني , التقى السيد بنايوتي كوروبليس وزير الداخلية اليوناني الذي أكد على تأييده و تضامنه لقضية الشعب الكردي حيث تعرف عليها منذ ابدراية التسعينات من القرن الماضي و قد رحب الوزير اليوناني بوفد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD معبراً عن سعادته بهذا اللقاء, كما و التقى كل من صالح مسلم و ابراهيم مسلم قسم العلاقات في حزب سيرزا اجتماعا. خاصا. مع السيد صالح مسلم حضره جميع مسؤلي العلاقات الخارجية في حزب سيرزا واللجنة الإعلامية للحزب تحدث صالح مسلم عن روجاف وسوريا وسبل الحل ،كذلك التقى وفد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي يشارك في المؤتمر العالم لحزب سيريزا الحاكم في اليونان الذي يستمر لليوم الثالث على التوالي .
ألى ذلك القى اليوم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD صالح مسلم كلمة الحزب في المؤتمر وسط ترحيب مميز و تصفيق حار من أعضاء و ضيوف المؤتمر حيث شكر حزب سيريزا و دعوته له لحضور المؤتمر , و فيما يلي نص الكلمة كاملا بعد ترجمته من الانكليزية إلى العربية:

السيد شيبراس رئيس حزب سيريزا
السادة أعضاء الحزب،
السادة الضيوف الكرام
تحية لكم جميعاً
و تحية من شعبنا في روجافا. أشكر باسم حزبي PYD وباسم شعبنا الكردي في روجافا حزبكم و القائمين على على مؤتمركم على دعوتهم القيمة لي ومنحي هذه الفرصة للقائكم ومخاطبتكم في لفتة كريمة منهم من أجل تعزيز العلاقات بين حزبينا وبالتالي بين الشعبين الكردي واليوناني.
و بهذه المناسبة أريد لفت الإنتباه إلى الروابط التاريخية التي تربط بين شعب اليونان وشعوب ميزوبوتاميا التي تعود جذورها إلى حقبة العصور الهيلينية المزدهرة التي نشهد آثارها إلى يومنا هذا في تمازج حضاري فريد استفادت منها البشرية ولازالت، فنحن نؤمن بأن تمازج الحضارات أمر لابد منه من أجل تقدم البشرية ورفاهيتها. كما أن اليونان تتمتع بوضع فريد حيث قدم في الشرق الأوسط و الاخر في أوروبا , لذلك فهي تلعب دور الجسر في نقل الحضارة والثقافة, إضافة إلى معاناة الجهتين وهمومها. و ربما هي البلد الأكثر اهتماماً وتأثيراً بالصراع الدائر في منطقتنا في الوقت الراهن.

أيها الأصدقاء
تعاني منطقتنا من صراع دموي يصل بتداعياته إلى مستوى حرب عالمية ثالثة، حيث يجري رسم مناطق النفوذ وربما الحدود الجغرافية من جديد فيما يشبه حقبة الحربين العالميتين الأولى والثانية. فالحدود التي تم رسمها فيما بعد الأولى وأنظمة الحكم التي جرى تنصيبها بعد الثانية لم تعد توفي بما هو مطلوب منها، لا من جانب قوى الهيمنة ونفوذها وأطماع القوى الإقليمية، ولا من جانب شعوب المنطقة التي باتت تطالب بمزيد من الديموقراطية والحرية والمساواة في مسار أسميناه بربيع الشعوب. وأصبحت بلادنا سوريا في عين العاصفة وتشهد أكثر الصراعات الدولية دموية ومأساوية ونتائجه كارثية تفوق التصور، فقد زاد عدد الضحايا عن الثلاثمائة ألف أغلبهم من المدنيين، مثلما تجاوز عدد الجرحى المليون، ناهيك عن سبعة ملايين من اللاجئين والنازحين. وسط هذه التجاذبات والغموض والصراع في سوريا وعليها، استطاع حزبنا لعب دور الطليعة من حيث تنظيم صفوف مجتمعنا في روجافا من الناحية المدنية والدفاعية انطلاقاً من براديغما الأمة الديموقراطية، وكان من نتائج ذلك أننا استطعنا تحرير مناطقنا من النظام السوري المستبد ابتداء من كوباني في 19 تموز 2012 واستطعنا الإعلان عن الإدارة الذاتية الديموقراطية مع بدايات 2014 وقمنا بطرح مشروع الفيدرالية الديموقراطية في عام 2015 ، مشروعاً من أجل سوريا المستقبل، وبدأنا بتنفيذ مشروعنا هذا على أرض الواقع حيثما نستطيع تحت اسم “فيدرالية روجافا وشمال سوريا” ليكون نموذجاً لسوريا المستقبل. وفي الوقت الراهن تتواجد جميع المؤسسات المجتمعية التي تدير شؤون المجتمع وإدارته وتحافظ على أمنه واستقراره ضمن الإطار الذي يرسمه “المجلس التشريعي” الذي يضم ممثلين عن كافة مكونات المجتمع من الكرد والعرب والسريان والتركمان والأرمن، حسب عقد اجتماعي وقوانين عديدة صادرة من المجلس التشريعي. وللعلم يتم العمل الآن بثلاث لغات رسمية يتم تدريسها وهي العربية والكردية والسريانية. أما على الصعيد العسكري فقد تأسست وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة في عام 2012 ومع توسع المناطق وانضمام المكونات الأخرى تشكلت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم فصائل عسكرية من كافة المكونات تحت قيادة موحدة لتقوم بمهامها الدفاعية على أكمل وجه. فهذه القوات استطاعت التصدي لقوات النظام في عام 2012 عند تحرير مناطقنا. ثم دخلت في معارك طاحنة مع القوى الجهادية التكفيرية من أمثال جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء التوحيد في البداية، ثم تحولت بعض هذه القوى إلى “داعش” التي لا زلنا في حرب طاحنة معها إلى يومنا هذا.
أيها الأصدقاء، أيها الرفاق صحيح إننا كحزب وشعب نقوم بترتيب بيتنا ومجتمعنا ونحمي أنفسنا مستفيدين من تجارب الشعوب ومن تاريخ وتجارب الثورات العظيمة التي رسمت مسار البشرية عبر تاريخها، فنحن جزء من هذه البشرية وثمرة لتجاربها. إلا أننا نؤمن بأننا نضيف لبنة جديدة إلى صرح البشرية. فالنظام المجتمعي الذي أسسناه ونعمل على تطويره هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الديموقراطية الجذرية والتعايش المشترك بين كافة المكونات الأثنية والعقائدية، ففيها العربي والكردي والسرياني والأرمني مثلما هناك المسلم والمسيحي والإيزيدي والعلوي، والكل يستطيع التعبير عن نفسه وتطلعاته وتطوير ثقافته وعلاقاته بمطلق الحرية. أما المرأة في مجتمعنا فقد أصبحت تعيش المساواة التامة مع الرجل وكل المؤسسات لدينا باتت تقودها رئاسة مشتركة بين المرأة والرجل. أما على الصعيد العسكري فالبطولات التي تسجلها قوات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديموقراطية على صفحات التاريخ باتت اسطورة في العصر الحديث. إننا بنضالنا هذا نحمي القيم البشرية، مثلما نحمي قيم الحضارة البشرية التي تراكمت منذ عهد سقراط وأفلاطون والعصر الهيليني وصولاً إلى يومنا الراهن. ونحمي كل ذلك ضد أعداء البشرية وأعداء حضارتها المتمثلين في يومنا الراهن في القوى الجهادية التكفيرية المدعومة من الرجعية والطورانية. فهم أسسوا خلافة إسلامية ويحاولون تأسيس إمبراطورية عثمانية جديدة على جماجم البشرية ودمائها. نحن من جانبنا لن نسمح بذلك وننتظر من كافة القوى الديموقراطية التي تتمسك بالقيم الإنسانية أن تكون إلى جانبنا في كفاحنا هذا.
مرة أخرى أشكر الرفاق في سيريزا الذين منحوني هذه الفرصة لمخاطبتكم، فهناك الكثير الذي يجمعنا على دروب النضال وحماية البشرية وحضارتها. شكراً لكم جميعاً، وأنا واثق من أن البشرية ستنتصر.
صالح مسلم
الرئيس المشترك لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD
13 /10/ 2016

زر الذهاب إلى الأعلى