المجتمعمانشيت

مخيّمات الشّهباء (الدّعم المحدود – معاناة مهجّري عفرين- احتياجاتهم)

بعد مرور سبعة أشهرٍ من الاحتلال التّركي لعفرين, واستمرار شعبها بالمقاومة ضد المحتلّ (بكافّة الوسائل), ومن أجل إفشال سياسة المحتلّ التّركي في تغيير ديمغرافيّة عفرين, بقي من نزح من شعبها في مخيمّات الشّهباء, في رسالةٍ إلى المجتمع الدّولي والعالم فحواها (عفرين هي أرضنا ونحن أصحابها), وعلى الرّغم من الصّعوبات والحر والبرد وقلّة الإمدادات والدّعم من قبل المنظّمات الإغاثيّة والدّوليّة, يسطّر أهل عفرين في المخيّمات أروع أشكال التّمسك بالأرض والمقاومة.

وهناك حوالي 100 ألف نازح من عفرين في مناطق الشهباء وفي مخيّمات الإدارة الذاتية، وناشد هؤلاء المنظّمات الدولية لتقديم الأدوية الطبية ومضادات سم العقارب والحشرات الزاحفة الّتي تنتشر في فصل الصيف، ولكن مناشداتهم ذهبت أدراج الرّياح.

وبجهودٍ محليّةٍ من قبل المجالس المشكّلة في المخيّمات وبالتعاون مع البلديّات الّتي تمّ استحداثها وبالتّعاون مع الإدارة الذّاتية في مناطق الشهباء, تمّ توفير الضّروريّات وبعض الخدمات الطبية للأهالي, ومع اقتراب فصل الشتاء بات الحاجة ملحّةً إلى مستلزمات هذا الفصل لمواجهة هطول الأمطار وتسرب المياه إلى الخيم, وبدأ الاستعداد لقدوم فصل الشّتاء بجهودٍ ذاتيّةٍ بسبب التقاعس الواضح من قبل المنظمات الإغاثيّة الدوليّة, حيث تمّ تأمين الإسمنت ومواد البناء لسكّان المخيمات لتعبيد أرضية الخيم ومحيطها بالإسمنت لمنع تسرّب مياه الأمطار إليها, كما تمّ تعبيد الطرقات ضمن المخيم وتوسيعها, وأيضاً بدأت البلديات بتجهيز تمديدات الصّرف الصحي من أجل تصريف المياه, وسيتمّ توزيع المدافئ ومازوت التّدفئة على النازحين, ولوازم التدفئة كالأغطية والفرشات وغيرها, ورغم المعاناة فالأهالي مؤمنون بتحرير مدينتهم والعودة إليها.

وهناك أربعة مخيماتٍ لمهجّري عفرين في مناطق الشهباء, ولأن الإمكانات المتوفّرة لدى الإدارة الذّاتيّة في مناطق الشّهباء محدودة, فهناك تدنٍ في مستوى الرّعاية الصّحية والخدمية, وانتشارٌ للأمراض الخطيرة بين قاطنيها, فلا تتوفّر مواد تعقيمٍ للمياه (بودرة أو حب كلور)، كما أنّ عدد الأطباء قليل, وهناك حاجةٌ لتأمين مراكز صحيّةً في كلّ المخيمات وسيارات الإسعاف للنقاط الطبيّة والأدوية والأجهزة الطبيّة لإجراء العمليّات الجّراحيّة.

والمخيّمات كلّها تحت إشراف الإدارة الذاتية التي تقدّم المساعدات الضرورية بحسب الإمكانيّات المتوفّرة، وعددها أربعة مخيمات وهي:

– مخيم (برخدان): وهو أكبر مخيمات تقطنه  /850/ عائلة.

-مخيم (العصر): وعدد العائلات ضمنه /650/ عائلة.

 -مخيم (الشهباء): ونصف سكّانه من المكوّن العربي وعددهم/116/عائلة.

مخيم (عفرين) وسكانه /102/عائلة.

وبسبب عدم دعم المنظّمات والهيئات الدّوليّة لهذه المخيمات وساكنيها فقد انتشرت العديد من الأمراض بين المقيمين في المخيّمات مثل (اللاشمانيا- السل- الفشّل الكلوي-اليرقان-التهاب القصبات عند الأطفال- التهاب الكبد) والأمراض النفسيّة خاصةً بين الأطفال، كما فقد العديد من النّازحين حياتهم بسبب نقص الأدوية والأجهزة الطبيّة، وإغلاق الطريق المؤديّة إلى مدينة حلب من قبل النّظام، وكانت مصادر طبيّةٌ مقرّبةٌ من الهلال الأحمر الكردي قد كشفت بأنّ الهلال قد استقبل 56 حالةً مصابةً بالتهاب الكبد (A.B.C) في النقاط الطبيّة بينهم 33 حالة إصابتهم من الفئة (ِA) المتقدّمة منهم 27 طفلاً, و 23 حالةً إصابتهم من الفئتين (A,C) بينهم سبع نساء وأربعة أطفال, وكلّ ذلك وسط تجاهل المنظّمات الدّوليّة المعنيّة للمخيّمات الّتي تديرها الإدارة الذاتيّة في ريف حلب الشّمالي.

وقد أصدر مركز (عدل) لحقوق الإنسان في مناطق الشّهباء بياناً بهذا الخصوص جاء فيه:

نطالب الأمم المتّحدة ومنظّماتها المتخصّصة بالعمل على تحسين ظروف حياة (نازحي/مهجري) منطقة عفرين في مخيّمات الشهباء, وتقديم الرّعاية الصحيّة والأدوية اللازمة، وتفادي وقوع كارثةٍ إنسانيّةٍ وصحيّة، والّتي باتت تهدّد حياة هؤلاء (النازحين/المهجرين)، وبشكلٍ خاصّ الأطفال منهم، والعمل على تأمين عودتهم بأمان وسلام إلى مناطقهم الّتي شُرّدوا منها، وحمايتهم من الانتهاكات الجّسيمة وعمليّات الانتقام والثّأر من قبل تركيا ومشغليها من المجاميع الإسلاميّة المتشدّدة.

المجتمع الدّولي لم يكتف بالسّكوت والتّفرّج على احتلال تركيا ومرتزقتها لعفرين, والتّغاضي عن الانتهاكات والجّرائم الّتي يقوم بها الاحتلال التّركي وفصائله الإرهابيّة بحق عفرين وشعبها وشجرها وحجرها, بل زاد على العار الّذي لحق به عدم تقديم الدّعم والإغاثة لمن شارك هو نفسه في تشريدهم وسلب أرضهم, وتركهم تحت المعاناة, في وقتٍ أقام فيه الدّنيا ولم يقعدها من أجل مقتل شخصٍ واحدٍ (جمال خاشقجي) من أجل تركيا, ولكنّ شعب عفرين يؤمن بتحريرها وطرد المحتلّ منها, والآن وحينها وفي المستقبل, لن تُمحى وصمة العار على جبين كلّ من ساهم في احتلال عفرين وتشريد أهلها.

زر الذهاب إلى الأعلى