تقاريرمانشيت

مخيم سردم… معاناة مستمرة وغياب المنظمات الإنسانية

يعيش عدد كبير من أهالي مقاطعة عفرين أوضاعاً مأساوية في مخيم سردم والذي تم إنشاؤه على مقاربة “تل سوسين” في مقاطعة الشهباء بريف حلب من قبل الإدارة الذاتية، وذلك لإيواء نازحي عفرين الذين هُجروا بسبب الهجوم التركي ومرتزقته, حيث هُجر الآلاف من الأهالي من قراهم وبلداتهم قسراً تاركين خلفهم أراضيهم وأموالهم التي أصبحت الآن في أيدي العصابات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي.

هذا ويعيش مهجرو عفرين في مخيم سردم الشتاء القارس وسط أوضاعاً معيشية صعبة ومأساوية بسبب نقصٍ في مستلزمات الحياة, (المحروقات, قلة الغذاء والأدوية الطبية وغياب المنظمات الإنسانية فيها)، ومن أجل تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الأهالي في المخيم، أجرت مراسلة حزب الاتحاد الديمقراطي في حلب لقاءات مع بعض الأهالي الذين هُجروا من أراضيهم، ليرووا معاناتهم في ظل هذه الأوضاع المأساوية.

نظيفة نبو وهي نازحة من مدينة عفرين، تعيش الآن في مخيم سردم تحدثت لنا عن معاناتها ونزوحها من عفرين بسبب هجوم الاحتلال التركي، وقالت: كنا نعيش حياةً هادئة لم نكن نشكي من شيء إلى أن جاء ذلك اليوم الأسود والذي شن فيه الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً على مدينتنا وعلى أثره تهجرنا وتركنا خلفنا بيوتنا وكل ما شقينا بجمعه طوال سنين لأجل أن نعيش حياتنا بكرامة، والآن نحن هنا في الشهباء نعاني النقص من كل شيء، فالأمراض منتشرة هنا بكثرة ولا توجد أي معدات ولا كوادر طبية قادرة على معالجتها، إضافةً إلى نقص في المواد الطبية التي لا تكفي لاستيعاب عدد النازحين.

نظيفة نبو في نهاية حديثها لنا ناشدت المجتمع الدولي بالتدخل وإنهاء الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين, وأضافت: رغم كل هذا الشقاء الذي نعيشه يومياً بعيداً عن بيوتنا، ورغم قصف الاحتلال التركي المستمر على عفرين إلا إننا سنبقى على امل الرجوع إلى مدينتنا.     

ريبر مصطفى وهو أيضاً نازح من مقاطعة عفرين، وبدوره قال لنا: ثلاث سنوات ونحن نعاني من قسوة الظروف المعيشية التي فرضت علينا بسبب الاحتلال  التركي، نحن الآن نعاني من نقص في كل شيء ونعاني من قلة فرص العمل، فالعوائل التي لديها العديد من الاطفال او مرضى تعيش بحالة مأساوية جداً بسبب نقص الأدوية فالمنظمات الموجودة في المخيمات لا تغطي احتياجات النازحين جميعاً، لهذا نطالب الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بأن تقوم بواجبها تجاه النازحين.

ريبر مصطفى في نهاية حديثه أكد بأنهم سيستمرون في مقاومتهم ضد الاحتلال التركي والعصابات التابعة لها حتى تحرير كل شبرٍ من عفرين.  

قهرمان محمد أيضاً تحدث لنا عن معاناتهم قائلاً: دخل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى مدينتنا سلبوا ونهبوا كل خيراتها, واتبع الاحتلال التركي سياسة التغيير الديمغرافي فيها، واقتلع أشجار الزيتون, وقاموا باختطاف وقتل العديد من المدنيين.

 وتابع: منذ خروجنا من عفرين ونحن نعاني, جئنا إلى المخيم بعد نزوحنا من عفرين وكما نعلم مهما كان الذي يقدموه لنا من خدمات لن يصل إلى ما كنا عليه في مدينتنا ومنازلنا, فهنا نعاني من قلة المواد الغذائية والمواد الطبية فهي شبه مفقودة، وخاصةً في فصل الشتاء، حيث أن البيوت العادية لا تحمي سكانها من البرد فماذا تفعل خيمة أمام البرد الشديد والأمطار دون أي وسائل للتدفئة، وفي النهاية أدعو المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال التركي على مناطقنا.

ومن جهته قال الإداري في الهلال الأحمر الكردي الدكتور محمد عبدل: إننا نعاني هنا من قلة المستلزمات الطبية والأدوية، فالإمكانات هنا محدودة جداً وبسيطة، حيث لا تستوعب العدد الكبير من النازحين، وخاصةً الكبار في السن وعدم قدرتهم على الحصول على أدويتهم بسبب غلاءها, وناشد قائلاً: نناشد الجهات المختصة بأن توفر الاحتياجات الطبية اللازمة للمخيم، فعندما نستقبل الحالات الاسعافية الكثير منها تكون في غاية الخطورة ولا نستطيع تقديم العلاج اللازم لهم بسبب نقص الامكانيات، وأحياناً يتم إسعافهم إلى حلب لكن بصعوبة بالغة، واحياناً يفقد بعض الأهالي لحياتهم بسبب تأخر وصولهم وتلقيهم للعلاج الضروري.

زر الذهاب إلى الأعلى