ثقافةمانشيت

“محمد علي حسو” شاعر الكفاح والنضال

من الشعراء الكرد الذين تعرضوا خلال حياتهم للكثير من الصعوبات إثرَ اختياره لطريق الشعر وسيلة ليعبروا من خلالها عن قضيتهم ونضال أبناء شعبهم ضد أعداء الحرية، الشاعر الكردي الراحل محمد علي حسو “بافي هفال” والذي سُجن ودخل إلى المعتقلات أكثر من مرة كونه القى أشعاراً بلغته الأم، وكان خير مدافعٍ عن قضية شعبه. ولِما كان له من ذلك ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي في تقريرها هذا استبيان بعض محطات حياته لقرائها الكرام:

وُلد الشاعر الكردي محمد علي حسو في قرية كري موزا التابعة لناحية عامودا سنة 1930، تربى بحياة قروية بسيطة في كنف عائلة مكافحة، وتزوج في سنٍ مبكرة كونه الابن الوحيد للعائلة.

أحب الراحل الشِّعرَ كثيراً لعذوبة صوت والده أثناء غنائه للمقامات الكردية الفلكلورية في المنزل، وبسبب ذلك إضافة إلى تأثره بالشعراء الكرد الكلاسيكيين، بدأ بكتابة الشعر في الثلاثين من عمره، ومنذ ذلك الوقت دخل في ميدان الشِّعر وألّف العديد من القصائد التي اشتهرت في عموم كردستان، حيث كان يتغنى بطبيعة كردستان الجميلة ويقف في وجه أعداء الكرد وظلمهم للشعب الكردي من خلال أشعاره بأسلوب شفاف وواضح قريب من لغة الشعب ويسرد أفكاره بطريقة سلسلة قريبة من الاناشيد الثورية التي تفضح أعداء الكرد وتُمجد النضال الوطني ضدهم. تعرَّض الشاعر محمد علي حسو خلال حياته للاعتقال على يد النظام البعثي نتيجة انتماءاته السياسية ومواقفه النضالية تجاه القضية الكردية.

في عام 1960 وأثناء تأديته للخدمة الإلزامية تلقى نبأ استشهاد ابنه في حريق سينما عامودا وهذا ما أثر عليه كثيراً، وفي العام نفسه سُجن في  دمشق نتيجة انتماءاته وتعليمه اللغة الكردية لرفاقه الكرد، ودامت فترة سجنه سنة ونصف السنة خلال فترة حكم جمال عبد الناصر لسوريا.

وفي عام 1993 كان معتقلاً في سجن الحسكة المركزي ونجا بأعجوبة من الحريق الذي تعرض له السجن ليُكتب له حينها عمراً آخراً ليواصل مسيرته الشعرية والنضالية.

فقد عُرف الشاعر محمد علي حسو إلى جانب تميزه كشاعر ومثقف كردي بارز، بنضاله وكفاحه الوطني وكان السبّاق دوماً في العمل الوطني، فتعرض أكثر من مرة للاعتقال والسجن من قبل النظام ضريبة مواقفه الوطنية والقومية وآرائه وتطلعاته في العيش بكرامة وحرية؛ كونه كرَّس حياته من أجل وطنه وخدمة الأدب والثقافة الكردية.

الروح الوطنية والحس الوجداني كان السمة الأبرز في قصائده، فقد صدر للراحل محمد علي حسو أربعة دواوين شعرية وهي:

 1-  Nalîn “نالین” وذلك تأسياً باسم ابنته التي استشهدت في سنة 1988 خلال النضال التحرري الكردستاني، وقد وصلت عدد القصائد في ذلك الديوان إلى 96قصيدة، وكانت من أروع قصائد الراحل “بافي هفال” وأشدها أصالة في الفن والشاعرية قصيدته « نالين»

2-   Derdê ezîtiyê “دردي أزیتیي” في 2002

3-  Zîlan“زيلان” في عام 2004

4- Berxwedan “برخدان” في 2012

بالإضافة إلى عشرات القصائد الأخرى التي تحولت العديد منها إلى أغنيات حُب وأناشيد ثورية غناها كبار الفنانين الكرد أمثال آرام ديكران وخليل غمكين وغيرهم.

هذا وطبعت أولى دواوينه الشعرية على يد الشاعر فرهاد شلبي في مطبعة دمشق نظراً لإعجابه بأشعار محمد علي حسو، والذي كان قد اشترط أن يطبع له ديوانه الأول بشرط أن يخلو من أي موضوع سياسي فجمع الأشعار التي كتبت عن الحب, الصداقة, ..والوطن دون أن يتطرق لموضوع سياسي.

ونظراً لعطائه وإبداعه في الشعر نال جائزة جكرخوين للإبداع الشعري في مهرجان الشعر الكردي عام 2008 الذي ينظمه رابطة الكتاب والصحفيين الكرد عام.

غيَّب الموت الشاعر محمد علي حسو “بافي هفال” يوم الرابع من آذار عام2016 عن عمر يناهز الـ 86 عاماً، غاب جسداً إلّا أن أعماله وكلماته بقيت في الأذهان والوجدان.

ووريَ جثمانه الثرى في مقبرة الهلالية بحضور عدد كبيرٍ من الكتاب والمثقفين والشخصيات الوطنية في مدينة قامشلو واُلقيت الكلمات التي رثت الراحل وعددت مناقبه ومسيرته النضالية، تاركاً عند رحيله العشرات من المخطوطات الشعرية.

إعداد دلناز دلّي

زر الذهاب إلى الأعلى