PYDآخر المستجداتالأخبارسوريةمانشيت

محاضرة لـ “سيهانوك ديبو” في المركز الثقافي بالرقة ” المنطقة إلى أين…؟”

بدعوة من اتحاد مثقفي الرقة ألقى سيهانوك ديبو الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة لحزب الاتحاد الديمقراطي اليوم الأربعاء ٢٥ أكتوبر محاضرة بالمركز الثقافي في مدينة الرقة بعنوان ” المنطقة إلى أين…؟.

واستهل سيهانوك ديبو محاضرته بالحديث عن الأزمات الراهنة والمستجدات السياسية التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط والعالم وانعكاساتها ومآلاتها على المديين القريب والبعيد وذلك من خلال بحث هذه المسألة والقضايا من منظورها الفكري لا السياسيط.

وقال سيهانوك ديبو: ” أن المشاهد السياسية التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط على فوهة بركان تتقاذف بالحمم، حتى اللحظة لم تحل أية أزمة وهذا يحيلنا إلى مسألة جد مهمة وهي أين يمكن جذر المشكلة..؟ ومن أين نستطيع أن نبدأ ببحث الإشكالية؟”.

وأكد ديبو, في تتمة استهلاله أن المنطقة مفتوحة على احتمالات عدة في ظل استراتيجية الفراغ دون ظهور بوادر أي حلول استراتيجية فعلية تذكر، مضيفاً بأنه “لا يمكن عزل أية أزمة مشتعلة عن أزمة أخرى، ولا بد من تقييم العقد الأخير للمنطقة حتى نستطيع وضع تقييم دقيقة لمجريات المنطقة أزماتها، وإذا كنا منصفين في التوصيف المعرفي، بالتأكيد سننعت هذه المرحلة بمرحلة الثورات السلبية، وقد يحتمل المصطلح الكثير من المسائل لكن، هذه هي الحقيقة حينما يكون المشهد في شاكلة الحروب الأهلية والأزمات المحلية التي تدعي أنها تسلك سلوك التغيير ولكن تنكشف الأهداف في النهاية لتبدو أنها سلسلة من الإصلاحات المزمعة لتؤكد على أس المشكلة وهي إن المنطقة تحاول إعادة إنتاج نفسها ولكن بأسماء ومسميات ومفاعيل مختلفة، مؤكدة لعلاقات التبعية ولعلاقات الهيمنة بين نظام مركزي وأنظمة طرفية.

وتطرق ديبو، إلى القضايا التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط خلال المئة عام مستدلاً بالقضية الكردية والفلسطينية كقضيتين مركزيتين في الشرق الأوسط.

قائلا: ” أن الأحداث تمر لكن الأفكار هي التي تنال نصيبها من البقاء والثبات، وبالرجوع إلى الفترات الماضية نجد أن هناك مقابلة بين الأزمات وبين الحلول المقترحة لها”.

وأكد ديبو في محاضرته على أن”معايرة مسألة الحرية بإنشاء دول قومية تعتبر مشكلة كبيرة حقيقة، بشكل خاص مجتمع الشرق الأوسط عان من هذه الأزمة بشكل كبير، وما يحدث اللحظة في فلسطين وفي غزة يأتي في هذا السياق، والموقف الثابت لهذه المسألة هو موقف حركة حرية كردستان بالنسبة للشعب الكردي هو قضية أخلاقية وجدانية إنسانية قبل أن تكون قضية متعلقة بحرية شعب كالشعب الفلسطيني أي أن هذه المسألة ثابتة بالنسبة لنا أيضا، وهنا لابد من إدراك مسألة مهمة وهي من الخطأ ربط أو النظر إلى مسألة حرية الشعب الفلسطيني بمنظور بناء دولة قومية على شاكلة الدول القومية المشيدة في هذه المنطقة منذ أكثر من مئة عام، هذه المنطقة التي باتت تفرخ الأزمة تلوى الأخرى، وهذا ينطبق على القضية الكردية المحقة التي ترتبط بالقضية الفلسطينية وتعد هاتين القضيتين قضيتان مركزيتان في الشرق الأوسط طيلة المائة عام المنصرمة واليوم توجد عشرات القضايا في عموم المنطقة والشرق الأوسط”.

كما ناقش ديبو الحلول الفكرية الممكنة في حل الأزمات الراهنة مشيراً إلى أن نموذج الحل الجبري المتمثل بالدولة القومية  كان كارثيا على شعوب المنطقة وأصبحت مفرخة للأزمات.

” الدولة القومية تفرض نفسها بداية كشكل جميل ومهيب ولكن في المضمون يولد كافة الأزمات، وهذه النقطة مثبتة طيلة الفترات الماضية وهذه النقطة الفكرية الأساسية التي يجب الابتعاد عنها في تحليل الأمور وأن لا تأخذ بنا العاطفة وألا يسيطر علينا الكراهية التي تصنف ضمن الرغبة الجبرية التي تحاول فقدان توازن إنسانية الإنسان وبالتالي ذهابه في اتجاهات مميتة ومفزعة حينما يتحول الإنسان إلى جلاد  نفسه وحينما يتحول الإنسان إلى حفار للقبور البشرية في الشكل الذي نشاهده الآن”.

كذلك تطرق سيهانوك ديبو في ختام محاضرته إلى الأزمة السورية مشيراً إلى أنها أزمة بنيوية معرفية معقدة، ولن تحل وفق النموذج النمطية والتي لا تتناسب مع تطلعات الشعب السوري للحرية والتحول الديمقراطي.

ورد ديبو سبب تعقيد الأزمة السورية إلى أسباب موضوعية و ذاتية، وأن عدم التوقف عند معادلة الحل السوري التي طرفيها باتتا محددتان،  طرف التغيير الجذري الذي يلزم وفق القرار الدولي 2254 و انهاء التنظيمات الإرهابية وتجفيف مصادرها. هذه المعادلة تحققت إلى درجة كبيرة في شمال وشرق سوريا أي مناطق الإدارة الذاتية  والتي تعد ترجمة فعلية مهمة للقرار الدولي، والطرف الآخر  المرتهن  ومقارباتهم العكسية التي تؤسس لترسيخ تقسيم سوريا بدلا من استعادتها بالشكل الذي يناسب تاريخ ومستقبل شعب سوريا.

واختتمت المحاضرة بمداخلات الحضور من مثقفين وسياسيين ووجهاء المنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى