تقاريرمانشيت

مجزرة عقيبة.. تفاصيل تقشعر لها الأبدان

نازحي عفرين يتعرضون لتهديد يومي من قبل الجماعات المسلحة الموالية للدولة التركية.  لقد لجأ نازحو عفرين إلى مناطق شهباء و شيراوا بعد احتلال مدينتهم من قبل الدولة التركية عام 2018 ظناً منهم أنهم نجوا من المجازر و القتل والارهاب ولكن ما يعانيه أهالي عفرين المدنيين من الانتهاكات اللاإنسانية تفوق كل التصورات حيث يلاحق المدنيين نيران الحقد والكراهية أينما حلوا.

في فترة ليست ببعيدة قامت نفس الجماعات الاسلامية المتشددة والمتاخمة لبلدة تل رفعت بارتكاب مجزرة مريعة بتاريخ 2/12/2019 في تمام الساعة 1.00  و 2.00 من ظهر يوم الاثنين بحق /17/ مدني جريح من بينهم /9/ أطفال بالإضافة الى أن /10 / مدني فقدوا حياتهم من بينهم /8/ أطفال.

لم تتعافى جراح وآلام الأطفال و الأهالي بعد حتى أضيفت جراح أخرى أكثر ألماً 

في تمام الساعة 9.15 من مساء يوم 25/2/2020 بدأت الفصائل المسلحة بقصف مكثف وعشوائي على قرية عقيبة والتي تعتبر أكثر القرى استهدافاً في الآونة الأخيرة وهي إحدى قرى شيروا في شمال حلب. كما يتم استهداف قرى أخرى محيطة بقرية عقيبة مثل صوغانة والزيارة وديرجمال وتل رفعت.

والجدير بالذكر أن الهجمات التي تقوم بها تلك الفصائل تكون في الليل أثناء نوم الأطفال ويستخدمون أسلحة الهاون والقذائف و المدفعية الثقيلة على جميع قرى الشهباء وشيراوا مدعيين أنهم يستهدفون مواقع المليشيا الكردية. مع العلم هناك عشرات الشهود الذين يؤكدون أن الأماكن التي يتم استهدافها هي مكتظة بالمدنيين فقط ولا توجد أي مقرات عسكرية بالقرب أو حول الاماكن التي يستهدفونها. تكررت الانتهاكات بنفس السيناريو والمشهد في تل رفعت (كما قلنا سابقا). حيث ادعت تلك الفصائل أنها تستهدف المقرات العسكرية التابعة للميليشيا الكردية ولكن كل الضحايا كانوا من المدنيين العزل وخاصة الأطفال.

تنطلق مدافع تلك الفصائل من المدن و القرى التي يحتلونها في إعزاز ومارع و عفرين تجاه مناطق الشهباء و شيراوا.

 

هذه المرة عائلة كاملة كانت ضحية عشرات القذائف التي سقطت وسط قرية عقيبة في ليلة يوم الثلاثاء بتاريخ 25/2/2020 والعائلة كانت مؤلفة من الأب والأم و الابنة التي تناهز من العمر 12 سنة. بعد استهداف المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه انهار سقف المنزل عليهم مما أدى إلى فقدانهم لحياتهم فور ذلك.

 

أسم الاب : حسن حج عزت و الذي يبلغ /53/ عاماً.

أسم الأم: فاطمة علي حنان و التي تبلغ /36/ عاماً.

أسم الأبنة: سروشت حسن حج عزت و التي تبلغ /12/ عاماً.

تم تهجير هذه العائلة قسراً من منزلها في عفرين أثناء هجمات الدولة التركية وقد كانت السيدة فاطمة تعمل كموظفة في منظمة صحة حلب الحكومية في فرق تقديم اللقاح. ولديها ثلاثة أولاد آخرين سافروا خارجاً بسبب النزوح. والجدير بالذكر أن السيدة فاطمة كانت قائمة على رأس عملها لحين وقوع الكارثة الفظيعة.

الآن من الصعب جداً التعرف عليها وعلى صورة زوجها وابنتها بسبب الجراح العميقة التي تعرضوا لها لبقائهم تحت الأنقاض من الليل إلى الصباح وقد كانوا قد فقدوا حياتهم فوراً أثناء القصف على القرية والمكان الذي تواجدوا فيه.

لم يتمكن فريق الانقاذ اخراجهم من تحت الأنقاض ليلاً بسبب كثافة الهجمات وعند الساعات الأولى من الصباح انطلق فريق الانقاذ في الهلال الأحمر الكردي الى موقع الحادثة وبمساعدة الأهالي تم اخراجهم

في ذات الليلة تعرضت أسرة أخرى مؤلفة من الأب والأم والأبن للضرر جراء القصف ولكن كانوا محظوظين لنجاتهم  وقد علمنا فيما بعد أن عائلة المرحوم حج عزت كانوا في زيارة إلى منزل هذه الأسرة التي أصيبت هي أيضاً بجراح  تمكن فريق الهلال الاحمر الكردي من اسعاف هذه العائلة إلى المشفى وسط خطورة كبيرة من القذائف في تلك الليلة.

اسم الأم: مفيدة رمزي حسن وتبلغ من العمر /40/ سنة فقد أصيبت بشظايا في جسمها وانكسر كعب رجلها الأيمن.

اسم الأب: عصمت جميل حمو ويبلغ من العمر /42/ سنة لقد اصيب بشظايا في جسمه وجرح في رأسه.

اسم الابن: جميل حمو و الذي يبلغ من العمر /8/ أعوام. أصيب بشظايا في جسمه ورضوض على وجهه.

تروي مفيدة رمزي حسن ما حدث في تلك الليلة وكيف حصلت المجزرة حيث تقول:

” كنا جالسين في منزلنا وكان بيت المرحوم عزت في بيتنا كزوار فنحن نعرفهم منذ زمن بعيد ونتبادل الزيارات. تناولنا الطعام وشربنا الشاي ومن بعدها كنا نشرب القهوة و فجأة سمعنا أصوات القصف وكانت قوية جداً. لقد تعودنا على هجمات هذه الجماعات المسلحة التي تقوم بقصف القرية تقريبا بشكل يومي وبشكل عشوائي. ولشدة الهجمات أدخلنا الأولاد إلى الحمام لحماية أنفسنا فيما بقيت مع ابني الصغير وعائلة المرحوم عزت في الغرفة وفجأة لم أدري ما الذي حصل وقعت فجأة وغبت عن الوعي. بعد ذلك شعرت بحمل ثقيل على ظهري ولم أستطع التحرك. صرخ زوجي وباقي أولادي من الحمام هل أنت على قيد الحياة؟

قلت نعم ولكن نظرت من حولي لأجد أن قسم كبير من السقف منهار على عائلة المرحوم حج عزت ولم أسمع صراخهم أو أنفاسهم فقد علمت فور أنهم فقدوا الحياة. بدأت بالبكاء لهول المصيبة ونظرت حولي رأيت ابني الصغير جميل تحت حجرة يبكي يحاول الخروج ناديت زوجي ليخلصنا لأن رجلي كانت عالقة تحت حجر كبير ولم أستطع الوصول لأبني رغم قربي منه. مددت يدي رويداً رويداً تجاهه فأخرجته بمساعدة زوجي. ثم حاول اخراجي الا أن كعب رجلي انكسر وأنا أحاول الخروج.

ناديت على السيد حسن والسيدة فاطمة وابنتهم سوسو ولكن لا حياة لمن تنادي. تجمع اهل القرية حولنا وكانت الساعة قد اصبحت 10.15 مساءا. حاولوا رفع الحطام ولكن بسبب كثافة الهجمات لم يستطيعوا وحتى فريق الانقاذ لم يستطع اخراجهم من تحت الأنقاض لحين حلول الصباح الباكر. كيف سأنسى تلك العائلة الصديقة ؟كيف سأنسى الطفلة الصغيرة؟ يالهول المصيبة أشعر أنني سأموت حزنا عليهم”.

نداء عاجل الى المجتمع الدولي

باسم نازحي عفرين ننادي المجتمع الدولي أن يتخذوا اجراءات فعلية وفورية ضد الحكومة التركية و الجماعات المسلحة التابعة لها  لإيقاف هذه الهجمات الوحشية على المدنيين وخاصة الأطفال. ان الانتهاكات التي تقوم بها هذه الجماعات الاسلامية المتشددة تجاه النازحين في مناطق ريف حلب الشمالي و القرى المحتلة في عفرين لا تعد و لا تحصى بل وتزداد وحشية يوما بعد يوم ولدينا من التقارير و الصور و الشهود بما يكفي لإثبات هذه الانتهاكات. وكأن الحكومة التركية تحاول عن طريق هذه الجماعات المسلحة محو أي وجود للعفريني على كوكب الأرض.

ونؤكد لكم أن الهجمات ترتكز على المناطق السكنية المكتظة بالنازحين وليس كما تدعي تلك الجماعات بأنها تستهدف مواقع للقوات الكردية. والسؤال الذي يطرح ذاته لماذا يقصفون الأهالي أثناء حلول الليل وذهاب الأطفال إلى النوم؟

لأن الهدف من الهجمات هي ارتكاب المجازر و زرع الخوف والرعب والارهاب في نفوس الأهالي. فالوضع الإنساني متردي جداً حيث يعيش النازحون في حالة غياب تام للأمان والأطفال في حالة هلع يومي حيث أصبح معظم الأهالي يعانون من مشاكل نفسية وعصبية والأطفال يعانون من فوبيا الأصوات والبكاء الدائم.

ندعوكم جميعا إلى خطي خطوات عملية لحماية المدنيين المهجرين قسراً من عفرين في مناطق النزوح في ريف حلب الشمالي ( شهبا وشيراوا).

إعداد: الهلال الأحمر الكردي في عفرين

زر الذهاب إلى الأعلى