مقالات

لماذا علينا أن نصبر؟؟؟

عفرين هي الحق وهذا ما يجب أن نكون عليه حيالها. أما تركيا فقصتها قصة الشيطان الذي إذا ما مرَّ بأيَّة زاوية إلا وترك أثراً سلبياً فيها. فهي التي زادت من غطرسة المجموعات الإرهابية وساعدتها على الولوج في الدول المجاورة لتعيث فساداً فيها، وهي نفسها التي ساهمت في إيقاف مشروع الاستفتاء في جنوبي كردستان؛ كل هذا تحت ذريعة الحفاظ على أمنها القومي.

كانت دوماً تركيا هي المعبر لترسيخ الفوضى. دوماً كانت هي الأزمة وليست الحل؛ إن صفقة القرن التي أرادوها لإنهاء المشروع الديمقراطي ورسم حدود تركيا من جديد لا يمكن أن تدوم.

من هذا المنطلق فنحن بأشد الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري وحثِ شعوبِ وأحرار العالم للوقوف إلى جانب مكونات الشعب السوري وخياراتهم.

فلا حل اليوم ولا خيار إلا المقاومة، ولن نستبدل مقاومة السلاح بأية مقاومة أخرى، وأساس المقاومة هو الشعب ورأس المقاومة هو الشعب ولن ينوب عنه أحد، لا أحد يستطيع العمل بالنيابة عنه، ومقاومة الشعب في عفرين وقبلها في كوباني وشنكال أثبتت بأنه الشعب الجدير بالمقاومة من أجل الإنسانية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

إذا كان البعض مهتماً أن يعرف توقيت انتظارنا للانتصار فنقول له لسنا على عجلة من أمرنا، نريد النصر اليوم أو غداً أو بعد غد، لسنا على عجلة من أمرنا، والحديث عن حل سياسي في الظروف الدولية الراهنة هي لمصلحة تركيا التي تخشى المستقبل، فلنقاوم ولننتظر لأن المستقبل لنا.

لماذا علينا أن نصبر؟ علينا أن نصبر مهما طال الزمن لأن ثمن الاستسلام خسارة فادحة تتحقق بسرعة؛ أما المقاومة فلها آفاق مستقبلية واعدة, وعلينا أن نثق بمقاومتنا ونحن نثق بهذه المقاومة.

إن خيار المقاومة الذي انتهجته شعوب المنطقة في الشمال السوري أعادت روح المقاومة؛ كونها وُجِدت قوية قادرة على تغيير المعادلات وتصويب البوصلة. استعادت شعلة المقاومة قدرتها من جديد وامتدت وتوسعت وضربت كل المنهجية التركية القائمة على أحلام السلاطين فانتقلنا من قدرة تركيا على الاحتلال والتدخل، إلى التوازن معها عسكرياً، مما دفع  بالأتراك إلى استخدام الأيادي التكفيرية وأجنداتها وليقاتل إلى جانبها مجموعات من كل أنحاء العالم، لكنها سقطت أمام المقاومة والمشروع الديمقراطي لتقف تركيا حائرة أمام هذه الحرب التي لم تعد تضمن نتائجها مقابل قوة تتنامى يوماً بعد يوم.

مقاومة عفرين نموذج في القدرة على الصمود ومواجهة الاحتلال.

حاولوا كثيراً إيقافنا وتغيير منهجنا لكننا في المقابل قررنا أن نحافظ على أرضنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا واعتمدنا في ذلك على مكونات شعوبنا، واليوم يطل مشروعنا الديمقراطي بأنواره على شعوب المنطقة والعالم- التي استعادت عافيتها ووقفت مجدداً في ظل ظروف مختلفة سببتها المشروع الديمقراطي- إنه نهج ومسار انتشر ليطل بأنواره على شعوب العالم.

” لقد ولى زمن الاستخفاف بخيارات الشعوب”.

زر الذهاب إلى الأعلى