تقاريرمانشيت

لقمان أحمي: هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها

تعتبر المرحلة الراهنة مرحلة جد مهمة بالنسبة للشعب الكردي ولعموم شعوب الشرق الأوسط والتي سعت لتغيير واقعها المأساوي كنتيجة لسياسات الأنظمة التي حكمت وتحكم المنطقة بقبضة من حديد ومارست كل أشكال التمييز والإقصاء والاستبداد والتسلط طيلة قرون من الزمن، بالرغم من حالات الانفتاح الاستثنائية والأنية، والقول بأن الشرق الأوسط تعيش أزمة بنيوية حادة وعلى كافة الأصعدة، ومستويات التغيير الحاصلة لم تحقق أيٌّ من الأهداف والحقوق التي تنادي بها الشعوب حتى هذه اللحظة حقيقة واقعية.

الشعب الكردي نال القسط الأكبر من ممارسات الأنظمة، وعندما خرج مطالباً بحقوقه تعرض لكافة ممارسات الأنظمة الاستبدادية، لكنهم قاوموا ببسالة وقدموا آلاف الشهداء وحققوا العديد من المكاسب والانجازات ويقودون محور التغيير والدمقرطة في الشرق الأوسط، لكن الأخطار والتهديدات قائمة وفي أشدها خاصة من جانب النظام التركي الذي وضع كل ثقله السياسي والاقتصادي والعسكري في سبيل القضاء على الشعب الكردي ودحر كل المكتسبات التي تحققت.

إن ما يتعرض له الكرد في عموم الشرق الأوسط يدعوهم إلى وحدة الصف والموقف السياسي في مواجهة هذه التهديدات وسياسات الأنكار والإبادة وسبل التعامل معها بما يخدم قضيته ومصالحه.

المبادرة الأخيرة التي أطلقها المؤتمر الوطني الكردستانيKNK فرع روج آفا في هذا السياق جاءت لتؤكد مجدداً على إن المرحلة حساسة ومهمة جداً بالنسبة للشعب الكردي في سوريا وللأزمة السورية عموماً. فمن جهة الدولة التركية مستمرة بتهديداتها باقتحام مناطق شرق الفرات (المنطقة التي حقق فيها الكرد وبقية المكونات انجازات ومكاسب كبيرة) بعدما أحتلت غرب الفرات عموماً وجعلها مركزاً لتجميع وتدريب التنظيمات الإرهابية التي هُزِمت في شمال شرق سوريا.

من جهة أخرى تبين للعالم أجمع إن حل الأزمة في سوريا هو حلٌ سياسي أي دولة ديمقراطية لا مركزية، وإن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية هو النموذج السياسي الأمثل، لذا بإمكان الكرد أن يكونوا شركاء في حل الأزمة وأن يكونوا طرفاً مؤثراً في معادلة التغيير والتحول الديمقراطي في سوريا إلى جانب بقية المكونات، خاصة إذا توحدوا في صفٍ واحد، لكن بعض الاجندات الشخصية المنفعية لبعض التيارات والأحزاب المرتبطة بالدولة التركية تمنع من تشكيل هذه الوحدة، مبادرة KNK فرع روج آفا الأخيرة أبقت كل الأبواب مفتوحة أمام أحزاب المجلس الوطني الكردي Enks”” للانضمام إلى مجموعة الاحزاب والتيارات التي قبلت هذه المبادرة “28حزباً وتياراً” للعمل تحت سقف مظلة سياسية واحدة.

هذه القضية التي تبدو شائكة طرحناها في صحيفة الاتحاد الديمقراطي في لقاء مع لقمان أحمي عضو المؤتمر الوطني الكردستانيKNK – روج آفا ورئيس حزب الخضر الكردستاني، والذي وصف المرحلة في مستهل حديثه بـ “الحساسة” وبأنها تستوجب من كافة الأطراف العمل بجد لتحقيق الوحدة بأسرع وقتٍ ممكن نظراً لضرورات المرحلة الراهنة، وأن يدرك الجميع خطورة وأهمية هذه المرحلة بالنسبة للشعب الكردي وللعملية السياسية في سوريا عموماً”.

مبادرة KNK – روج آفا هي لوحدة الصف الكردي

أشار أحمي في بداية حديثه إلى أن وحدة الشعب الكردي ستثفشل كافة هجمات وتهديدات والمشاريع الاستعمارية للدولة التركية، أحمي قال: “مع بداية العام الجديد بدأ المؤتمر الوطني الكردستانيKNK بمبادرة جديدة في 1/1 /2019 هذه المبادرة جاءت لتوحيد الموقف الكردي كون المرحلة حساسة جداً، وبعد عقد اجتماعين لأعضاء فرع روج آفا تم تأسيس لجنتين، لجنة للتواصل وبناء العلاقات مع الأحزاب، ولجنة إعداد الوثائق المتعلقة بالاجتماعات عموماً. لجنة العلاقات استطاعت وخلال فترة قصيرة أن تتواصل مع كل الأحزاب، بالطبع هناك بعض الأحزاب رفضوا هذه المبادرة، أما الغالبية العظمى فقد استجابوا لهذه المبادرة وعددهم (28) حزباً، وبعد عدة لقاءات بين هذه الأحزاب تم الوصول لكتابة مسودة ميثاق لهذه المبادرة، وهذه المسودة قابلة للتعديل، إلى أن تأخذ شكلها النهائي بعد الاجماع الكلي لكافة الأعضاء والقوى السياسية عليها. هذه المسودة ستطرح فيما بعد على الاجتماع العام الذي نعمل لعقده خلال الفترة المقبلة، وسيشارك فيه الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، وفيه سيتم مناقشة بنود المسودة ومسائل أخرى تتعلق بوحدة الصف الكردي عموماً، وبناء على نتائج الاجتماع العام سنخرج بميثاقٍ للمؤتمر الكردستاني – روج آفا.

 خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها

لقمان أحمي وفي خضم حديثه قال: “المسودة التي اُعدت في الاجتماع الثاني لـ(28) حزباً تحت سقف مظلة المؤتمر الوطني الكردستانيKNK فيها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرفاً كان سواء في روج آفا أو في بقية المناطق الكردستانية، وكمثال- لا يحق لأي حزب أو قوى بناء علاقات مع أي طرف معادي للشعب الكردي وعلى حساب القضية الكردية. لا يجوز لأي طرف كردي معاداة طرف كردي أخر بأي شكلٍ كان. القوات العسكرية المشروعة في روج آفا هي (قوات سوريا الديمقراطية، وضمنها وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة إضافة إلى قوات الأسايش) ولا القبول بأي قوة عسكرية ثانية).

باختصار هذه الخطوط الحمراء وُضعت كي نحافظ على المكاسب التي تحققت، وحتى يستطيع الشعب الكردي عموماً تحقيق أهدافه ويحصل على كافة حقوقه في المئوية الجديدة أسوة ببقية الشعوب الأخرى في الشرق الأوسط.

أبواب المؤتمر الوطني الكردستاني ستبقى مفتوحة

لقمان أحمي وقبل أن يختتم حديثه قال: “هذه المبادرة جاءت تأكيداً على إن كل الأبواب مفتوحة أمام التيارات والقوى والأحزاب الكردية، وستبقى مفتوحة حتى مع انعقاد الاجتماع العام الموسع المزمع عقده. هذه المبادرة غير محددة بزمن، كون الهدف الأول والأخير الذي نسعى لتحقيقه هو توحيد ورصِّ الصفوف الكردية ومواجهة تهديدات النظام التركي وكل المعادين للشعب الكردي، لذا فالأبواب مفتوحة أمام كل من يرغب بالانضمام إلى هذه المبادرة ويعمل في سبيل مصلحة الشعب الكردي.

لا حل في سوريا بوجود المحتل التركي

في ختام حديثه أشار أحمي إلى إن وجود الاحتلال التركي وتهديداته المستمرة تعرقل جهود حل الأزمة السورية، منوهاً إلى إن لا حل في سوريا بوجود المحتل التركي وأضاف قائلاً: “بالطبع هناك بنود خاصة تتعلق بوضع عفرين والتأكيد على تحريرها من قوى الاحتلال والارهاب، وعودة سكانها إليها وهذه من أولوياتنا، لذا علينا أن نعمل جميعاً بروح المسؤولية لتحقيق الوحدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى