ليس خفياً أن المطالبة بالمساواة والحرية كانت دائماً من أولى نضالات النساء في كافة أنحاء العالم، فالأنظمة الذكورية الحاكمة والمستبدة عملت منذ بداية التاريخ إلى اليوم الراهن للقضاء على قداسة المرأة وصفتها الإلهية, وتحويلها إلى شيء تابع وثانوي لا يحقّ لها أي حقّ تحت مسمى العادات والتقاليد البالية التي كانت السبب في انتحار وقتل الكثير من النسوة في العالم، ولكن بالنضال والإصرار حطّمت المرأة كافة القيود التي كُبّلت بها مطالبةً بالحق والحرية لكافة النساء.
وفي شمال وشرق سوريا, هذه الأرض المقدسة المروية بدماء الشهداء, وبريادة المرأة المناضلة الحرة, سطّرت المرأة ملاحم عظيمةً لم يكن لها مثيل عبر التاريخ, حيث قاومت وناضلت وأعادت للربيع ألوانه, لتصبح مثالاً يحتذى به لكافة النساء في العالم, مما جعلها عرضةً لذهنيات الرجعية الضيقة التي اتّبعت كافة الأساليب الوحشية واللاإنسانية, وفي مقدمتها الدولة التركية الفاشية التي أيقنت بأن انتصار المرأة يعني انتصار الحرية والديمقراطية, ولهذا عمدت على استهداف المرأة واتباع أساليب القمع والقتل بحقها في عفرين وسري كانيه وكري سبي بعد احتلالها وتهجير شعبنا منها قسراً، ولكن هذا لم يقلل من عزيمة ونضال المرأة, بل جعلها تقاوم بعزيمة اكبر من أجل الحرية والعودة إلى أراضينا بعد تحريرها من رجس الإرهاب.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من آذار, فإننا في مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطيPYD نستذكر في هذه المناسبة كافة الرفيقات اللواتي ضحين بنفسهن في سبيل الحرية ودفاعاً عن حقوق المرأة, ومنهن الشهيدات (هفرين، ساكنة، آرين، هند، سعدة) وجميع رفيقاتنا في النضال والمقاومة, ونعاهدهن بالسير على خطاهن حتى الوصول إلى النصر.
ونتوجه بالتهنئة إلى عموم النسوة في العالم المدافعات عن القيم الإنسانية والديمقراطية في ساحات النضال, ولتكن كلّ أيام العام عيداً للمرأة.
كل عام وجميع النساء بخير
مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
7 آذار 2021
