المجتمعمانشيت

كيف عملت مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية على درء خطر الفيضانات

تُعتبر الفيضانات من الكوارث الطبيعية الأكثر شيوعًا في العالم ويمكن أن تحدث في أية منطقة في فصل الشتاء نتيجة هطول الأمطار المتواصلة ولفترات طويلة، وللفيضانات أسباب عديدة لسنا هنا بصدد تعدادها ولكن ما يهمنا في هذه الزاوية إلقاء الضوء على السيول والفيضانات التي اجتاحت منطقتنا منذ أيام وتسببت في أضرار مادية وبُنى تحتية جسيمة خلفت آثاراً سلبية على المواطنين ناهيك عن الضحايا الذين فقدوا حياتهم  بسبب انهيار البيوت الطينية على رؤوس أصحابها.

بوابة لابد لنا من تسليط الضوء عليها:

بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا خلال الأسبوع المنصرم؛ تشكلت السيول في الأودية، أدت إلى انهيار جسر على وادٍ قريبٍ من بلدة “كركي لكي”، وإلى انهيار منزل في حي الهلالية بقامشلو أسفر عن وفاة مواطنة تُدعى بهية سالم الخضر، وانهيار منزل آخر في الحي الغربي بمدينة قامشلو.

أما في قُرى سنجق أدى ارتفاع منسوب نهر جراحي إلى أضرار مادية كبيرة منها غرق الماشية ودخول المياه إلى المنازل، في حين أن مدن ومناطق “قامشلو وديريك وتربسبيه وجل آغا وسري كانيه و…”، أغلقت الطرقات نتيجة الفيضانات والسيول، كما أغرقت المياه بعض المنازل والمحلات التجارية إلى جانب فيضان الأنهار والأودية بالمنطقة.

لذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي التوجه إلى المناطق المتضررة ومنها ناحية جل آغا حيث أفاد أهالي تلك المنطقة أن منسوب المياه في السد ارتفع بشكل كبير جداّ مما يستوجب الحذر من فيضان المسالك المائية

كما تمكنت الصحيفة من الوصول لأصحاب المنازل المتضررة لمعرفة حجم الأضرار التي سببتها السيول والفيضانات، وبهذا الخصوص تحدثت

المهندسة المدنية فادية طاهر الرئيسة المشتركة لبلدية جل اغا:

منذ ثلاثة أيام شهدت المنطقة هطولات غزيرة للأمطار تسببت بحدوث سيول عارمة تسببت في ارتفاع منسوب مياه الأنهار والسدود، مما أدى إلى حدوث أضرار في بعض الجسور الصغيرة، أما السدود الأساسية فلا يوجد خطر عليها لأنها مبنية بالأساس لاستيعاب مياه الفيضانات والأمطار وتسببت ببعض الأضرار المادية، لذلك قمنا نحن في بلدية الشعب في جل آغا بتشكيل لجان للطوارئ بالتنسيق مع مجلس ناحية جل آغا والأسايش والترافيك والصحة، كما كان هناك تنسيق أيضا مع هيئة البلديات والبيئة في مقاطعة قامشلو ومنطقة ديرك، حيث قمنا بعمل بعض الاصلاحات العاجلة الإسعافية كترميم جسر الشبك الذي تعرض لانزياح التربة من أطرافه نتيجة السيول الجارفة هذا وتم عزل جسر قرية كيشك الذي أصبح خارج الخدمة حالياً، كما وضعنا الشواخص التحذيرية الفوسفورية حيث تعمل فرق البلدية على إعادة تأهيله.

وما نود التنويه إليه أن الفيضانات هي ظاهرة طبيعية والأمطار تباشير خير على شعبنا، ولكن يتطلب من المواطنين أخذ الحيطة والحذر وخاصة البيوت التي بُنيت في مجاري السيول وداخل حرم الأنهار، وعليهم الابتعاد قدر الإمكان عنها حفاظاً على سلامتهم، كما يتوجب عليهم إبلاغ فِرَق الطوارئ فورَ حدوث أي طارئ وذلك لتتمكن فِرقنا من التدخل السريع. بالنسبة لوضع المدينة ليس هناك من خوف عليها ومنسوب المياه في الجسر لم يصل إلى مستوى الخطر، حيث تم فتح بعض الفتحات المحيطة الموجود في الجسر وحالياً انخفض مستوى المياه إلى معدله الطبيعي.

خليل مجيد ابراهيم نائب الرئاسة المشتركة في بلدية جل اغا (عضو لجنة الطوارئ):

تحدث للصحيفة قائلاً: منذ ثلاثة أيام وجميع فرق البلدية ولجان الطوارئ اتخذت العديد من الاجراءات والتدابير التي من شأنها تخفيف الضرر الناتج عن الفيضانات والأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق الإدارة الذاتية، حيث توجهت لجان الطوارئ بداية إلى سد جل آغا وتم دراسة منسوب المياه عن كثب والذي ارتفع بشكل كبير وأدى إلى فائض في السد، حيث تدخلت اللجان وعملت على فتح البوابات الاحتياطية لتصريف المياه الفائضة بطريقة اعتيادية، وحالياً وضعُ السدِّ جيدٌ ويعمل بشكل طبيعي.

وأضاف: كانت هناك أربعة جسور على الأنهار الفرعية التي تربطها بمدينة جل اغا تعرضت للضرر؛ منها اثنين أصبحا خارج الخدمة، ونحن نعمل حالياً على إعادتها إلى التفعيل والخدمة، لقد انتهينا من ترميم جسر شبك وتم فتح الطريق للسيارات والمارة، في حين تم فرز فرق البلدية ولجان الطوارئ في عموم ناحية جل أغا وبالتنسيق مع مجلس الناحية والأسايش وكذلك هناك تنسيق مع هيئة البلديات والبيئة في مقاطعة قامشلو، حيث قمنا بعزل بعض البيوت التي تضررت، ووجهنا نداء عبر مكبرات الصوت في الجوامع للأهالي لتحذيرهم وطلب المشاركة مع لجان الطوارئ التي قامت بتصريف المياه قدر الإمكان بعيداً عن المناطق الآهلة.

نحن في بلدية الشعب في ناحية جل آغا نتوجه ومن خلال صحيفتكم إلى الأهالي والمواطنين بأخذ الحيطة والحذر ونناشد المواطنين بالتقيد بالتعليمات التي تصدر عن البلدية ولجان الطوارئ حفاظاً على سلامتهم والابتعاد عن مجاري السيول وحرم الأنهار، حيث أغلب الأضرار التي تعرضت لها الناحية كانت نتيجة للمخالفات السابقة للبناء في حرم الأنهار والمناطق المنخفضة.

مسعود يوسف الرئاسة المشتركة لهيئة البلديات والبيئة في مقاطعة قامشلو:

تحدث قائلاً: نحن كهيئة البلديات وعلى مدار 24 ساعة وبالتنسيق مع كافة النواحي والبلدات التابعة لمقاطعة قامشلو تم تشكيل لجان للطوارئ وفرزها على نواحي وبلدات المقاطعة ونحن الآن موجودون في ناحية جل آغا للاطلاع عن كثب على النواحي الخدمية في الناحية وتقديم المساعدة والإمكانات اللازمة للحد من الأضرار الناتجة عن الأمطار والفيضانات التي اجتاحت عموم مناطق شمال وشرق سوريا، حيث اطّلعنا على أوضاع معظم السدود والجسور في المقاطعة لاتخاذ التدابير اللازمة، وتم إجراء إحصاء ودراسة بهذا الشأن وتم تأهيل بعض الجسور بشكل اسعافي ريثما نتمكن من إعادة تفعيلهم للخدمة بطريقة مهنية مدروسة؛ بالتوازي مع  توجه فرق ولجان الطوارئ إلى النواحي والبلدات الأخرى وفرز آليات على مناطق (تربسبية، تل كوجر، تل حميس، جنوب الرد عامودا، الدرباسية وغيرها من المناطق والبلدات ) وتم التدخل السريع في بعض النواحي والبلدات بالتنسيق مع المؤسسات الخدمية الأخرى كالصحة ودائرة الموارد المائية والزراعة ومؤسسات الأسايش والترافيك ووحدات حماية الشعب، بحيث يمكننا القول الوضع أصبح تحت السيطرة بشكل جيد.

كانت هناك بعض الأضرار المادية كخروج بعض الجسور عن الخدمة حيث تم عزلها ويتم حالياً معالجتها.

 وأشار مسعود في معرض حديثه إلى أن الذي تسبب في تفاقم حجم السيول والفيضانات هو الجدار الفاصل الذي أقامته الدولة الفاشية تركيا في السنوات الأخيرة، حيث بسببه تجمع المياه بكميات كبيرة ونتج عنه تدفق المياه بكميات كبيرة دفعة واحدة تجاه مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا أدى إلى ارتفاع معدل ومنسوب المياه في السدود (سد جل اغا، مزكفت، بورزة، وغيرها من السدود ) وتدخلت الفرق الهندسية التي قامت بفتح المسدات الاحتياطية لتخفيف الضغط على السدود وخفض منسوبها والآن باتت تعمل بشكل اعتيادي وخفف من مستوى الخطر في هذه الناحية، كما تم رصد حجم الأضرار التي تعرض لها بعض البيوت والمزروعات وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة بهذا الشأن.

مالك السليمان الإدارة المشتركة لدائرة الموارد المائية بمقاطعة قامشلو: بناء على طلب هيئة البلديات تم تشكيل لجان طوارئ على مستوى مقاطعة قامشلو وكان من الطبيعي أن نتخذ نحن في دائرة الموارد المائية هذا الإجراء وأن نشكل لجان ونقوم بتوزيع المهام على كافة الإداريين والعاملين في دائرة الموارد المائية ضمن لجان الطوارئ ونحن الآن موجودون في ناحية جل آغا، حيث كان هناك تضخيم ومبالغة في حجم الخطر وخاصة على بعض صفحات الانترنت ومن جهتنا اتخذنا هذه الاشاعات على محمل الجد وتوجهنا بالفعل إلى المناطق المتضررة، حيث نؤكد للمواطنين أن السد في حالة طبيعية ولا يوجد خطر عليه فقد قامت فرقنا الفنية بدراسة منسوب المياه ومعدلاتها، وتبينَ أن السدود بحالتها الاعتيادية ومنسوب المياه الفائض يتم صرفه بطريقة مناسبة “فرب ضارة نافعة” على العكس يمكننا الاستفادة من هذه الكميات الفائضة خاصة في فصل الصيف لري المزروعات والخضار، ولدينا مخطط ودراسة بهذا الشأن ليستفيد المزارعون والفلاحون من المياه الفائضة، وسيتم إعادة تأهيل قنوات الري وإنشاء قنوات جديدة، حيث يقدر منسوب المياه الفائض في جل اغا مثلا 12 مليون لتر مكعب وفي سد الحاكمية 7,200 مليون لتر مكعب في سد سفان 45 مليون لتر مكعب في سد الخابور 600 متر مكعب، هذه كلها تباشير خير للمزارعين للاستفادة منها، حيث تجاوزت المياه المعدلات المتوقعة وهذا سيساهم في الزيادة الانتاجية للوصول للاكتفاء الذاتي، هذا بالإضافة إلى رفع مستويات منسوب المياه الجوفية.

عبد السلام عباس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في ناحية جل اغا :

بهذا الصدد أفاد الصحيفة قائلاً: نحن بدورنا كحزب وكطبيعة عملنا قمنا بفرز رفاقنا مع اللجان الخدمية والطوارئ للمساهمة الطوعية والتوعوية، حيث تطلبت الأوضاع الجوية السائدة في المنطقة عموماً إلى قيام كل الفئات الشعبية والمؤسسات المدنية والمجتمعية لتضافر الجهود، وخاصة في حالات الكوارث الطبيعية كالفيضانات، ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي في ناحية جل آغا هيأنا جميع طاقاتنا التنظيمية والميدانية من أجل درء المخاطر عن أهلنا وبلداتنا في الناحية فما يمكن التنويه إليه هنا النضال والعمل الحزبي لا يقتصر في الميادين السياسية فقط وإنما خدمة مجتمعنا وتلبية احتياجاته تُعتبر نواة السياسة التي يتبعها حزبنا وهو ما عبَّر عنه القائد أوجلان في تعريفه للسياسة، كما لا يمكن فصل الأوضاع الخدمية عن السياسة وخاصة من الناحية الخدمية والحالات الطارئة فما يمكن التنويه إليه هنا أن الانتصارات التي حققتها القوى السياسية والعسكرية في شمال وشرق سوريا كان لها ردود فعل انتقامية من قبل المحتلين والمستبدين وخاصة دولة الاحتلال التركي التي اتجهت إلى محاربة التجربة الديمقراطية في روج آفا وشمال شرق سوريا بكل السبل فأحد الأسباب التي ساهمت في حدوث السيول والفيضانات في المنطقة كانت نتيجة قيام الدولة التركية بفتح السدود لإحداث أضرار بالبنية الخدمية في شمال وشرق سوريا، كما أن جدار الفصل العنصري الذي عملت تركيا على إقامته تسبب في حجز كمية ضخمة من المياه، مما أدى إلى انهياره في أكثر من منطقة مما تسبب بتدفق المياه بمنسوبات كبيرة وتسببت في حدوث سيول وفيضانات نتج عنها هدم بعض الجسور الصغيرة وارتفاع معدل المياه في السدود المحلية.

واختتم حديثه بالقول: إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي نؤكد مجدداً لشعبنا ومجتمعنا أننا سنقاوم كافة المخططات العدائية التي تستهدف مكتسبات مكونات المنطقة وسنعمل جاهداً وبجميع طاقاتنا على إفشالها.

تقرير: ياسر خلف/حسينة عنتر

زر الذهاب إلى الأعلى