الأخبار

كلمة جريدة الاتحاد الديمقراطي العدد 105

يوماً بعد يوم تثبت الأحداث وبالدلائل القاطعة التي لا تقبل أي تأويل بأن الهياكل المتخشبة والمشكلة فيما يسمى المجلس الوطني الكردي السوري ماضٍ في طريقه الانهزامي حتى اللحظة الأخيرة؛ بالرغم من أن هذه هي الحقيقة – لكن – في الوقت نفسه يخالف رؤية غالبية أعضائهم الذين بدأوا متذمرين لمثل هذه الخروقات والمرفوضة من قبل غالبية الشعب الكردي ومع شركائهم من المكونات الأخرى سواء في روج آفا أو في باقي أرجاء الوطن السوري من الأقصى إلى الأقصى. ولأننا أمام جملة خطيرة من الأحداث وأمام اصرار واضح مِمَنْ يهيمن على الأنفس الأخيرة من المجلس أن يمضوا في طريقهم المتهالك هذا؛ علماً أن تفاصيل مثل هذا الهلاك تم التخطيط له والعمل على تنفيذه واملائه من قبل أسوأ الأنظمة المتربصة بالكيان السوري عموماً وخصوصاً بإرادة الشعب الكردي ولقضيتهم أينما كانوا في سوريا، العراق، إيران، وفي تركيا أيضاً. وإلا ماذا يعني سياساتهم المعلومة المفضوحة بالضد الدائم لانتصارات وحدات حماية الشعب والمرأة وباقي الفصائل المشاركة في عمليات التحرير في تل أبيض وفي قامشلو وتل تمر وتل حميس وكل شبر تم تحريره من تنظيم داعش الإرهابي الذي بات المهدد الأكبر للمركب الدولي البشري؟ وماذا يعني إعطاء صفة جديدة ومن قبلهم (المرتزقة المأجورين) في الاستماتة من أجل اعطاء شرعية منطقة العزلة أو العازلة بحسب المقاسات التركية ما بين كوباني وعفرين، هنا؛ ولأن تركيا ممنوع عليها ارتكاب مثل هذه الحماقة فلجأت إلى أذرع لها يقوم أبواقها بالترويج وبالتهليل والاستهلال؛ وتصريح أكبر المتهافتين لإحدى المواقع الكردية حول تفصيل دخول أذرع تركيا واستخباراتها إلى منطقتهم الوسخة بعكس ما يسمونها النظيفة، يدل مثل هكذا تصريح تفصيلي بأن مثل هذه الخطوة تم الاعداد لها في فترة زمنية تتجاوز الأشهر وليست بنت لحظتها. حجم العداء المُبيّت والمعمول به واقعياً يبدو فظيعاً واجرامياً يستوجب المحاسبة الوطنية والقومية مهما يكن تلك الشخوص المتهافتة.

ليست المسألة متعلقة بالقصور السياسي فقط بل تتجاوزه لتصل إلى حد العداء وهذا هو المرفوض جملة وتفصيلاً. مثل هذا التصرف الأرعن المرهون بالفشل لسببين واضحين أولهما؛ فشل المصادر الداعمة لمثل هذه الأباطيل وهذا لا يحتاج إلى الكثير من الدلائل وثانيهما؛ الوقائع التي تشهدها سوريا والسياسات الظاهرة والمخفية تؤكد انسداد مثل هذه التخبطات، بالرغم من ذلك ربما ليس من الاستحالة أن يكتب لمثل هذا الاستعصاء بعض الظهور؛ لكن من المؤكد جداً أنها ستكون قصيرة ومدمرة وشكلاً آخر من الظهور على الطريقة الداعشية المرفوضة دولياً وسورياً، والحراك الدبلوماسي الأممي المشهود له بالإضافة إلى مجموعات دي مستورا والبيان الرئاسي المتفق عليه من قبل مجلس الأمن والتأسيس لمجموعة التواصل الدولي والإقليمي لحل الأزمة السورية تأتي مجملها عكس وضد مثل هذا التوجه الضيق البائس.

في وقت الاستحقاقات التاريخية يتجه المهيمنين على المجلس الوطني وأوصيائهم إلى نقطة الزوال. والاحتكام إلى الشأن الوطني السوري والقومي الكردي مطلوب حتى آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى